“ردود الفعل الدولية” لتّمرّد فاغنر المسلح.. قلقٌ وترقّبٌ عالميّ لمجرى الأحداث في روسيا

النشرة الدولية –

تابعت دول العالم بقلق وترقب السبت مجرى الأحداث في روسيا في أعقاب التمرّد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاغنر ضد القيادة العسكرية للبلاد، في ما يشكل أبرز تحدّ داخلي يواجهه الرئيس فلاديمير بوتين في خضم حرب أوكرانيا.

في ما يأتي عرض لأبرز مواقف دول وحكومات بشأن التمرّد الذي اعتبره بوتين “طعنة في الظهر” و “خيانة”:

أوكرانيا

إعتبر الرّئيس فولوديمير زيلينسكي أن تمرّد مجموعة فاغنر دليل على ضعف روسيا وعدم الاستقرار السياسي فيها.

وكتب عبر وسائل التواصل: “ضعف روسيا واضح. ضعف واسع النطاق. وكلّما أبقت روسيا قوّاتها ومرتزقتها على أرضنا، واجهت المزيد من الفوضى والألم والمشكلات لاحقاً”.

 الولايات المتحدة 

أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن واشنطن ستبقى على “تنسيق وثيق” مع حلفائها بشأن الأحداث في روسيا.

وأوضح أنه تحدث اليوم مع “وزراء خارجية دول مجموعة السبع ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي للبحث في الوضع الراهن في روسيا. الولايات المتحدة ستبقى على تنسيق وثيق مع الحلفاء والشركاء مع تطور الوضع”.

شدد المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر على أن الأوضاع المستجدة “لا تُغيّر شيئاً” بالنسبة للدعم الذي توفره واشنطن وحلفاؤها الى أوكرانيا.

وكان متحدث باسم الرئاسة الأميركية أكد في وقت سابق أن البيت الأبيض يراقب الوضع في روسيا، مشيراً إلى أن الرئيس جو بايدن أطلِع على ما يجري.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي آدم هودج: “نراقب الوضع وسنتحدث مع حلفائنا وشركائنا” بشأن التطورات.

الأطلسي

اكتفت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي بالتأكيد أن التحالف “يراقب الوضع”.

أوروبا

أكد رئيس المجلس الأوروبيّ شارل ميشال أنّ التكتل القاري “يُراقب عن كثب الوضع في روسيا. وهو على تواصل مع القادة الأوروبيين والشركاء في مجموعة السبع”.

واعتبر أنه “من الواضح أن هذا شأن داخليّ روسيّ”، مشدداً على أن دعم دول الاتحاد لأوكرانيا “لا يتزعزع”.

ووضّح مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل أنه “على تواصل دائم مع سفيرنا في موسكو ونواصل مشاوراتنا الداخلية مع الدول الأعضاء”.

وأكد قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتابع الأوضاع عن كثب، مضيفاً: “نواصل التركيز على دعمنا لأوكرانيا”.

تتابع الحكومة الألمانية “عن كثب الأوضاع في روسيا”، وفق ما أكد متحدث باسمها لوكالة فرانس برس. ونصحت وزارة الخارجية الألمانية رعاياها بتفادي وسط موسكو والمباني الحكومية والمقرات العسكرية في العاصمة.

رأت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني أن ما يجري “يظهر كيف أن الاعتداء على أوكرانيا يتسبب بعدم استقرار في روسيا أيضا”.

حض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك “كل الأطراف على تحمّل مسؤوليتها لحماية المدنيين”.

أضاف أنه على تواصل مع قادة الدول الحليفة “مع تطوّر الوضع، قائلاً: “سأتحدث الى بعضهم (…) الأهم بالنسبة إلينا هو أن تتصرف كل الأطراف بمسؤولية”.

لجأ مسؤولون في الجمهورية التشيكية الى السخرية للتعليق على الأحداث.

وقال وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي “أرى أن إجازتي الصيفية في القرم تقترب”، في إشارة الى شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في العام 2014.

من جهتها قالت وزيرة الدفاع التشيكية يانا سيرنوشوفا “وأخيرا بتنا ندرك ما تعنيه روسيا بعملية عسكرية خاصة”، في إشارة الى التسمية التي أطلقها بوتين على دخول قواته الى أوكرانيا.

أضافت: “بعد 16 شهراً من الحرب على أوكرانيا، روسيا تشنّ حربا على روسيا. لم نفاجأ. هذا تقليد هناك. الحروب الفاشلة تنتهي بإعدام القيصر، بفوضى وحرب أهلية بإشراف المتلصصين. تهانينا”.

واعتبرت وزيرة الدفاع البلجيكية، لوديفين ديدوندر، أن الوضع في روسيا “خطر” وقيد المتابعة “لتبيان ما سيكون أثره على النزاع” في أوكرانيا.

وحذّر المستشار النمسوي كارل نيهامر من مخاطر “الأسلحة البيولوجية، الكيماوية، والنووية” في حال غرقت روسيا في فوضى شاملة.

