فيليب عرقتنجي يُمسرِح ذاكرته ‘صار وقت الحكي’ بوحٌ بعباءةِ سينما

النشرة الدولية –

برس بارتو – بقلم زلفا عسّاف –

تلبس اول تجربة مسرحيّة ‘صار وقت الحكي’ للمخرج السينمائي فيليب عرقتنجي،  عباءة البوح بلغة سينمائيّة، أتت في إطار  تجربة جديدة عكست احساس عدسة عرقتنجي، وتُرجمت على خلفيّات من شاشات عدّة، شكّلت العنصر .المساعد بالصوت والصورة والتوثيق لرؤية جديدة الطرح في عالم المسرح.

بوح مونولوجي منفرد على مقعد بسيط او وقوفاً، يأخذك خلاله الى عالمه الخاص في البيت الوالدي، الى ايام الحرب، فالمدرسة وصعوباته التعليميّة، وعلاقته بالبيانو، فالبحث عن النهج السينمائي والسفر الى الخارج…وذلك في إطار الرواية عن التجارب الشخصيّة لمسار حياته، بعد ان سبق ووثّقها من خلال فيلمه السينمائي ‘ميراث’.

 يجلس منفرداً على مقعد او يسافر مونولوجيّاً بمراحل زمنيّة، تأخذك الى عالمه الخاص، وسط ديكور مسرحي خشبي بسيط، يكتنز ملفات وصناديق كرتونيّة واغراض شخصيّة ومحفوظات من الأرشيف والكاسيتات المسجّلة، فتنعكس الرؤية بمؤثرات صوتيّة وصور وتوثيق بالكاميرا، لمراحل من الحياة والرحلة السينمائيّة، فتأتي كعنصر مساعد للبوح في تجربة فريدة، تختلط معها نغمات البيانو بصوت قذائف الحرب. وبين الفن والحرب طفولة ونضج وبيروت فباريس واستعادات شخصيّة.

لم يكن ربما سهلاً ان يخضع مخرج سينمائي عالمي لتجربة التمثيل المسرحي في وقفة تحتاج إلى رؤية اخراجيّة خاصة، استلمت إدارة دفتها لينا أبيض التي نجحت في إبراز هذا البوح، ضمن تدفقات زمنيّة مع عناصر مساعدة لها، لخلق مشهديّة ابداعيّة مبهرة.
أبطال كثر مروا في حياة عرقتنجي، والده، معلميه، اترابه، بيروت، واول بيانو وكاميرا.
اما بطلته بيروت فكانت حيزّه الابرز وملهمته الخضبة. تضج ذكرياته فترتطم بماض أليم،
ماضي الحرب وتوثيقه لتلك الحقبة التي لا زالت
تستعاد توثيقياً بأشكال مختلفة عبر الاجيال .
تلك المدينة التي راقصها  بين الفن والحرب، بين العزف وصوت القذائف، فهل بيروت خرجت منه ليهجرها حينها؟

“صار وقت الحكي” بوح شامل ومنهجي على مدار
ساعة، يظهر فيه عرقتنجي،إلى تجاربه الشخصيّة، بصورة العازف والراقص ، ذاك الطفل والناضج، موثق الحرب والهارب منها،
. عاشق بيروت وهاجرها، البارع المحافظ على صناديق ذكرياته الشاملة،صورة وصوتاً وفيديوهات
… في مسرحيته الأولى ، يقدّم  عرقتنجي عرضًا مؤثرًا يروي رحلته عبر عالم السينما ، مليئة بذكريات حلوة ومرّة وقصص حنين.  بالتأكيد يعكس تجاربه الشخصية كطفل ومراهق نشأ في بلد مثير للجدل ولكن الأجمل، لبنان. نحن  أطفال تلك الحقبات ، سنتعرف على أنفسنا أيضًا عندما يروي  هذه القصص بطريقة فكاهية وأحيانًا حزينة بعض الشيء. تعيدنا هذه المسرحية إلى تجاربنا الخاصة ،وتقدم لنا رحلة رائعة عبر الزمن، مزينة بإسقاطات الفيديو والصور والأغاني والأصوات التي تختلط وتتشابك، لتنقلنا إلى عالم فريد من نوعه.
ببساطة هي قصة “صار وقت الحكي” لا تفوت عليك فرصة مشاهدتها على مسرح المونو الاشرفيّة ، من .إخراج لينا أبيض .

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى