“Emotional Eating”… ما تأثيره وكيف نتجنبه؟
النشرة الدولية –
الديار – كارلي دعيبس –
“الأكل العاطفي” هو اللجوء الى الأكل للهروب من واقع لا يريد الفرد أن يتقبله، وأصبح اليوم وسيلة و”منفس” للعديد من الأفراد مع ازدياد ضغوطات الحياة اليومية.
فكيف نفرّق بين الجوع الجسدي والجوع العاطفي؟ وما مدى تأثيره على صحتنا الجسدية والنفسية؟ وكيف بإمكاننا تجنّب “الأكل العاطفي”؟
في حديث خاص لـ”الديار”، قالت اخصائية التغذية اليسا عيسى، انه “في أوقات عدة، لا نتناول الطعام لنرضي “الجوع الجسدي” بل “الجوع العاطفي” الذي يأتي اما بسبب التوتر، أو بسبب شعورنا بالرغبة بمكافأة النفس، وفي هذه الحالات نلجأ الى “الأطعمة المريحة” أو “الوجبات السريعة غير الصحية”.
ولفتت عيسى الى أنه “في معظم الأوقات يأتي “الأكل العاطفي” نتيجة الشعور بالملل، التعب أو التوتر، وهو استخدام الأكل لسد الاحتياجات العاطفية. للأسف الأكل العاطفي ليس حلّا للمشاكل التي نمر بها، بس يزيد حالة التوتر لدى الفرد بعد شعور “الذنب” التي يشعر به عندما يدرك أنه تناول الطعام “بدون وعي”.
وشددت على “أننا بإمكاننا تشخيص “الأكل العاطفي” عندما نلاحظ أن الفرد يتناول الطعام باستمرار فقط لانه قلق او حزين او متوتر او يريد أن “يكافئ نفسه”، ولا يدرك لحظتها أن ليس هناك جوع جسدي. وهناك حالة عدة يتم تناول الطعام بها فقط ليشعر الفرد بالآمان والارتياح، ويصبح خارج عن السيطرة حول موضوع الطعام”.
وأشارت عيسى الى “أنه هناك دورة تعيد نفسها يمر بها الفرد خلال مرحلة “الأكل العاطفي”. في الخطوة الأولى يشعر الفرد بالزعل او القلق ويلجأ الى تناول “الأطعمة المريحة” كمهرب. في الخطوة الثانية شعر الفرد بالذنب والضعف، ما يدفعه الى تناول الطعام مجددا…”
وتابعت: “الجوع العاطفي” يأتي “فجأة” وبطريقة سريعة بعد أن يمر الفرد بحدث ما سبب له ازعاج او عدم ارتياح. وفي معظم الحالات لا يشعر الفرد بالشبع لأنه يهدف الى إرضاء عواطفه بدلا من التركيز على جسده. أما “الجوع الجسدي” يبدأ بالتدريج ولا يلجأ الفرد الى تناول “الأطعمة السريعة” فقط بل يمكن إرضاء نفسه بأي طبق متوفر، وعند الانتهاء من تناول الطعام يشعر الانسان بالاكتفاء الشبع وليس بالذنب”.
ولفتت عيسى الى أنه “عند شعورنا بالتوتر، نشتهي الحلويات والزيوت والأطعمة غير الصحية بسبب “هرمون الـcortisol” التي يحفّذ التمثيل الغذائي للنشويات والدهون. بالإضافة، شعورنا بالقلق يرفع هرمون الـcortisol، ما يؤدي الى ارتفاع هرمون الـ” ghrelin” وانخفاض هرمون الـ “leptin”المسؤولان عن شعورنا بالشبع والشهية”.
وشددت على أن “الأكل العاطفي” له تأثير كبير على المدى القريب والبعيد لدى الفرد ان لم يتم معالجته بشكل سريع. وغالبا ما تكون المراحل الأولى الشعور بالذنب وانتقاد الذات، وتصل الى مرض الـ “anorexia” أو “فقدان الشهية”.”
ولتجنب “الأكل العاطفي”، قالت عيسى إنه “مهم لدى الفرد أن يعي ويدرك ما حدث معه وما السبب الأساسي الذي أدّى الى شعوره بالقلق او التوتر. وفي حالات عدة، أطلب من ما يعاني من “الأكل العاطفي” أن يدّون ما حدث وكيف كان يشعر قبل تناول الطعام وماذا شعر بعد انهاء الوجبة. لحظة ادراك الفرد أن الحل ليس بالطعام او بالوجبات السريعة تأتي بعد التدوين وبعد أن يكون حاول بالفعل فهم مشاعره وفهم أساس المشكلة التي أدت الى شعوره بالقلق.”
واعتبرت أن “هناك بدائل عدة يمكن أن يلجأ الفرد اليها غير تناول الـ” Fast Food”، منها “اللجوء الى صديق او رعاية حيوان أليف، أو ممارسة هوايات رياضية للترفيه عن النفس”.