خمس خطوات للقادة فى عصر الأزمات.. مع ذلك استعد للأسوأ؟!
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

..”إليزابيث سيزلاند” و”فيرا باركو”.. ومجلس “الأطلسي الجديد” للدراسات والأبحاث ثالثهما..!

 

الأولى “سيزلاند” زميلة أولى غير مقيمة في مبادرة سكوكروفت الاستراتيجية التابعة لمركز سكوكروفت للاستراتيجيات والأمن التابع للمجلس الأطلسي، ونائبة مستشار الأمن القومي البريطاني السابق.

 

.. وأما الثانية “باركو” فهي زميلة زائر في مركز دراسة الكونجرس والرئاسة ومديرة الشئون الدولية في وزارة الداخلية الفنلندية.

.. بالتأكيد، الثالث، “المجلس”، أتاح لهم فرص إعداد دراسة حيوانية واستراتيجية، تغوص في تفاصيل أسرار القيادة في عالم اليوم، العالم الذي تؤشر إليه قوى حلف الناتو، نتيجة ما يجري من حرب شرسة بين روسيا وأوكرانيا، ونحن في الردة ننتظر النتائج أو قيادة الأسوأ من النتائج.

 

.. تؤشر الدراسة إلى حقيقة أساسية أن: الأزمات مضمونة؛.. وهي نتاج: “الحروب والأوبئة وإخفاقات البنية التحتية والتهديدات الإرهابية والطقس القاسي وكوارث المناخ”.

الثنائي “سيزلاند” و”باركو”.. قيادات سياسية وأمنية وأكاديمية، في عالم يبدو فيه أن الأحداث المتطرفة تتزايد في وتيرتها وشدتها،.. وهنا نقول، إشارة إلى مقدمات دراستهما بعنوان :[استعد للأسوأ: خمس خطوات للقادة في عصر الأزمات].. مع ذلك؟!.. هناك إقرار مختلف شكلا: يحتاج صانعو السياسات والمسئولون الحكوميون إلى بذل المزيد من الجهد للاستعداد لها.

 

*كيف صمدت أوكرانيا..؟.

في التمهيد: صمدت أوكرانيا في وجه العدوان الإلكتروني الروسي في الجزء الأول من حملة موسكو العسكرية لعام 2022 من خلال الاستفادة من الدروس المستفادة من التهديدات السابقة، والاستثمار في الأمن السيبراني، وبناء شراكات دولية فعالة.

.. ويأتي سؤال المرحلة:

لماذا تعتبر القيادة الاستباقية مهمة في وقت الأزمات؟.

تحاول دراسة الثنائي، برعاية الأطلسي الجديد، التأكيد على أنه: يعد الاستعداد والمرونة- بما في ذلك الالتزام الحقيقي والمتابعة الفعلية- حجر الزاوية في قدرة الحكومة على معالجة الآثار الناشئة للأزمة بفعالية مع تحقيق أهداف أوسع في نفس الوقت. يمكن أن تبدو مجالات العمل في الأزمات مثل إدارة الوفيات الجماعية والإخلاء الجماعي والمأوى واستمرارية الحكومة شبه خيالية أو مقلقة للمسؤولين الذين ليسوا في العمل اليومي لفهم المخاطر النسبية. وهذا النوع من العمل يتنافس على الموارد مع احتياجات أكثر جاذبية سياسية وفورية. ومع ذلك، لحماية المجتمعات بطريقة تتناسب مع المخاطر التي تواجهها:

*1.: من الضروري أن يقوم السياسيون من جميع الأطياف السياسية، جنبًا إلى جنب مع كبار المسئولين، الدفاع باستمرار عن احتياجات الموارد للتأهب الوطني ورعايتها من خلال الأنظمة الحكومية المترددة في كثير من الأحيان. *2.:سيكون للإعداد غير الكافي والافتقار إلى الاستثمار المسبق عواقب وخيمة، سواء من الناحية الاقتصادية أو من حيث رفاهية الإنسان.

*3.: غالبًا ما تفتقر الخطوات العملية والقيادة التي تركز على التحسين والابتكار على المدى الطويل.

*خطوات بناء القدرة على الصمود للأزمة المقبلة.

