تراجع ملحوظ فرنسا مع تراجُع أعمال الشّغب بعد تشييع نائل
النشرة الدولية –
سجّلت أعمال الشّغب في فرنسا تراجعاً ملحوظاً ليل السّبت – الأحد، بعد ساعاتٍ من تشييع الشّاب نائل (17 عاماً) الّذي أطلق مقتله برصاص الشّرطة الثّلثاء شرارة أعمال عنف طالت مختلف أنحاء البلاد بما فيها مدن كبرى.
وحتى الساعة الثالثة والنصف فجر الأحد (01:30 ت غ)، لم تسجّل وزارة الداخلية الفرنسية أي أحداث شغب كبرى، وأشارت الى توقيف 486 شخصاً في مختلف أنحاء البلاد، غالبيتهم للاشتباه بحملهم أدوات قد تستخدم في الشغب.
Nuit plus calme grâce à l’action résolue des forces de l’ordre qui ont notamment réalisé 427 interpellations depuis le début de soirée.
— Gérald DARMANIN (@GDarmanin) July 2, 2023
وكانت الوزارةُ لجأت للّيلة الثّانية على التّوالي، إلى تعبئة 45 ألف عنصر من قوّات الشّرطة والدّرك، بينهم سبعةُ آلاف في باريس وضواحيها المجاورة، إضافةً إلى تعزيزاتٍ أمنيّة في مدنٍ مثل مرسيليا وليون وغيرها من الأنحاء الّتي تعرّضت على مدى الليالي الأربع الماضية لسلسلةٍ من الشّغب والسّرقة والنهب.وتمّ الإبلاغ عن عددٍ محدودٍ من الحوادث ليل السّبت – الأحد في مدينتَي مرسيليا وليون، الأكبر في فرنسا بعد العاصمة.
وقضى نائل برصاصةٍ في الصّدر أطلقها شرطيّ من مسافةٍ قريبةٍ في أثناء عمليّة تدقيقٍ مروريّ في ضاحية نانتير غرب باريس. ووُجّهت إلى الشّرطيّ الموقوف البالغ من العمر 38 عاماً تهمة القتل العمد.
وشارك المئات في مراسم التشييع السبت من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في ضاحية نانتير الباريسيّة، علماً أنّ العائلة طلبت عدم حضور الصّحافيّين لتغطية مراسم الوداع.
وانتهى التشييع عند السّاعة الخامسة والنصف بعد الظهر (15,30 ت غ) في “هدوء شديد، في خشوع وبدون تجاوزات”، بحسب ما أفاد شاهد عيان، مضيفاً أنّ عدداً كبيراً جداً من الشباب كانوا حاضرين في المقبرة.
وتسبب مقتل الشاب بصدمة في فرنسا وصل صداها الى الجزائر التي تتحدر منها عائلته. وأعاد الحادث فتح النّقاش بشأن تعامل الشّرطة مع حالاتٍ مماثلة.
وقتل 13 شخصاً عام 2022 بعد رفضهم الامتثال لعمليّات تدقيق مرورية.
وفي ظل أعمال العنف، ألغى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة دولة الى ألمانيا كانت من المقرر أن تبدأ الأحد، وتستمرّ ليومَين، بعدما اختصر أيضاً مشاركته في قمّة للاتحاد الأوروبيّ استضافتها بروكسل الجمعة.
ويجد الرئيس الفرنسيّ نفسه أمام أزمة داخليّة كبرى ثانية في غضون أشهر قليلة، بعد الاحتجاجات الواسعة على مشروعه لإصلاح قانون التقاعد.
ودفعت تلك الأزمة العاهل البريطانيّ الملك تشارلز الثالث الى إلغاء زيارة لفرنسا في آذار.