ملحمة جنين البطولية وحركة فتح وإسرائيل
بقلم: د. محمد صالح المسفر
النشرة الدولية –
قبل كل قول لابد ان نرفع رايات العزة والشموخ والشجاعة لأهلنا في جنين ومخيم اللاجئين، لصمودهم الشجاع المنقطع النظير وتصديهم بكل شجاعة لجحافل قوات العدو الإسرائيلي لأكثر من 48 ساعة تعرضوا خلالها لهجوم مسلح بقوات برية تعدادها اكثر من 3000 جندي إسرائيلي مدججين بأحدث الأسلحة واشدها فتكا واكثر من 200 آلية عسكرية وعشرات الطائرات الحربية الامريكية الصنع بما في ذلك طائرات الاباتشي الشهيرة، وطائرات مسيرة، حقا لهم منا التحية والاعتراف لهم بالزعامة والريادة.
(2)
أمس الإثنين طالعتنا وسائل الاعلام العربية والفلسطينية على وجه التحديد بنبأ يؤكد ان «حركة فتح» العباسية بعد معركة جنين راحت تستدعي كل من يقبض راتبا شهريا من ميزانيتها للم الصفوف، كما اعلنوا في كافة مناطق الضفة الغربية وخاصة الذين يقيمون في القرى والمخيمات بهدف تعزيز وتقوية التنظيم الفتحاوي، والحق ان الفرحة عمتنا جميعا نحن المنشغلين بالهم الفلسطيني لذلك الاجراء الذي اتخذته «حركة فتح الثانية» (فتح الأولى ياسر عرفات، والثانية محمود عباس) وازددنا فرحا حينما ذُكر ان قرارا رسميا من قيادتها يطلب من نشطاء «فتح الثانية» وأعضاء الحركة الحضور الميداني بشكل اكبر في الاحداث الميدانية. لكننا والحق يقال اننا اصبنا بخيبة امل واشمئزاز عندما طُلب من الكوادر العباسية «منع أي محاولة من أي جهة كانت للنيل من رموز الحركة وقادتها» كنا نظن ان الكوادر الفتحاوية العباسية تنادت للتصدي لقوى الامن والجيش الاسرائيليين وكذلك المستوطنين الذين ما برحوا يفتكون بالأهالي وممتلكاتهم ومزارعهم في فلسطين، الا اننا وجدنا وبمنطوق النص ان المستهدف هي حركات المقاومة الفلسطينية التي تتصدى للكيان الصهيوني وعلى وجه التحديد حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامية وذلك على اثر ما تعرض له بعض قيادات فتح من إهانة من قبل سكان مخيم جنين.
(3)
يقول عزام الأحمد احد اركان الدولة العباسية ان محاولة تطاول «بعض المرتزقة من حركة حماس في جنين على قيادة حركة «فتح» المشاركين في تشييع شهداء مخيم اليرموك لن يمر دون حساب»، أولا هذا اعتراف من الحركة العباسية ان حركة المقاومة حماس كانت في ميدان المعركة في جنين وانها تصدت للعدوان الصهيوني على المخيم، الامر الثاني اين كانت قوات السلطة المسلحة المكلفة بالامن في جنين عندما هاجمت إسرائيل المخيم ولماذا لم يتصدوا لهم بما لديهم من أسلحة؟ الامر الثالث يا سيد عزام أليس المرتزقة هم الذين يقتاتون من تبرعات وصدقات الاتحاد الاوروبي وما تجود به دول الخليج العربية من أموال ام الذين تحت الحصار في غزة منذ سنين عديدة؟.
كأني بسكان المخيم المقاومين الذين رفضوا مشاركة أعضاء الحكومة العباسية في تشييع شهدائهم يقولون أتيتم إلينا لتشهدوا احزاننا وخراب منازلنا وتدمير بنيتنا التحتية وقتل أطفالنا؟ اين كنتم عندما كانت المعركة حامية الوطيس ضدنا؟، والحق ان اهل المخيم يعرفون المقاومين فردا فردا ولا وجود لأي كادر من كوادر السلطة في المقاومة في جنين.
أصدرت حركة فتح الثانية بيانا جاء فيه «ان يد حركة فتح ستطال وتحاسب كل من تطاول، لتكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه العبث في جبهتنا الداخلية» أحسب ان هذا البيان تتوعد به فتح الثانية إسرائيل واذا بها تتوعد حماس التي تعمل من اجل تحرير فلسطين من النهر الى البحر.
يا للهول من امر «فتح الثانية»!! تتوعد وتهدد حركة حماس والكوادر المقاومين للاحتلال اينما كانوا بالويل والثبور وفي الوقت ذاته تتعاون مع إسرائيل امنيا بموجب اتفاق أوسلو المشؤوم الموقع مع فتح عام 1993م (أبو مدين ومحمود عباس وغيرهم) ضد كل ناشط فلسطيني يعمل لزلزلة الأرض الفلسطينية تحت أقدام الصهاينة.
(4)
يوم الجمعة المنصرم قامت حركة «فتح العباسية» بتنظيم مسيرة عسكرية لكوادرها «كتائب الأقصى» في مدينة رام الله وبثت وقائع تلك المسيرة على التلفزيونات التابعة لفتح العباسية وفي رواية صحفية تقول نقلا عن مسؤولين في تلك الحركة بأن تلك المسيرات ستنظم في مناطق أخرى بالضفة الغربية بما في ذلك شمال جنين ونابلس. ونقلا عن وسائل اعلام فتحاوية ان حسين الطيراوي عضو اللجنة المركزية لفتح ألقى خطابا في احد الحشود التنظيمية الفتحاوية قال: «يا كتائب الأقصى انهضوا احمو ابناءكم وقياداتكم وحركتكم في كل الضفة الغربية واحموا اجهزتكم الامنية» لكن الطيراوي لم يبين يحمونها ممن، لكن من سياق الخطاب يعني احمونا من حركتي الجهاد وحماس وليس من إسرائيل. أليست تلك خيانة وطن وفضيحة بجلاجل؟!.
(5)
لم تسلم فضائية الجزيرة ـ القطرية ـ من هجوم السلطة العباسية ممثلة بتوقيع ما يسمي «وزير الاعلام» لتغطيتها احداث العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين منذ اللحظة الأولى حتى تشييع الشهداء في موكب مهيب الى مأواهم الأخير، كنا نتوقع احتجاجا إسرائيليا على التغطية المهنية التي قامت بها الجزيرة الفضائية لتلك الاحداث الرهيبة، لكن مع الأسف كانت ابواق السلطة العباسية المحتج الوحيد على التغطية الإعلامية للجزيرة في كل ارض فلسطين ولا أستبعد ان تعمد سلطات رام الله بالتعاون مع جحافل دايتون في الضفة بمنع مراسلي الجزيرة او مضايقتهم من العمل في فلسطين المحتلة وبالتعاون مع إسرائيل. آخر القول: يا كتائب فتح الشرفاء ويا رجالها الشجعان أسقطوا العملاء والمندسين من بين صفوفكم ووحدوا كلمتكم ومواقفكم مع بقية إخوانكم في التنظيمات المجاهدة من اجل تحرير فلسطين وعزتكم وكرامتكم والله معكم ضد الطغاة والمرتزقة والمعتدين.