كيف سيؤثر غياب جنود احتياط إسرائيليين بعد تهديدهم بتعليق خدمتهم؟

النشرة الدولية –

الحرة –

ألقت تحركات التحالف اليميني بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لتعديل صلاحيات المحكمة العليا بظلالها على الوضع في المؤسسة العسكرية للبلاد، حيث تدور حاليا تساؤلات بشأن مدى تأثير توقف جنود في الاحتياط عن أداء الخدمة على جهوزية الجيش، وهي مسألة أثارت قلق كبار قياداته.

ويعتمد الجيش الإسرائيلي بشكل كبير على قوات الاحتياط التي تؤدي الخدمة بعد أداء الفترة الإلزامية، حيث يتم تعيين كل جندي في وحدة احتياطي لمدة تستمر حتى بلوغ الشخص 51 عاما. ويحضر أفراد الوحدات الخاصة والطيارون في قوات الاحتياطي بشكل خاص تدريبات منتظمة  ويتولون القيام بمهام عسكرية، وفق موقع “تايمز أوف إسرائيل”.

وتقول الحكومة الإسرائيلية إن غالبية قوات الجيش هم من جنود الاحتياط الذين يتم استدعاؤهم بانتظام للتدريب والخدمة. وفي وقت الحرب أو الأزمات، يتم حشدهم بسرعة من جميع أنحاء البلاد.

وتعتمد إسرائيل بشكل كبير على الطيارين الاحتياطيين، الذين هم أكثر خبرة ويقودون تشكيلات في كثير من الأحيان.

وكان عدد كبير من جنود الاحتياط قد شاركوا في التظاهرات التي شهدتها إسرائيل، خلال الشهور الماضية، ضد تحركات حكومة نتانياهو في الكنيست. وكان هؤلاء من بعض أكثر تشكيلات النخبة في الجيش، بما في ذلك الطيارون المقاتلون ووحدات القوات الخاصة، ما أثار قلق قادة الجيش على الأمن القومي.

وفي 19 مارس الماضي، أعلن أكثر من 180 طيارا احتياطيا أنهم سيتوقفون عن أداء الخدمة، وهو ما قالت فورين بوليسي إنه تطور هام لأن سلاح الجو الإسرائيلي في صميم القدرات العسكرية للبلاد.

وقبيل إقرار القانون المثير للجدل، الاثنين، والذي منع المحكمة العليا من إلغاء قرارات الحكومة التي تعتبرها “غير معقولة”، نشر أكثر من 1100 جندي احتياطي في سلاح الجو الإسرائيلي، من بينهم أكثر من 400 طيار ، خطابا أعلنوا فيه أنهم سيعلقون خدمتهم في التطوع.

وقالت تايمز أوف إسرائيل إن هذا الإعلان، الذي لم يسبق له مثيل من حيث حجم عدد المشاركين ومن ناحية أهميته بالنسبة للجيش الإسرائيلي، سبب صدمة في الجيش.

وغداة إقرار القانون، تم الإعلان عن زيادة طلبات التوقف عن أداء خدمة الاحتياط، وفق المتحدث باسم الجيش دانيال حجاري.

وحذر كبار الضباط السابقين من أن جاهزية إسرائيل لخوض الحروب قد تكون في خطر.

وقال النائب يفغيني سوفا، عن حزب “إسرائيل بيتنا” للحرة، الاثنين، إن “جاهزية الجيش ستتأثر بشكل كبير وقد يتم تآكل قوته خلال الأشهر المقبلة”.

وأوردت صحيفة هآرتس تفاصيل محادثة لرئيس أركان الجيش، هرتزل هاليفي، ونتانياهو حيث حذر الأول من التأثير الكبير الذي سيحدثه غياب جنود الاحتياط على الجيش في الأشهر المقبلة.

وأجرى هاليفي تقييما أمنيا مع كبار مسؤولي الجيش بعد الاجتماع بنتانياهو، حيث ناقشوا كيفية التعامل مع جنود الاحتياط الذين من المتوقع أن يتغيبوا عن التدريبات والأنشطة العملياتية في الأشهر المقبلة.

ويعتقد كبار المسؤولين في الجيش أن الأمر “سيستغرق سنوات لإصلاح الضرر الذي لحق بالتماسك في جميع التشكيلات المختلفة في الجيش الإسرائيلي”، وفق الصحيفة.

ويخشى الجيش من أن تتوسع احتجاجات الاحتياط لتشمل مجندين جدد أيضا، وفق معلومات هآرتس.

في تصريح سابقة لموقع الحرة، قال المحلل السياسي، وديع عواودة، إن الدور الذي يقوم به جنود الاحتياط “حيوي جدا” في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وهم يشاركون في توجيه الحملات الجوية في سوريا ولبنان وغيرها من المناطق التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي.

ورأى المحلل السياسي الإسرائيلي، جاكي خوري، في تصريحات سابقة لموقع الحرة أنهم يمثلون وسيلة ضغط على الائتلاف الحاكم للتراجع عن موقفه، ويشير إلى أنهم جزء من المنظومة الأمنية التي تعبر الجزء الأقوى في الدولة، بينما تمثل الخاصرة الأضعف لأي منظومة سياسية في إسرائيل.

وأكد الخبراء أن رفض جنود في قوات الاحتياط الإسرائيلية للتعديلات القضائية تنبع من مخاوف لدى هذه الفئة على الديمقراطية في إسرائيل ومحاولة “إضعاف” المحكمة العليا للبلاد، مما يفتح المجال أمام مقاضاة الجنود الإسرائيليين دوليا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى