هل يقود مسلحو الحركة الإسلامية المعارك في السودان؟
النشرة الدولية –
أبعاد خطيرة تتجه نحوها الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، عقب تداول معلومات عن تورط عناصر إسلامية جرى قتلها أو أسرها وهي تحارب بجوار الجيش.
معلومات تعزز رؤية قوات الدعم السريع في التحذير من مغبة الوقوف وراء احتدام المعارك في الخرطوم، والعمل على إفشال مبادرات وقف الحرب وعرقلة الوساطات لمنع العودة إلى العملية السياسية السابقة، وفق ما أكدته صحيفة “العرب” اللندنية.
ورجحت الصحيفة أن يعيد الكشف عن هذه المعلومات نظر بعض الجهات التي التزمت الحياد في الحرب، أو تلك التي دافعت عن قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان باعتباره ينتمي إلى مؤسسة عسكرية نظامية تدافع عن وحدة الدولة، بينما هو يدير حرباً لحساب حركة إسلامية وجدت فيها فرصة لخلط الأوراق طمعاً في السيطرة على المشهد العام.
وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي في السودان خلال الأيام الماضية، وما تزال منشغلة، بخبر مقتل رئيس منظومة الفكر والتأصيل في الحركة الإسلامية السودانية محمد الفضل عبد الواحد عثمان خلال مواجهات عسكرية بمنطقة الشجرة وهو يقاتل في صف الجيش ضد قوات الدعم السريع.
ويكمن وجه الخطورة في أنّ محمد الفضل أحد أبرز قادة كتيبة البراء بن مالك الجهادية، وقام البعض من قيادات الإخوان (الكيزان) بنعيه، من بينهم قادة في الحركة الإسلامية مثل علي كرتي وسناء حمد القيادية في التنظيم والوزيرة الملقبة بأخت الشهيدين، بحسب الصحيفة.
واُثير خلال الفترة الماضية جدل حول أسباب اندلاع الحرب في منتصف نيسان (أبريل) الماضي، والجهة التي بادرت بإطلاق أول رصاصة فيها، وقادت إلى تداعيات عسكرية مريرة.
وكان قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد حذر في أول بياناته عقب بدء الحرب من أنّ الجيش استهدف قواته في أحد معسكرات العاصمة الخرطوم، وضرب عليها حصاراً بغرض الانقلاب، وإعادة نظام الرئيس السابق عمر البشير إلى السلطة بعد أن أطاحت به ثورة شعبية عارمة.
واتُهِمت قيادات في الجيش بتبنّي أفكار إيديولوجية متشددة، وبأنّها حشدت الجنود لخوض حرب واسعة ضد قوات الدعم السريع وفقاً لعقيدة غرستها فيهم الحركة الإسلامية.
ولم يكن أغلب من قاتلوا بجوار الجيش، ومن بينهم محمد الفضل الذي بايع أمير داعش في وقت سابق، من المجندين في صفوفه أصلاً، بل هم قياديون متطرفون يقاتلون تحت إمرة الحركة الإسلامية بالتنسيق مع قيادة الجيش، ولديهم مشروع توسعي يريدون استعادته في السودان، لتأكيد أنّ سقوط نظام البشير صفحة عابرة في تاريخ البلاد.
وتشير معطيات حصلت عليها صحيفة “العرب” إلى أنّ كتيبة البراء بن مالك من الميليشيات الرئيسية في الحركة الإسلامية، تضم مجاهدين يعملون بالتنسيق مع الكيزان في الجيش ويرتدون زيه الرسمي، ويوجدون ضمن قوات سلاح المدرعات في منطقة الشجرة.
وارتفع عدد القتلى في صفوف كتيبة المجاهدين، التي تقاتل إلى جانب قوات سلاح المدرعات، إلى أكثر من (20) شخصاً، فضلاً عمّن انضموا إلى فروع أخرى، ممّا يعزز التقارير التي أفادت بضلوع الحركة الإسلامية مباشرة في الصراع.
وتعزز بعض التقارير الحديثة مدى تأثير الحركة الإسلامية داخل الجيش، والذي زاد إثر هروب قيادات محسوبة على فلول البشير من معتقلات الخرطوم بعد نشوب الحرب.
وكانت القوى المدنية قد حذرت من مخاطر تغلغل هؤلاء في الجيش والكثير من مؤسسات الدولة العميقة، خاصة بعد قيام البرهان بحلّ لجنة تفكيك النظام السابق ومحاربة الفساد عقب الانقلاب العسكري في تشرين الأول (أكتوبر) 2021، وهؤلاء صار لهم دور كبير في الإعلام والتعبئة والحشد الشعبي في الكثير من الولايات الهادئة.