الأمير محمد بن سلمان: ضرورة احترام سيادة الدول واستقلالها والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية

قادة الخليج ووسط آسيا في جدة لتجفيف مصادر الإرهاب واحترام سيادة الدول

النشرة الدولية –

شدد البيان الختامي لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى الذين اختتموا اجتماعهم في جدة، الأربعاء، برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبمشاركة قادة دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج محمد البديوي، على أهمية تعزيز العلاقات السياسية والاستراتيجية بين الجانبين على المستويين الجماعي والثنائي واستمرار التنسيق السياسي بما يحقق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ومواجهة التحديات والعمل على ضمان مرونة سلاسل الإمداد والنقل والاتصال والأمن الغذائي وأمن الطاقة والأمن المائي وبناء علاقات التعاون في تطوير مصادر وتقنيات الطاقة الخضراء والمتجددة، وخلق فرص الأعمال التجارية ودعم فرص الاستثمار وزيادة التبادل التجاري.

وناقش القادة القضايا الإقليمية والدولية واتفقت الرؤى حول أهمية تضافر الجهود كافة لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في جميع أنحاء العالم، وأولوية استتباب السلم والأمن الدوليين، من خلال الاحترام المتبادل والتعاون بين الدول لتحقيق التنمية والتقدم، ومبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها والحفاظ على النظام الدولي القائم على التزام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وعلاوة على ذلك، أكد القادة أن تزايد أخطار المواجهة النووية بين الدول المسلحة نووياً يشكل تهديداً خطراً ومرفوضاً للسلم والأمن الدوليين وأنه لا ينبغي أبداً السماح باستخدام الأسلحة النووية، وأعربوا عن إدانتهم للإرهاب أيّاً كانت مصادره ورفض جميع أشكاله ومظاهره وتجفيف مصادر تمويله.

وأشاد القادة بالتنوع الثقافي والانفتاح والتاريخ الثري لدول مجلس التعاون وآسيا الوسطى، مشددين على أن التسامح والتعايش السلمي من أهم القيم والمبادئ للعلاقات بين الأمم والمجتمعات، وفي هذا الشأن رحب القادة باعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2686 الذي أقر المجلس بموجبه بأن خطاب الكراهية والعنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من أشكال التعصب والتمييز بين الجنسين وأعمال التطرف يمكن أن تسهم في اندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها. وأعربوا عن قلقهم إزاء تزايد الخطاب حول العنصرية وكراهية الإسلام وأعمال العنف ضد الأقليات المسلمة والرموز الإسلامية، وأثنى القادة على نتائج وأهداف مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية الذي يعقد في كازاخستان منذ عام 2003 من أجل مناقشة المبادئ التوجيهية العالمية لتحقيق الاحترام والتسامح في ما بين الأعراق والأديان، كما أشادوا بنتائج ملتقى البحرين للحوار “الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني” الذي عقد عام 2022 في مملكة البحرين برعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة وبالتعاون مع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان.

كما شددوا على أهمية تعزيز الحوار الاستراتيجي والسياسي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى، وتطوير هذه الشراكة نحو آفاق جديدة في مختلف المجالات، بما في ذلك الحوار السياسي والأمني والتعاون الاقتصادي والاستثماري وتحسين التواصل بين الشعوب، وتبادل أفضل الممارسات والخبرات في جميع المجالات مثل التعليم والثقافة وشؤون الشباب والسياحة ووسائل الإعلام والرياضة وفقاً لخطة العمل المشترك المتفق عليها للفترة 2023 – 2027.

في المجال الاقتصادي، أكد القادة أهمية استمرار بذل الجهود لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي وتشجيع الاستثمار المشترك من خلال تقوية العلاقات بين المؤسسات المالية والاقتصادية، وقطاعات الأعمال لدى الجانبين لاستكشاف مجالات التعاون والفرص المتاحة، وتوفير مناخ جاذب لقطاع الأعمال والتجارة والاستثمارات المشتركة والتعاون الاقتصادي لتحقيق المنفعة المتبادلة. كما دعا القادة إلى تحقيق التكامل بين الفرص المتاحة وتطوير مجالات الاستثمار وبحث الأولويات التنموية وتبادل الخبرات في ضوء خطة العمل المشتركة.

وأكد القادة دعمهم لترشيح السعودية لاستضافة معرض “إكسبو 2030” في مدينة الرياض وبذل الجهود كافة لدعم هذا الترشيح، مشددين على أهمية تنظيم المعارض الدولية والإقليمية والمشاركة الفاعلة فيها لتحفيز التبادلات الاقتصادية والثقافية بين آسيا الوسطى ومنطقة الخليج.

