حبيب صادق كان صوت الناس وكلمة حقٍّ للتاريخ
النشرة الدولية – هالة نهرا –
حبيب صادق لطالما جسّد ومثلَ بشخصه وبشخصيته رومانسية النضال النادرة؛ كان مناضلاً شريفاً نبيلاً ونائباً في البرلمان لا يشبه البتّة النوّاب التقليديين في لبنان، بل أقرب – حدّ التماهي- إلى النبض التقدّميّ التغييريّ اللصيق بتطلّعات الناس وأحلامهم وقضاياهم؛ كان حبيب صادق اليساري صوت الناس وكان كلمة حقٍّ ولأنه أديب باسق وشاعر مرهف فقد كان يُشَعرِنُ العمل السياسي النضالي ليسبغ عليه بعداً ثقافياً راقياً وفكرياً وإنسانياً رومانسياً وكان قامةً في الأدب السياسي، يرفع العمل السياسي في لبنان من أوحاله ومطبّاته إلى مرتبة عُليا سامية، وقد دُعينا إلى المجلس الثقافي للبنان الجنوبي حيث كانت تُقام ندوات ومحاضرات ثقافية وفكرية بإشرافه ورعايته وأمسيات شعرية، والتقيناهُ مرّاتٍ عدّة بعد النشاطات وشربنا القهوة العربية معه وتناقشنا وكان حبيب صادق الودود البهيّ بقربه من المثقفين والشباب وبتواضعه وخفة ظلّه وأناقة روحه مثالاً للمثقف الطليعيّ، لا الجنوبيّ فحسب، بل اللبناني والعربي أيضاً. كم نحبّك أيها الجنوبيّ اللبناني الشهم الأصيل ويا أيها الحبيب الصادق؛ يا من كتبتَ قصيدة “أرض الجنوب” وهذه مقتطفاتٌ وومضاتٌ منها: “أهلوك لا سورٌ من الكذب؛ أهلوك لا قنّاصة الرتب… أرضُ الهوى العذريّ ما ارتحلت إلا إليها رعشة الهُدُبِ.. والأغنيات الخضر ما نزلتْ إلا على ينبوعها العذبِ.. لم يستفق ذو جانحٍ طرِبٍ إلا بفيء نهارها الطرب.. أفديكِ بالأيّام لم تشِبِ.. أفديكِ بالأقمار لم تغِبِ…”. هذه الكلمات غنّتْها الفنانة اللبنانية أميمة الخليل ولحَّنها المبدع الغني عن التعريف مرسيل خليفة.
يليق بحبيب صادق الخلود. رحمه الله وليكن ذكره مؤبَّداً. لروحه السلام وهبوب زهر البراري وأقمار اللغة.