بعد قرار “ماسك” الأخير.. هل يتأثّر قطاع الكريبتو بقيوده المفروضة على “تويتر”؟
النشرة الدولية –
unlock-bc.com
بين الحين والآخر، يصدر مالك منصة “تويتر”، “إيلون ماسك” قراراً يقلب قطاع التكنولوجيا رأساً على عقب، ويثير الجدل من خلاله، ليلقى في معظم الوقت رفضاً عاماً من معظم شرائح المجتمع بما فيهم “أقطاب” قطاع التكنولوجيا.
منذ يومين، تفاجأ روّاد منصة “تويتر” بعدم قدرتهم على رؤية التغريدات، وهي خطوة وصفها مالك المنصة ” بـ”الإجراء الطارئ والمؤقت”، فيما كان بإمكان زوار الموقع في السابق عرض التغريدات ومشاهدتها دون الحاجة إلى تسجيل الدخول بحساباتهم على تويتر. ولكن المنصة اختارت تغيير هذه السياسة وفرض تسجيل الدخول على كل زائر حتى يتمكن من رؤية التغريدات، وذلك لكبح الاستخدام المكثّف الذي تقوم به أطراف ثالثة لبيانات الشبكة الاجتماعية، لا سيما لتغذية نماذج الذكاء الاصطناعي.
مخاوف في قطاع الكريبتو والتمويل اللامركزي!
نشر “ماسك” تغريدة أكد فيها أن المنصة حددت سقفا للتغريدات التي يستطيع المستخدمون مشاهدتها في اليوم، وهي كالتالي:
أثارت خطوة “ماسك” المثيرة للجدل، مخاوف روّاد قطاع الكريبتو والتمويل اللامركزي (DeFi)، حيث يعتمد هواة وروّاد مستثمري العملات الرقمية بشكل كبير على منصة “تويتر” للحصول على الأخبار وتحديثات السوق وإجراء المناقشات. وقد يؤدي إجراء “إيلون ماسك” إلى إعاقة قدرة المستخدمين الذين لم يتم التحقق من حساباتهم على البقاء على اطلاع بأحدث التطورات في عالم العملات الرقمية السريع التطور.
نظرًا للطبيعة المتقلبة لسوق الكريبتو، حيث يمكن أن تتغير الأسعار بشكل كبير في غضون دقائق، فإن المعلومات التي تُنشَر في وقت معيّن هي بمثابة أمر بالغ الأهمية للمتداولين والمستثمرين. وقد يؤدي الحد من عدد التغريدات التي يمكن للمستخدمين الذين لم يتم التحقق منهم مشاهدتها يوميًا إلى الإضرار بهم مقارنةً بالمستخدمين الذين تم التحقق منهم والذين يتمتعون بوصول أكبر إلى المعلومات.
علاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر هذه السياسة الجديدة على مشاريع الكريبتو والمؤثرين الذين يعتمدون على منصة “تويتر” للوصول إلى جمهورهم. فمع تراجع عدد الأشخاص الذين يمكنهم قراءة تغريداتهم، قد يتضاءل مدى وصول رسائلهم وتأثيرها، الأمر الذي قد يؤدي إلى تراجع عدد المتابعين والمشاركين في سوق الكريبتو وقد يؤثر سلباً على نمو العملات الرقمية وتبنّيها.
كما وأنّ هذه الخطوة قد تؤثّر على تجار التجزئة، الذين يعتمدون بشكل كبير على منصات وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات واتخاذ القرار. لذا، قد يؤثر الوصول المحدود إلى التغريدات على قدرتهم على التصرف بسرعة في اتجاهات السوق أو الاستجابة لبياناته، مما قد يؤدي إلى تغيير استراتيجيات التداول وسلوكهم.
وردّاً على قرار ماسك الجديد، بدأ بعض المستخدمين في استكشاف منصات بديلة مثل Truth Social ، التي تقدم نهجًا مختلفًا للإشراف على المحتوى وقيود أقلّ على المستخدم.