قد تكون عملية البحث الفكري، معارضة- مؤقتًا – مع الأزمات الأمنية أو العسكرية أو مخاطر المغامرات الدولية، وتضع “سيزلاند و”باركو”.. فيما يلي خمس خطوات، يجب على صانعي السياسات اتخاذها لبناء القدرة على الصمود للأزمة المقبلة، أي أزمة على مستوى الحروب أو الاقتتال الداخلي، أو الانهيار الاقتصادي، أو الكوارث الطبيعية المختلفة:

*الخطوة الأولى: دعم الأسس

حان الوقت الآن للتركيز على العمل المهم، بأقل من قيمته الحقيقية لتنظيم الأنظمة من أجل النجاح.

تكمن قدرة الحكومة على تقييم المخاطر النسبية والإبلاغ عنها بشكل حاسم في صميم هذا الوضع.

ستعطي الحكومات التي لديها استراتيجية وطنية واضحة تحدد الأنشطة ذات الأولوية للمجتمع بأسره أساسًا متينًا، معتبرة أن: نموذج فنلندا الأمني ​​الشامل هو مثال جيد على ذلك، وقد نشرت المملكة المتحدة مؤخرًا إطار المرونة الخاص بها.

تعتبر أساسيات الحوكمة وتوفير الموارد مهمة بشكل خاص لضمان مشاركة المؤسسات الرئيسية محليًا ووطنًا وتمتعها بالقيادة والمهارات والموارد والتسهيلات اللازمة للتخطيط للأزمات والاستجابة لها.

تُظهر الأدلة أن عدم الاستثمار في الاستعداد للأزمات والمرونة هو اقتصاد خاطئ.

.. ماذا يعني ذلك في مستويات القيادة؟

هناك تقدير، يعد من أفضل الأمثلة، في استجابة القيادات للأزمات وطرق إدارتها، تقدر شركة “ميونيخ ري”، وهي شركة تأمين متعددة الجنسيات مقرها في ألمانيا، أن الكوارث الطبيعية في عام 2021 كلفت 280 مليار دولار على مستوى العالم – تم تأمين 120 مليار دولار منها فقط. وهذا لا يشمل الآثار الفردية والمجتمعية لمثل هذه الأحداث. يحتاج الاستعداد للأزمات إلى الحماية حتى عندما تظهر أولويات جديدة لأن تجريد الموارد من وظائف التأهب يؤدي حتمًا إلى فجوات حرجة عند حدوث أزمات مستقبلية.

.. أيضا: تحتاج الحكومات إلى إعطاء قيمة عالية للعمل غير الجذاب المتمثل في إنشاء الهياكل والحوكمة لضمان الزخم والرقابة لتقديم خطة عمل واضحة- وغيابها سيصبح سريعًا نقطة ضعف حاسمة. إن القيادة المتسقة والحيوية جنبًا إلى جنب مع المساءلة الواضحة بشأن المرونة أمر مهم حقًا.

*الخطوة الثانية: استغلال التكنولوجيا بحكمة

قللت  الحكومات بشكل كبير من قيمة فائدة العلم والتكنولوجيا في إدارة المخاطر وقللت من تصورها.

تحتاج الحكومات، بحسب الدراسة؛ إلى مزيد من الفضول بين فرق القيادة حول كيفية تسخير التكنولوجيا لتقييم المخاطر ودعم صانعي القرار إن تحدي الوضع الراهن لتطوير قدرات جديدة تدمج أفضل المعارف التقنية مع الخبرة التقليدية في إدارة المخاطر يوفر بعض الإمكانات المثيرة.

لنرى هذا المثال: مركز الوضع الوطني الجديد في المملكة المتحدة هو مثال طليعي لكيفية مساعدة علم البيانات المسئولين على توقع حالات الطوارئ التي تتكشف وتجاوزها من خلال الجمع بين المعلومات العامة والحكومية للإجابة على الأسئلة الصعبة.

لقد أثبت دمج البيانات من جميع المصادر بهذه الطريقة أنه مفيد بالفعل في إدارة المخاطر المتعلقة بالأحداث الوطنية الكبرى، مثل قمة مجموعة السبعة 2021 (G7)، وكذلك توقع المخاطر خلال فترات الطقس القاسي. يمكن أن توفر البيئات الاصطناعية أيضًا طرقًا آمنة ومنخفضة التكلفة للعمل من خلال الأزمات والقرارات، باستخدام البيانات والمعلومات لمحاكاة سيناريو الأزمة واختبار مسارات العمل المختلفة لمعرفة الآثار المحتملة.

عمليًا: يمكن أن تساعد التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي المهنيين من خلال تحديد المخاطر التي تجب مراعاتها وإدارتها قبل أن تصبح حادة.

