إيران تستدعي سفير روسيا بسبب بيان “الجزر الثلاث” المتنازع عليها مع الإمارات… “خارجية طهران”: تابعة لنا إلى الأبد

النشرة الدولية –

قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية، إن إيران استدعت السفير الروسي، الأربعاء، بسبب بيان مشترك لروسيا ومجلس التعاون الخليجي عن ثلاث جزر متنازع عليها مع الإمارات.

وأصدرت روسيا ومجلس التعاون الخليجي، الإثنين الماضي، بياناً مشتركاً أعرب فيه وزراء خارجية الدول عن دعم مبادرة إماراتية للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية.

وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بالبيان، معتبراً إياه متناقضاً مع العلاقات الودية بين إيران وجيرانها، ومضيفاً أن “الجزر الثلاث تابعة لإيران إلى الأبد”.

ويطالب كلا البلدين بجزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، لكن إيران تسيطر على الجزر منذ عام 1971، قبل فترة وجيزة من حصول الإمارات الخليجية السبع على استقلالها الكامل عن بريطانيا وتشكيل الإمارات العربية المتحدة المتحالفة حالياً مع واشنطن.

وتتسم العلاقات بين إيران والإمارات بالتعقد وتعدد الأبعاد، إذ ترتبط طهران بعلاقات تجارية وثيقة مع إمارة دبي، على الرغم من النزاع التاريخي بشأن الجزر الإماراتية، التي تُعد من القضايا محل النزاع الممتدة منذ عام 1971، والتي يتم تأكيدها في كل بيانات الجامعة العربية والقمم الخليجية.

ودائماً ما تثير دول الخليج العربي مخاوفها علناً بشأن ما تمثله إيران من تهديدات تتمحور باستمرار حول الرغبة الإيرانية للسيطرة على المنطقة، وإثارة النزاعات الحدودية والإقليمية مع جيرانها العرب من حين إلى آخر، كالنزاع الإيراني – الإماراتي على الجزر الثلاث والتدخل في شؤون البحرين، فضلاً عن محاولاتها التأثير بشكل كبير في مستويات إنتاج النفط والأسعار، ناهيك بالتهديد الدائم بالقدرة على إغلاق مضيق هرمز، الذي يتدفق منه نحو 20 في المئة من تدفقات النفط في العالم.

 

ومنذ إعلان بريطانيا عام 1968 الانسحاب من الخليج العربي، فشلت محاولات بذلتها جهات فاعلة إقليمية وخارجية، لتطوير نظام أمني كفء وفعّال يؤمّن التعاون من أجل تحقيق الاستقرار والأمن، بل على العكس اتسمت العلاقة الأمنية بين الفواعل الرئيسة بالتنافس والصراع ومزيد من التدخل الخارجي.

 

ويواجه أي نظام أمني مقترَح في الخليج تعقيدات هيكلية عديدة، فقبل سقوط نظام صدام حسين، كان هناك ثلاثة أقطاب محتملة (المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وإيران والعراق)، وفي حين كانت السعودية من دول الحفاظ على الوضع الراهن وراضية عن الوضعين الاستراتيجي والسياسي، كان العراق وإيران يسعيان إلى تغيير الوضع القائم واكتساب مزيد من السيطرة على الخليج. فإيران تشعر بأن وضعها هو أنها قوة قيادية في الخليج. أما العراق فكان لديه طموح ليكون لاعباً رئيساً في العالم العربي. وكان الغزو الأميركي عام 2003 النافذة التي سهّلت إخراج العراق من معادلة القوى الإقليمية في منطقة الخليج العربي لصالح مضي إيران في سعيها نحو الهيمنة.

زر الذهاب إلى الأعلى