وأكد وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم أن “الحكومة تتابع عن كثب الوضع في روسيا. الوضع خطر”.

أعلنت وزيرة الخارجية النروجية أنيكن هويتفيلدت أن بلادها تتابع “عن قرب الوضع الدراماتيكي في روسيا وهي على تواصل وثيق مع السفارة في موسكو”.

ونصحت الخارجية رعاياها بعدم السفر الى روسيا، كما فعلت بلغاريا.

ودعت الخارجية الدنماركية رعاياها في روسيا الى “البقاء في الداخل (منازلهم)، الصبر، والاطلاع على ما يجري” من وسائل الإعلام الروسية.

مجموعة السبع

أعلن بوريل أن وزراء خارجية دول مجموعة السبع “تبادلوا وجهات النظر” بشأن الأحداث في روسيا في أعقاب التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاغنر ضد القيادة العسكرية.

وكتب عبر “تويتر”: “أجريت اتصالا مع وزراء خارجية مجموعة السبع لتبادل وجهات النظر بشأن الوضع في روسيا. عشية اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الإثنين، أنسّق داخل الاتحاد الأوروبي وقمت بتفعيل مركز الاستجابة للأزمات”.

وأكدت ألمانيا أن وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك “بحثت الوضع” مع نظرائها في مجموعة السبع التي تضم أيضاً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا.

ولم يقدّم الجانبان تفاصيل إضافية.

تركيا

دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في اتصال مع نظيره فلاديمير بوتين السبت الى تحكيم المنطق في روسيا، مبديا استعداده للعمل على إيجاد “حل سلمي” للأزمة.

وأورد بيان للرئاسة التركية أن إردوغان “شدد على أهمية التصرف من خلال تحكيم المنطق”، وأنه “قال إننا، كتركيا، على استعداد للقيام بدورنا من أجل إيجاد حلّ سلمي للأحداث في روسيا في أسرع وقت ممكن”.

وأعلن الكرملين في وقت سابق أن بوتين تلقى من إردوغان “دعمه الكامل” في مواجهة التمرد.

وأكد في بيان أن بوتين أطلع إردوغان على “الوضع في البلاد المرتبط بمحاولة التمرد المسلّح”، مشيرا الى أن الرئيس التركي الذي واجه محاولة انقلاب فاشلة في العام 2016، أعرب عن “دعمه الكامل لكل الإجراءات المتخذة” من نظيره.

بيلاروس

واعتبرت بيلاروس، الجارة الحليفة لروسيا، أن التمرد هو “هدية” للغرب، محذّرة من أنه قد يتحول الى “كارثة”.

ونقلت الخارجية عن بيان لمجلس الأمن القومي “أي تحريض، أي نزاع داخلي في الدوائر العسكرية أو السياسية، في مجال المعلومات أو المجتمع المدني، هو هدية الى الغرب مجتمعا”.

لاتفيا واستونيا

وأعلن رئيس لاتفيا المنتخب إدغارس رينكيفيكس أن بلاده عززت أمن حدودها إثر التمرد في روسيا ولن تسمح بدخول المواطنين الروس إلى أراضيها.

وكتب في تغريدة “تتابع لاتفيا عن كثب مستجدات الوضع في روسيا.. عززنا الأمن عند الحدود ولن نصدر تأشيرات او نسمح بدخول مواطنين روس يغادرون روسيا بسبب الأحداث الراهنة”.

وكانت لاتفيا أوقفت اعتباراً من العام الماضي منح الروس تأشيرات دخولٍ إلى أراضيها، إلّا أنّها كانت تقوم باستثناءات لغايات انسانية.

كذلك، أعلنت رئيسة وزراء استونيا كايا كالاس تعزيز “أمن الحدود”، داعية رعاياها الى “عدم السفر الى أي مكان” في روسيا.

قطر

أعلنت وزارة الخارجية أن قطر تتابع “بقلق بالغ تطورات الأوضاع” في روسيا، داعية إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والاحتكام لصوت العقل، وتجنيب المدنيين تبعات المواجهات”.

وحذّرت من أن “تفاقم الأوضاع في روسيا وأوكرانيا ستكون له تبعات سلبية على الأمن والسلم الدوليين، وعلى إمدادات الغذاء والطاقة، التي تأثرت أساساً بالأزمة الروسية الأوكرانية”.

 

الإمارات 

اعتبر مستشار رئيس دولة الإمارات أنور قرقاش أنه “في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها روسيا أصبحت الحاجة إلى حل سياسي يُعالج الأزمة الأوكرانية وتداعياتها أكثر إلحاحاً لتجنيب العالم المزيد من الاحتقان”.

ورأى أن “الحلول السياسية لم تعُد خياراً بل ضرورة لتفادي الصراعات وانعكاساتها السلبية على مسارات الاستقرار والتنمية في العالم”.

 

 

 

Back to top button