*الخطوة الثالثة: فهم سلاسل التوريد.

.. قد يكون، الجانب المؤثر والمهم من دراسة  الثنائي “سيزلاند” و”باركو”، الإشارات المهمة حول سلاسل الإمداد، وتحديدا التنبيه إلى إن: “أوجه الترابط بين سلاسل التوريد معقدة للغاية، وخطر الانقطاع أصبح الآن أمرًا معتادًا”، وهذا استنادا إلى رؤية مجربة، وتحذر:

*أ.:

. يمكن أن تكون آثار اضطرابات سلسلة التوريد على الأمن القومي شديدة، بل قد تهدد الحياة.

*ب.:

قدمت جائحة COVID-19 درسًا مفيدًا في كيفية تفكك سلاسل التوريد الطبية، تاركًا البلدان تكافح من أجل الموارد الأساسية لإدارة الصحة الحرجة للسكان.

 

*ج.:

يحدث أن قدرا كبيرا من إنتاج العالم من مكونات التكنولوجيا الرئيسية في مناطق بها مخاطر كبيرة من المخاطر الطبيعية أو الصراع الجيوسياسي.

*د. :

أعداء الغرب غالبًا ما يكون لديهم فهم أفضل لنقاط ضعف سلسلة التوريد مقارنة بالحكومات الغربية.

*هـ. :

يساعد، ويدعم الاستثمار في فرق فنية محترفة لجمع البيانات واستغلالها على توقع المخاطر، ودعم كل من الحكومات والقطاع التجاري لدعم نقاط الضعف قبل تعرضها للأحداث أو استغلالها عمدًا.

*الخطوة الرابعة: الاستثمار في شراكات دولية عملية

يندفع عمل الدراسة، بين تباين النتائج، والمخاطر الأمنية، وجل العلاقات الدولية، ففي الخطوة الرابعة مناخ يقر بعدي المراحل:

-تكلفة التأهب للأحداث عالية التأثير ولكن ذات الاحتمالية المنخفضة باهظة.

 

– الاستثمار في التوعية وفهم العمل في البلدان الأخرى وإيجاد شركاء دوليين متشابهين في التفكير هي خيارات ذكية للحكومات.

– يمكن أن يخلق التعاون الدولي قدرة إضافية على الاستجابة لأنواع كثيرة من الأحداث.

لدعم الحقائق، طرح الثنائي “سيزلاند” و”باركو” أسئلة منها:

لماذا تفعل ذلك بمفردك إذا كان بإمكانك تجميع الموارد مثل القدرات الطبية المتخصصة أو الخبرات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية المتخصصة للغاية (CBRN)؟.

.. ومن واقع الإجابات مهدت بالقول:

تقوم العديد من الدول بهذا بالفعل: على سبيل المثال، يقوم الاتحاد الأوروبي بتنسيق مساعداته المدنية لأوكرانيا من خلال آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي وبناء مخزونات من المعدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية في بلدان مختلفة. يجب على الحكومات أن تقيس باستمرار أفضل ممارسات بعضها البعض، على المستوى الثنائي أو من خلال الهيئات المتعددة الأطراف – وهو أمر يقوم به الناتو بشكل جيد. يمكن للحكومات الاستفادة من المبادئ التوجيهية والأهداف الموضوعة في المنتديات الدولية، مثل متطلبات خط الأساس السبعة لحلف الناتومن أجل المرونة الوطنية. في أوقات الأزمات، تكون الاتصالات الشخصية الوثيقة بين مسئولي إدارة الأزمات مفيدة للغاية؛ يحتاج المسئولون الرئيسيون إلى وقت لتطوير هذه العلاقات قبل حدوث الأزمات.

*الخطوة الخامسة والأخيرة: اعتماد نهج المجتمع بأسره.

في اختلاط السياسة بالفكر والإعلام والتعاون الدولي، مجتمعات المنظمات الدولية والإقليمية والأمنية، حضرت الدراسة على مفاهيم السيادة والقيادة في الوقت المناسب، والظروف الأنسب..!

ماذا في النص:

هناك بعض الأشياء التي لا يمكن إلا للدولة القومية القيام بها للاستعداد والاستجابة للأزمات، ولكن هذه ليست سوى قطعة واحدة في أحجية الصور المقطوعة. تلعب الحكومات المحلية والأفراد والأوساط الأكاديمية والكيانات التجارية والجمعيات الخيرية دورًا مهمًا للغاية في تعزيز قدرة البلد على الصمود: إن دعم ذلك على المستوى الوطني أمر حيوي.