وأكدوا أهمية تعزيز التعاون في مجال البيئة وتغير المناخ وحماية الأنهار الجليدية والموارد المائية، وجذب مزيد من الاستثمارات للقطاعات الرئيسة لاقتصاد بلدان آسيا الوسطى للتكيف مع تغير المناخ من خلال التكامل والتعاون في شأن أخطار الكوارث الطبيعية وعواقبها بين الجانبين.

وشدد المجتمعون على تعزيز التعاون في مجال طاقة الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي والابتكار والتكنولوجيا الخضراء  وكذلك على الحاجة إلى استثمارات لتنفيذ مشاريع جديدة في هذه المجالات المهمة بين الجانبين.

وأعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اعتماد البيان الختامي وخطة العمل المشترك لدول الخليج وآسيا الوسطى.

وانطلقت القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى مساء اليوم، وقال ولي العهد السعودي الذي افتتح الجلسة إن القمة تأتي تجسيداً للروابط العريقة مع دول آسيا الوسطى، وأضاف أن التحديات التي يواجهها عالمنا تستلزم توحيد الجهود لمواجهتها، مباركاً خطة العمل المشتركة بين دول الخليج ودول آسيا الوسطى.

وأكد ولي العهد السعودي ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة كل ما يؤثر في أمن الطاقة وسلاسل الإمداد الغذائية العالمية، وشدد أيضاً على ضرورة احترام سيادة الدول واستقلالها والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية، وأشاد الأمير محمد بن سلمان بدعم دول آسيا الوسطى ترشيح المملكة لاستضافة معرض “إكسبو 2030” في الرياض.

وقال ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إن اجتماع قادة الخليج وآسيا الوسطى يعكس الرغبة المشتركة في تطوير العلاقات، وأعرب عن تطلعه لمزيد من التعاون مع دول آسيا الوسطى في المجالات كافة مبدياً تقديره لحرص دول آسيا الوسطى على تعزيز أمن دول الخليج.

وأكد رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن أنه من الضروري التعاون الأمني مع دول الخليج لتعزيز الاستقرار في آسيا الوسطى.

وأعرب ممثل سلطان عمان أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي عن شكره وتقديره للمملكة على استضافة القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى، ونقل تحيات السلطان هيثم بن طارق بن تيمور سلطان عمان وتمنياته الطيبة لاجتماع القمة الخليجية ودول آسيا الوسطى، مشيراً إلى أن ما تمتلكه دول المنطقتين من إمكانات وموارد كبيرة تشكل فرصة سانحة لتعزيز التعاون المشترك، لا سيما في مجال الاقتصاد والاستثمار والتجارة، وبما يعود بالمنافع المتبادلة ويحقق التنمية المستدامة.

وثمن نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي العماني مواقف دول آسيا الوسطى الداعمة للقضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وضرورة نيل الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

كما نوه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي إلى أن علاقات الخليج مع آسيا الوسطى تعزز التعاون المشترك، لافتاً إلى أنه تم الاتفاق على تأسيس آلية عمل مشترك لتعزيز التعاون وأن خطة العمل مع آسيا الوسطى تشمل تفعيل التعاون في مختلف المجالات.

واحتضنت مدينة جدة القمة الخليجية مع دول وسط آسيا التي أطلق عليها اختصاراً “سي 5” في اجتماع على مستوى القادة هو الأول من نوعه بين مجموعتين، ترغبان في الارتقاء بآفاق التعاون والحوار الاستراتيجي بينهما إلى مستوى أكثر فاعلية.

وانطلقت في جدة القمة الأولى بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول وسط آسيا الخمس وهي أوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان، إضافة إلى قرغيزستان وكازاخستان.

وفي وقت بدأت طلائع الوفود المشاركة تصل إلى المدينة الساحلية منذ أمس الثلاثاء، رحب مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالزعماء المشاركين “راجياً لأعمالهم التوفيق في تعزيز مسيرة التضامن والتعاون، بما يعود بالخير والنماء على المنطقتين”، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”.

وكان ولي العهد السعودي استقبل رؤساء الوفود المشاركة في القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى.

واحتضنت عاصمة السعودية الصيفية حراكاً سياسياً ودولياً كثيفاً على وقع التحولات الإقليمية والدولية، إذ إن قمماً إثر أخرى عقدت في أقل من أسبوع، بدأت باليابانية ثم التركية، ليعقد اليوم لقاء تشاوري بين قادة دول الخليج، تليه قمة أوسع مع نظرائهم في وسط آسيا.

زر الذهاب إلى الأعلى