تونس: ملتقى شعر الهايكـو في دورته الثالثة يناقش شعرية قصيدة الهايكو
النشرة الدولية –
تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية التونسية، نظمت المكتبة المغاربيّة ببن عروس التي تديرها السيدة فتحية شعبان ملتقى شعر الهايكـو بتونس في دورته الثالثة وذلك يومي الخميس 22 والجمعة 23 جوان 2023 وذلك بالشراكة مع جمعية أحباء المكتبة والكتاب بالجهة.
وضمن هذه الدورة وقع تناول موضوع “شعرية قصيدة الهايكو”. وكان الهدف من هذه الدورة حسب منسقة الملتقى هيام الفرشيشي التعريف بشكله الشعري الخطي وبقواعده المضبوطة، وعدد أسطره ومقاطعه وتأمل الشاعر لصور الطبيعة في أواخر الخريف والتفاصيل الصغيرة والتأمل المرن المتيقظ واندماج ذات الشاعر بهذه التفاصيل. وانتشار الهايكو في الغرب منذ بداية القرن العشرين. ونسج بعض الشعراء العرب قصائدهم المختصرة على منوال الهايكو.
غير أن الطموح الأكبر هو عدم اقتصار قصيدة الهايكو في شكلها الحديث على تأمل تفاصيل الطبيعة بل استقت مواضيعها من تفاصيل الحياة المعاصرة بما في ذلك الواقع الافتراضي الالكتروني. كما أخرجت من سياقها الطبيعي الواقعي الى بعدها الخيالي لتتجاوز إطارها الضيق والفترة الزمنية التي كتبت فيها.
في “ملتقى قصيدة الهايكو” في دورته الثالثة تم تسليط النقد على ما تراكم من قصائد الهايكو في تونس. والاهتمام بلغتها وصورها ومشهديتها.
لتهتم هذه الدورة بعدة محاور وهي:
_ شعرية وجمالية قصيدة الهايكو في نسختها التونسية.
_ قراءات تأويلية لنماذج من قصيدة الهايكو.
_ الهايكو الأصلي والهايكو العربي.
_ الهايكو بين التأصيل والتجديد.
وقد تضمن البرنامج مداخلات نقدية توزعت على ثلاث جلسات. ترأست الجلسة الأولى منسقة الملتقى في هذه الدورة الناقدة هيام الفرشيشي وكانت المداخلة الافتتاحية للباحث الجامعي والشاعر فتحي النصري “جمالية قصيدة الهايكو”. وفي مداخلته أعطى لمحة تاريخية عن نشأة قصيدة الهايكو في اليابان وتنقله بعد ذلك لاوروبا وفرنسا وبدايات قصيدة الهايكو في تونس في السبعينات. وربط قصيدة الهايكو بالادراك واللحظات الحدسية رغم انها لا تعبر عن انفعالات الشاعر بل عن الصورة الطبيعية التي تنشط البعد الروحي للشاعر.
المداخلة الثانية للأستاذة الجامعية وناسة النصراوي بعنوان : “كيف يبنى عمق الشعور؟ : قراءة تأويلية في نماذج من شعر الهايكو بعنوان”. وقد تناولت الإشارات الاسطورية التي منحتها قصيدة الهايكو التي تجاوزت صراع الحياة والموت والرحيل والبقاء إلى عالم الحياة ضمن بنية القصيدة اللغوية وتعدد معاني مفرداتها وصورها لتؤسس لعمق الشعور. مع تحليل بعض نماذج قصائد الهايكو من اليابان ومن تونس.
المداخلة الثالثة للناقد البشير الجلجلي : “الهايكو والبحث عن مشروعية الوجود: قراءة في نماذج من أعمال سالم اللبان”. و في بداية مداخلته عدد مصادره ومراجعه التي اعتمدها كمدخل لتعريف قصيدة الهايكو وانتقالها للعالم العربي عن طريق الترجمة. محللا رباعية كتاب الفصول للشاعر سالم اللبان باللغتين العربية والفرنسية وحواره الابداعي مع الشاعر نورالدين صمود. واشتقاق بعض التسميات لهذه القصيدة انطلاقا من كلمة هايكو. واختتمت الجلسة الأولى بقراءات شعرية لمقتطفات من قصيدة الومضة لعادل المعيزي والثريا رمضان.
الجلسة العلمية الثانية كانت صبيحة يوم الجمعة 23 جوان برئاسة الأستاذ عابد الشيحاوي وانطلقت من خلال مداخلة الباحث محمد المي: “كتاب الفصول مبشرا بالهايكو”: وتناول فيها اول كتاب هايكو في تونس بتصميم مختلف للكتاب وكأنه مطوية. وبين استفادة الشاعر من ترجماته لقصيدة الهايكو وثقافته الفرنكوفونية. وتقسيمه لكتبه التي تهتم بقصائد الهايكو على اربعة فصول. وتركيزه على الصور الشعرية الطبيعية ضمن تجليات صوفية.
المداخلة الثانية كانت للباحثة ليلى عطاء الله بعنوان: ” الصورة في الهايكو : المفقود من كل باقة”. وقد عرفت الباحثة تسميات قصائد الهايكو وخصائصها وعدد مقاطعها في الثقافة اليابانية والغربية والعربية والتزامه بمقطع واحد وان تعددت اسطره. ووقع صور الطبيعة على الحواس. فهو لحظة تأمل من خلال تعدد اشكال الفن. كما تضمنت هذه المداخلة الجانب التطبيقي بتحليل نماذج من قصائد هايكو تونسية.
واختتمت الجلسة الصباحية بمداخلة الأستاذة جنات العليمي: قصيدة الهايكو ما لها وما عليها”. وتناولت فيها ارتباط الهايكو بالابعاد الانسانية للذات المبدعة انطلاقا من سياقات ثقافية متعددة.
كما قدم الاستاذ عابد الشيحاوي في هذا الاطار علاقة الفن بالفلسفة والخيط الشفيف بين هذين التعبيرتين من خلال قصيدة الهايكو.
وتوزعت القراءات الشعرية على كل من الشعراء خالد الرداوي و فاطمة الشريف ومحمد ناصر المولهي.
الجلسة المسائية ترسها الاستاذ فتحي اولاد بوهدة. وكانت المداخلة الاولى للاستاذ الجامعي عبد القادر العليمي : شعرية قصيدة الومضة والتأمل من خلال نماذج شعرية لفتحي النصري. وتناول في مداخلته شعرية التأمل انطلاقا من التخييل محللا في ان الشعر في جوهره صور والوعي بالصور.
الأستاذ لطفي الشابي: بين الهايكو والشًعر العربي، أشكال التًعالق الايقاعيّ والتّصويري
وكانت مساهمته وفاء لروح منشئ مجدّد فتًاح مسالك: سالم اللبّان الهكواتي. هو رائد هذه التّجربة الشّعريّة الوافدة والمؤصّل لها بوعي العارف المطًلع. ووفاء لروح الرّاحل نور الدّين صمّود. شاعر كلاسيكيّ متمكّن ومنفتح على كلّ جديد يثري الشّعر العربي.
واختتمت الجلسة بقراءات شعرية للشعراء ناجي بن جنات ومحمد العربي واميرة بن مبارك.
فقد منحت قصائد الهايكو ضمن هذه الندوة اشراقات فنية وروحية وصوفية ممتزجة بأسرار الطبيعة الساحرة الخفية في أثواب لغوية جمالية.
وتخللت فقرات هذه الندوات العلمية و القراءات الشعرية وصلات موسيقية فنية بصوت الفنان عباس مقدم. الذي أدي بصوته العذب اغان للفنان محمد عبد الوهاب أطربت الحضور بصوته العذب.