.. عمليًا: تحتاج الحكومات إلى الانخراط عبر المجتمع لتطوير “عقلية الاستعداد” التي تلهم الجميع لفهم دورهم وتحمل المسئولية. وهذا يعني مشاركة أكبر قدر ممكن من المعلومات قبل وأثناء الأزمات لتمكين كل فرد في المجتمع من اتخاذ قرارات معقولة. كما يعني أيضًا الانخراط في وقت مبكر مع أجزاء من الصناعة لإيجاد حلول، وهو شيء نجح بشكل جيد خلال جائحة COVID-19 من حيث تطوير لقاحات جديدة في وقت قياسي بدعم من الحكومات. الانخراط في تمارين سيناريوهات المخاطر التي تقودها الحكومة وإدخال تحسينات على تواصل الحكومات بشأن الأزمات تعتبر أيضًا من العوامل الرئيسية في المرونة المجتمعية الواسعة في مواجهة الكوارث الخطيرة.

 

على سبيل المثال، استثمرت كل من السويد وفنلندا في تحسين مهارات الأفراد والمنظمات حتى يتمكنوا من فهم المخاطر ويمكنهم التصرف في مصلحتهم الخاصة. وهذا يخفف العبء على الحكومة، ويترك المسئولين يديرون فقط ما تستطيع الحكومات وحدها التعامل معه.

*في دلالة الاستجابة لنداء الاستيقاظ- غياب الوعي.

 

هناك تعايش فكري متباينة بين ثقافة  الثنائي “سيزلاند” و”باركو”، ولكنهما، يضع القلم، أمام قادة، تنحاز قدراتهم إلى مؤسسات تقليدية، وأنه كان: “ينبغي أن يكون لوباء COVID-19 وأهوال الحرب التقليدية في أوكرانيا تأثير عميق على مدى جدية الحكومات في التعامل مع عمل متخصصي الصمود ، على الصعيدين الوطني والمحلي. ومع ذلك، لا يزال هذا المجال من الأمن القومي غير مستثمر ونادرًا ما يحتل مركز الصدارة. المخاطر المزمنة مثل تغير المناخ تعزز فقط الحاجة إلى إعداد وتجهيز المجتمع بأسره ليكون أكثر مرونة. لا تستطيع الحكومات الغربية تحمل النوم أثناء نداء الاستيقاظ الذي دقته حالات الطوارئ الأخيرة”.

*.. قد تكون خلاصة.. من يهتم؟.

.. هي فعلا خلاصة على طريقة الأعمال الأكاديمية، لكنها هنا تتمحور حول جدية القرار، وبالتالي صانع القرار:

فمع وجود العديد من المشكلات المباشرة عالية الضغط التي يجب إدارتها، يصعب على أي حكومة إعطاء الأولوية للتخطيط للمخاطر المستقبلية. ولكن عندما تظهر أزمات حادة لا محالة، نادرًا ما تندم الحكومات على استثمار الوقت والموارد والتركيز المستمر في هذا المجال. حان الوقت الآن لتتعلم الحكومات من الماضي وتضع المرونة والتأهب في صميم استراتيجياتها للأمن القومي.

..الجديد، هنا أن الأطلسي الجديد، يمرر أن القيادات الأوروبية تصيح بروتوكولات القوة والمرونة تمهد القطبية قادمة، تعيد مرحلة جديدة من الحرب الباردة، قد تكون مواجهة باردة جدا بين عديد الدول، وعندها يتخلل العالم من الالتزامات الأممية وشكل الأزمات الإنسانية التي تتفاقم دون حلول أو إدارة أي أزمة.

.. *في الهامش، ما زال مفهوم إدارة الأزمات من منظور قيادي، إجراءات في المنطقة والإقليم، و”لنقل عموم البلدان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج العربي، تدار أحيانا نتيجة “رد الفعل”، وليس نتيجة خطط قيادة جيوأمنية ولوجستية بعيدة المدى، بالذات أزمات التدخل العسكري في الحروب الداخلية في عديد الدول، وأيضا أزمات استيعاب اللاجئين الهجران نتيجة الكوارث الطبيعة الزلازل والأمطار وتفشي الأمراض المعدية، وغالبا في جنوب وغرب إفريقيا الاقتتال الطائفي والجفاف والبطالة.. هنا مفهوم قيادة الأزمات، معدوم حتما.

زر الذهاب إلى الأعلى