مقاضاة Chat GPT للمرّة الأولى بتهم السرقة الأدبية
النشرة الدولية –
النهار العربي –
منذ إطلاق شركة “open AI” أداة Chat GPT للذكاء الاصطناعي في تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت، دخلت صناعة النشر في نقاش حول كيفية حماية حقوق المؤلفين من الأضرار المحتملة لتقنية الذكاء الاصطناعي الجديدة.
وفيما لم يتمّ وضع ضوابط وأطر عمل لتنظيم عمل هذه التقنية، بدأت المشكلات المتعلّقة بالاقتباس والسرقة الأدبية تلوح في الأفق.
في هذا السياق، رفع الكاتب الأميركي بول تريمبلاي والمؤلفة الكندية منى عوض، دعوى قضائية جماعية ضدّ الشركة، أمام محكمة فيدرالية في سان فرانسيسكو، مدّعين أنّها انتهكت قانون حقوق النشر، من خلال تدريب أداة الذكاء الاصطناعي خاصتها على اقتباس أجزاء من روايات عدّة، من دون إذن المؤلفين.
في معرض الدعوى، أكّد عوض وترمبلاي، أنّ كتبهما، المحمية بحقوق الطباعة والنشر، “تمّ ابتلاعها” بشكل غير قانوني، و”استُخدمت لتدريب” برنامج الدردشة الآلي الذي أنتج “ملخّصات دقيقة للغاية” للروايات، عندما طُلب منه ذلك. وتستشهد الشكوى بورقة بحثية للشركة نفسها، كانت صرّحت فيها أنّها استعانت بسبعة آلاف كتاب من أصناف أدبية مختلفة لتدريب أداتها البرمجية.
ويسمح Chat GPT للمستخدمين بطرح الأسئلة وكتابة الأوامر في روبوت الدردشة، ليتمّ الردّ عليها بنص متكامل وتقديم إجابات مناسبة عن الأسئلة. وقد تمّ تدريب النموذج الأساسي له بالبيانات المتاحة للجمهور على الإنترنت، من دون الحصول على موافقة مسبقة من الناشرين.
وأشار محامو عوض وترمبلاي، إلى أنّه “من المفارقة أن تعتمد أدوات الذكاء الاصطناعي المزعومة على البيانات التي صنعها البشر. أنظمتهم تعتمد كلياً على الإبداع البشري، وستفلس تماماً من دون أفكار المؤلفين الأصلية”.
وجاء في الشكوى، أنّ شركة Open AI تحقّق أرباحاً “غير عادلة” من خلال “الكتابات والأفكار المسروقة”، مطالبة بتعويضات مالية نيابة عن جميع المؤلفين المقيمين في بريطانيا، الولايات المتحدة التي استخدمت أعمالهم لتدريب Chat GPT.
علماً أنّ هذه هي الدعوى القضائية الأولى ضدّ الشركة، وربما تكون الخطوة الأولى للنظر في وضع ضوابط وقوانين تنظّم عمل أدوات الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
وكانت جمعية المؤلفين (SoA) نشرت الشهر الماضي قائمة “بالخطوات العملية للأعضاء” من أجل حماية أنفسهم وأعمالهم من تقنيات مماثلة. وعقب الاعلان عن الشكوى، قال الرئيس التنفيذي للجمعية، نيكولا سولومون، إنّ الجمعية “مسرورة جداً لرؤية مؤلفين يقاضون شركة Open AI، بعد أن كنا قلقين منذ فترة طويلة بشأن عمليات النسخ بالجملة لأعمال المؤلفين”.