علّموهم الإتيكيت
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

‏بما أننا لسنا في دولة تعتمد على النظام الحزبي لاختيار الحكومة، فإننا نعاني من تفاصيل كثيرة تقوم بها الأحزاب، لعل أبرزها تهيئة وجوه وكوادر مؤهلة لخوض العمل السياسي على مدى سنوات عملهم ضمن الكوادر الحزبية.

‏وهنا أنا لا أدعو بتاتاً إلى ترجيح كفة الأحزاب، لكن من واقع متابعتي لاجتماعات وفعاليات ومناسبات للحكومة بوزرائها وقيادييها، فقد اكتشفت أن الحكومة تعاني من عدم إتقان معظم كوادرها لأبسط قواعد الإتيكيت، ويتجلى هذا بوضوح في «ستايلات» وأزياء بعض الوزراء.

وبدا واضحاً أن الحكومة أصبحت بحاجة إلى مستشار في فن الإتيكيت الدبلوماسي، ليقوم بدوره في تأهيل وتدريب الوزراء والقياديين على أسس وقواعد هذا الفن.

فهؤلاء الوزراء والقياديون هم واجهة الكويت، حيث يحضرون ممثلين عن البلاد في العديد من المناسبات، بينما تغيب أبسط قواعد اتباع الإتيكيت في الألبسة والتعامل والحديث عند بعض هؤلاء الوزراء أو القياديين، وهو أمر قد يراه البعض بسيطاً، إلا أنه يشكّل سمعة الكويت الدولية، وقد يؤثر في العلاقات الدبلوماسية، خصوصاً في ما يتعلق بطرق التعامل مع الآخرين.

‏ويبدو لي أنه من المنطق أن يخضع المرشحون لتولي مناصب مهمة لدورات تدريبية تتضمن أسس وقواعد الحوار الدبلوماسي والتفاوض والحديث مع الآخرين، إلى جانب أسس تأهيلية في فن بناء الشبكات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، بالإضافة إلى قواعد الأزياء المناسبة لبعض المناسبات والاجتماعات، وإلى جانب قواعد أخرى من الإتيكيت الدبلوماسي، وذلك لتحسين واجهة الكويت أمام العالم بدل العمل العشوائي الذي نشهده باستمرار.

بل حتى على الصعيد المحلي، فإن هذه الدورات التدريبية لا تقل شأناً عن دورات اختبارات القياديين بل توازيها في الأهمية، فهي تعطي الكوادر البشرية قدرة التفاعل ومهارة الحوار وملكة التفاوض، إلى جانب تحديد طريقة الملابس المناسبة والألوان لكل فعالية وحدث، فالقاعدة الأساسية تقول إن بعض الأزياء قد تكون جميلة، لكنها لا تناسب الحدث.

وبما أن تنميتنا متأخرة ومشاريعنا معطلة، ولم نشعر بالفرق بين حكومة راحلة وأخرى مقبلة، ولم نحصل من أغلبية الوزراء على أي إنجاز يذكر سوى تغيير البيانات الصحافية لتبدأ جميعها بعبارة «بتوجيهات معالي الوزير»، فعلى الأقل ليتعلم وزراؤنا هذه القواعد في فن التعامل، والأزياء، وكيف يديرون الحوارات الدبلوماسية، وكيف يفاوضون، وكيف يتبعون فن الإتيكيت، على الأقل كي نحصل على واجهة أجمل للكويت، إلى حين تحقيق أمانينا في تطور البلاد مادياً واقتصادياً.

 

Back to top button