“بتموز المي بتغلي بالكوز”… الى متى تستمر موجة الحر وما صحة ما يحكى عن حصول “انفجارات شمسية”؟

النشرة الدولية –

الديار – كارلي دعيبس –

“احتباس حراري”، “انفجارات شمسية” و”تغير مناخي”، عبارات عديدة نسمعها في الايام الأخيرة مع وصول موجة حر قوية الى لبنان. وبين التكيف مع الطقس وعدم قدرة العديد على تقبل هذه الموجة بسبب الازمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، أسئلة عديدة تطرح حول ما اذا كان هناك تأثيرات طبيعية لارتفاع درجات الحرارة هذه.

وضمن هذا السياق، أكد الأب ايلي خنيصر، المتخصص في الأحوال الجوّية، في حديث خاص لموقع “الديار” أنه “وبعيدا عن الأحاديث التي اعتدنا ان نسمعها ونقرأها على مواقع التواصل الاجتماعي حول تطرف مناخي واحتباس حراري وانفجارات شمسية، نتجه نحو المواضيع العلمية التي تشرح حقيقة ما يحصل. الأمر الغريب هو أن العالم يظن أن درجات الحرارة هذه هي الأقصى، فهل نسي مقولة الأجداد “تمّوز بتغلي المي بالكوز وآب اللهاب”؟

وأوضح خنيصر أن “موجة الحر التي نمر بها أمر اعتيادي، علما أن السوشيل ميديا يضخّم الأمور”.

ولفت الى أنه “حاليا، سيتأثر لبنان بأجواء حارة تبدأ بعد ظهر اليوم 21 تموز، وتشتد تدريجيا خلال أسبوع فيتحوّل الجو الى ناري حيث ستلامس الحرارة في البقاع 37-41 وعلى الساحل 35-36، وستبقى موجة الحر حتى الأسبوع الأول من آب وقد تطول مدتها لأسبوع آخر”.

وقال الأب خنيصر إن “كل سنة تعصف موجة “الحكي” على السوشيل ميديا حول تأثير الانترنت بسبب موجة الحر وانفجار شمسي ووو… هذا كله تهويل، يجب ألا نراهن الا على كلام ونظريات ناس مختصة تبني أقوالها على العلم. عبارات “تطرف مناخي” وانفجار صحراوي” خطرة. موجة الحر في تموز وآب طبيعية وعادية ونواجهها منذ سنوات”.

وتابع: “الدول الأوروبية الجنوبية مثل اسبانيا، ايطاليا، كرواتيا، يفصلهم البحر المتوسط عن الصحراء الافريقية الكبرى، اذا أمر طبيعي عندما تكون الصحراي مثل مصر وليبيا تواجه موجة حر، أن تمتد هذه الكتل الحارة نحو الجنوب الأوروبي وأن تمر في البحر المتوسط، فبخار المياه في البحر يتماشى مع الكتل الحارة. طبيعي جدا أن ترتفع درجات الحرارة قليلا فوق المعدل الموسمي أحيانا، وهذا الأمر لا يدعي للتهويل”.

وأشار الأب خنيصر الى أنه “قبل عام 2017، كانت المناطق البقاعية تواجه موجات حر كبيرة تصل فيها درجة الحرارة الى 46 و47، اليوم لا تتخطّى الـ41، ولكن ما تغيّر اليوم هو الوضع الاقتصادي والغلاء المعيشي الذي لم يعد يسمح لجميع المواطنين بالتكيّف”.

وحول كل ما يحكى عن “التغير المناخي والاحتباس الحراري”، قال إن “السوشيل ميديا أصبح منصة لكل ما شاء أن “يرمي نظرية”. أي عالم تكلم عن حدوث احتباس حراري؟ بامكاني اليوم أن أقوم بنظرية غير صحيحة وأن يضج موقع التواصل الاجتماعي بها، لهذا السبب يجب أن نتابع بدقة هذه المواضيع!”

ولفت الأب خنيصر الى أنه “كل ما كان فصل الصيف يضم “نشاط” للمنخفض الهندي الموسمي الحر يؤثر على جنوب ووسط أوروبا، تصل الهبات هذه الى شمال أوروبا وحدود القطب الشمالي، وهذا يؤدي الى ردة فعل عكسية على هذا القطب. وحصل هذا الأمر عام 2021 حين وصلت درجة الحرارة في البقاع الى ال41 و42، ما أدى الى شتاء قاسي بعدها. هذا يعني أن بامكاننا أن نتوقع شتاء وبرد قارس هذا العام نتيجة ردة فعل عنيفة للقطب الشمالي.”

زر الذهاب إلى الأعلى