عالم القصص يقود سهير قضريب من الواقع إلى الخيال

التشكيلية التونسية تمضي في نهجها من خلال أنشطتها الفنية ومشاركاتها العلمية والأكاديمية وكذلك المعارض الفنية وهي المسكونة بالفن وتفاصيله منذ طفولة

النشرة الدولية –

ميدل ايست اون لاين – شمس الدين العوني –

الفن بما هو فسحة خيال وتأمل وتأويل حيث الكائن في سردية أحواله تجاه عناصر شتى وتفاصيل للقول بالفكرة النابعة من الزمن وتداعياته وتلوينات حكاياته حيث الراهن في تجليات تعاطيه وتفاعله وفق تعبيرية تتآلف عناصرها وتتنافر بما يمكن من إعادة القول أسلوبا ونهجا وتلوينا…

هكذا هي الكلمات والصور والسرديات في مخيلة الفنان حيث السؤال يتجه لكيفية التقبل في ضروب من التجدد وهضم الراهن باشتراطاته الجمالية والتقنية لما انطبع في الدواخل من سير وحكايات وسرديات ضمتها الرسوم والفنون والأعمال التي مرت عليها أزمنة ودهور ولم يمسسها غير حرص الفنان على النفاذ إليها محاولا ومحاورا لأجل التجدد تجاهها والإفصاح عن اللحظة المبدعة التي لا تروم غير الولوج إلى كنهها ومساءلتها وذلك بقلق الفن وتداعياته وجوهر فكرته…

في هكذا سياق نمضي مع تجربة فنانة تشكيلية وباحثة تخيرت هذا المنحى من مساءلة ما هو ميثولوجي فنيا وجماليا تقصدا لشواسع مخيلة وهواجس ذات فنية حالمة تغوص في السرديات الفنية الأسطورية وذلك بالعمل على ما هو عجائبي وفنطاستيكي لتكون الرحلة الفنية المتسلحة بحلمها نحو العوالم المفتوحة على الدهشة والسحر…

الفنانة التشكيلية الدكتورة سهير قضريب تمضي في نهجها هذا فنا وبحثا من خلال أنشطتها الفنية ومشاركاتها العلمية والأكاديمية وكذلك المعارض الفنية وهي المسكونة بالفن وتفاصيله منذ طفولة أولى حيث تقول عن هذا المجال الجمالي المعنية به “إنّ مفهوم الذاكرة غالبا ما يشغلني كباحثة في الفنون التشكيلية وهو ما جعلني أخوض أكثر في الميثولوجيا كإشكالية أساسية في أعمالي. لعل مفهوم الذاكرة على علاقة مباشرة بمرحلة الطفولة التي تُعتبر مرحلة مهمة في حياة الإنسان حيث تتشكل مخيلته الابداعية. ويُعتبر عالم القصص والخرافات والأساطير العالم السحري الذي يقودني إلى الخروج من الواقع المحدود نحو الخيال اللامحدود والمنفتح على اللانهاية. لذلك سعيت من خلال تجربتي التشكيلية نسج قصص خرافية عجائبية في شكل تمثلات فنطازية تكونت من توليفات بصرية جمالية ملونة التفاصيل مشحونة برموز وعلامات انبثقت من تأثيرات الميثولوجيا وسحر الخرافة والخيال، امتزج فيه المرئي باللامرئي بتمازج الخط مع اللون والشكل ليخلق عالما مُشبعا ومُزدحما تولدت من خلاله أشكالا تراوحت بين الضبابية والوُضوح تنطلق بالمخيلة إلى التساؤل والتأويل…”.

 

لوحة
الاشتغال على الذاكرة

والفنانة سهير حاصلة على أطروحة دكتوراه تحت إشراف د. كمال كشو ضمن عنوان “الميثولوجي في الصورة الفوتوغرافية: دراسة مقارنة” وقبل ذلك تمكنت من الحصول على درجة الماجستير في الفنون التشكيلية عن “العالم المخيالي للمرأة وتداعياته الهجينة في التصوير المعاصر” بإشراف الفنان التشكيلي والأستاذ نور الدين الهاني… واشتغلت بالتدريس لسنوات في التعليم العالي والتعليم الثانوي بصفاقس والقيروان.

وكانت لها معارض ومشاركات فنية تشكيلية منها معرض جماعي في مهرجان ثقافات الفراعنة بقرقنة، ومعرض جماعي في معرض الفنون السنوية بصفاقس ومعرض جماعي لأساتذة صفاقس في معرض القصبة بصفاقس ومعرض جماعي بقاعة المدينة خليل علولو صفاقس، ومعرض جماعي بقاعة البلدية صفاقس ومعرض جماعي مع Le Pont des Arts صفاقس، ومعرض جماعي في المركب الثقافي محمد الجموسي بصفاقس، والمشاركة في المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالشابة من ولاية المهدية، وفي المعرض الجماعي والورشات للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس ومعرض جماعي ومشاركة في مهرجان Olivier National، Kalàa Soghra بسوسة، إلى جانب نشر مقال في كتاب جماعي بعنوان “الميثولوجيا الذاتية من السرد إلى التشكيل”، والحصول على دبلوم الرسوم المتحركة في الإذاعات تحت إشراف الجمعية وهي عضو مختبر البحث: Laboratoire de Langue، وذلك فضلا عن التمكن من اللغات ومهارات الكمبيوتر: Windows، Word، Excel، Power Point، Outlook، والتنقل عبر الإنترنت والرسم، الخط، التصوير الفوتوغرافي، النقش…

الفنانة والباحثة سهير قضريب تعمل في سياق من البحث والرسم والذهاب كثيرا في دروب التشكيل وفق شغف عايشها منذ طفولتها وصولا إلى الآن حيث الفن بأسئلته الكبرى ومنها جمال التعاطي تجاه الذاكرة وأساطيرها وحكاياتها العجيبة المألوفة والنادرة…

و”لعل مفهوم الذاكرة على علاقة مباشرة بمرحلة الطفولة التي تُعتبر مرحلة مهمة في حياة الإنسان حيث تتشكل مخيلته الابداعية. ويُعتبر عالم القصص والخرافات والأساطير العالم السحري الذي يقودني إلى الخروج من الواقع المحدود نحو الخيال اللامحدود والمنفتح على اللانهاية…” كما تقول وهي الموغلة في اللعبة الفنية حبا وغراما وسفرا مفتوحا على… ذاته وعلى الآخرين… وعلى العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى