نايلة الخاجة: مشهدنا السينمائي واعد وقادر على المنافسة
النشرة الدولية –
الاتحاد – سعد عبد الراضي
نايلة الخاجة مخرجة سينمائية والرئيسة التنفيذية لـ«شركة أفلام نايلة الخاجة» ومؤسسة نادي «سين كلوب» السينمائى. «الاتحاد» التقتها في هذا الحوار عن رؤاها الفنية ورؤيتها المشهد الفني المحلي.
– ما هي القضايا الرئيسة التي تودين تسليط الضوء عليها من خلال الأفلام التي تطرحينها؟
– القضايا الرئيسة التي أشغل بالي بها وأسعى لتسليط الضوء عليها في أفلامي، هي قضايا تتعلق ببعض الثقافات التي تتردد على ثقافتنا، ولذلك فأنا أهدف إلى التصدي لقضايا اجتماعية يتم تجاهلها أو يساء فهمها في كثير من الأحيان، وإبرازها إلى واجهة الوعي العام. سواء كانت استكشافاً للقضايا المتعلقة بالمساواة بين الجنسين في العمل، أو الهوية الثقافية والصحة العقلية، وخاصة مع أهمية استخدام قوة السينما لفتح حوارات ذات مغزى وتحقيق تغيير إيجابي. ومن خلال أفلامي، أتطلع إلى توفير منصة للإلهام والتعاطف والتفاهم بين الجمهور. ولكنني أعرف أيضاً بأن لوحتي ذات خصوصية، حيث آخذ هذه المواضيع وأضعها في أفلام مليئة بأجواء الفانتازيا. وهذا يمنح أفلامي ميزة تجارية مع الاحتفاظ بصوتي الفني.
– ما رأيك في عالم صناعة الأفلام في الوقت الراهن، هل يبشر بإنتاج سينمائي يرتقي إلى مستوى العالمية ضمن فئة الأفلام العربية؟
يحمل المشهد السينمائي الحالي وعوداً هائلة لإنتاج سينما عربية قادرة على المنافسة وفق المعايير العالمية. وقد لاحظنا نمواً ملحوظاً في الاعتراف العالمي بأفلام العرب، وظهور عدد أكبر من صناع الأفلام العرب الموهوبين الذين يجلبون آراءً جديدة وتقنيات فريدة للسرد إلى الساحة. ويشير هذا الارتفاع في الإبداع والاعتراف إلى تغيير في الانطباع العالمي عن السينما العربية، مما يتيح فرصة لصناع الأفلام العرب. ومع التقدم التكنولوجي وزيادة خيارات التمويل والتقدير المتزايد للسرديات المتنوعة، أنا متفائلة بشأن مستقبل السينما العربية وإمكانية جذب المزيد من الجماهير العالمية إلى الإقبال على إنتاجها. وحلمي هو رؤية توفر تمويل حكومي قوي لأفلام طويلة بميزانية لا تقل عن مليون دولار لكل فيلم. ويمكن أن تكون هناك مبادرة تمول أربعة أفلام في السنة، ولكن من خلال هذه الخطوة سنبدأ في رؤية أفلام إماراتية تتنافس على المستوى العالمي، وهذه هي الخطوة الأولى والأكثر أهمية.
– ما هي سمات العمل السينمائي الناجح؟
تتضمن سمات العمل السينمائي الناجح العديد من العوامل التي تلتقى لخلق تجربة مشاهدة لا تُنسى وذات تأثير فني وجمالي. وفي المقام الأول، تكمن القصة المشوقة في قلب أي فيلم ناجح. يجب أن تكون ملهمة ومشوقة على الجمهور على المستوى العاطفي. ويلعب التمثيل الممتاز دوراً حيوياً في إحياء الشخصيات، مما يتيح للجمهور التواصل والتعاطف مع رحلاتهم. ويلعب الإخراج الإبداعي دوراً حاسماً في صياغة نمط بصري فريد، وتأسيس نغمة الفيلم، ونقل الرسالة المقصودة بفعالية. وتشمل العناصر الأخرى المهمة أيضاً تصويراً دقيقاً يلتقط جوهر القصة، وسيناريو متقناً يتوازن بين الحوار والأحداث، وتحريراً سلساً يحافظ على وتيرة الفيلم، وموسيقى تصويرية مناسبة تعزز الأجواء العامة. وفي نهاية المطاف، يترك الفيلم الناجح انطباعاً دائماً، ويشعل مناقشات ذات مغزى، ويلامس وجدان المشاهدين لفترة طويلة بعد انتهاء الفيلم.
أول عمل سينمائي
تقول نايلة الخاجة: أول عمل سينمائي توليت إنتاجه وإخراجه هو فيلم قصير بعنوان «sweet 16». ويشغل هذا المشروع مكانة خاصة في قلبي، حيث كان بداية رحلتي كصانعة أفلام. وتم عرضه في مسرح محلي، وقدم لي تجربة عملية قيمة في فن الإخراج والسرد. وقد استكشف فيلم «Sweet 16» مواضيع التواصل البشري والتعاطف في بيئة حضرية، وعرض استكشافاً مبكراً لتقنيات السينما والتفاني في تصوير شخصيات صادقة وقابلة للتعاطف، وعلى رغم أنها كانت بداية متواضعة، إلا أن هذا الجهد الأول وضع الأساس لأعمالي التالية وقد زاد شغفي في خلق قصص ذات تأثير من خلال فن السينما.