لكن يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه المنصات البديلة ستوفر حلاً قابلاً للتطبيق للمستخدمين الذين يسعون إلى بيئة أكثر انفتاحًا وغير مقيدة لمناقشات الكريبتو.
تقييم التأثير طويل المدى على مجتمع الكريبتو
بينما تهدف سياسة “تويتر” الجديدة إلى مكافحة تجريف البيانات والتلاعب بالنظام، أثار تنفيذها مخاوف بشأن الآثار المحتملة على مساحة الكريبتو.
يعد تحقيق التوازن بين الحاجة إلى حماية المستخدم وأهمية الحصول على المعلومات في الوقت الفعلي والمناقشات المفتوحة داخل مجتمع الكريبتو، تحديًا معقدًا، سيدفع تويتر إلى معالجته للحفاظ على أهميته في هذه المساحة السريعة التطور والتي أثبتت أنه لا يمكن الإستغناء عنها.
مع استمرار توسع مساحة الكريبتو واكتساب الاهتمام السائد، تلعب منصات الوسائط الاجتماعية مثل “تويتر” دورًا مهمًا في تسهيل المناقشات داخل مجتمع الكريبتو ونشر المعلومات.
لذا، تحتاج المنصات الإجتماعية إلى إقامة توازن دقيق يحمي المستخدمين، مع ضمان التدفق الحر للمعلومات اللازمة للابتكار والنمو في عالم الكريبتو.
المعدّنون يبيعون البيتكوين بشكل مكثّف!
بالتزامن مع ارتفاع أسعار العملات الرقمية بشكل عام بقيادة البيتكوين التي تخطت حاجز الـ 31 ألف دولار خلال تعاملات اليوم
، قام معدنو العملات الرقمية ببيع وحدات البيتكوين الخاصة بهم بشكل مكثّف، لتبلغ النسبة المئوية لإيرادات المعدّنين المرسلة إلى المنصات إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في الأسابيع القليلة الماضية.
هذا وارتفعت عملة البيتكوين بأكثر من 80٪ هذا العام إلى حوالي 31000 دولار. وذلك بعد أن بدأت الأسعار العام بحوالي 16500 دولار. فيما بلغ سعر أهم عملة رقمية إلى ما يقرب من 69000 دولار في نوفمبر 2021.
أما “إيثيريوم”، وهي أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية بعد البيتكوين، فهبطت بنحو 0.6% خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، لتبلغ 1954 دولاراً، بمكاسب أسبوعية بلغت 4.5%، وقيمة سوقية بنحو 234 مليار دولار.
“ميتا” تشعل الحرب مع “تويتر”
تخطِّط “ميتا” لإطلاق منصة “ثريدز -Threads” الجديدة المنافسة لـ”تويتر” في 6 يوليو، بعد أيَّام فقط من إطلاق “قيود الحد الأقصى” على تويتر التي حدَّت مؤقَّتاً من عدد المنشورات التي يمكن للمستخدمين قراءتها يومياً.
فيما سلَّط جاك دورسي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة تويتر، الضوءَ على سياسة خصوصية تطبيق “ثريدز”، حيث تشير سياسة الخصوصية إلى أنَّ شركة (Instagram Inc) المطورة لتطبيق “ثريدز” سيكون لديها حق الوصول إلى مجموعة واسعة من بيانات المستخدمين، بما فيها المعلومات المالية والمعرفات.
أخيراً، إنّ قرارات إيلون ماسك لا تُطلَق عن عبث، بل هي قائمة بالطبع على خلفيات منها “معلنة” ومنها طيّ الكتمان.. فهل تكون هذه الخطوة فعلاً لمكافحة تسريب بيانات المستخدمين واستفادة الذكاء الإصطناعي منها، أم هي ضربة جديدة لقطاع الكريبتو؟