الأمم المتحدة: تفريغ أكثر من نصف حمولة «صافر» من النفط قبالة ميناء الحُديدة
النشرة الدولية –
قالت الأمم المتحدة، في بيان لها الأربعاء، أنّ أكثر من نصف كمية النفط الموجودة على متن الناقلة «صافر» المهجورة قبالة ميناء الحُديدة اليمني في البحر الأحمر، تم نقلها إلى سفينة بديلة بعد نحو أسبوع من بدء عملية السحب.
وأطلقت المنظمة الأممية الأسبوع الماضي عملية سحب حمولة الناقلة البالغة أكثر من مليون برميل من خام مأرب الخفيف إلى السفينة الجديدة، في عملية تهدف إلى تجنّب كارثة بيئية في المنطقة.
وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن ديفيد غريسلي على منصة «إكس»، «تويتر» سابقاً: «أكثر من نصف النفط الموجود على متن السفينة تم نقله إلى السفينة البديلة (اليمن) في الأيام السبعة الماضية». وكان غريسلي أعلن سابقاً أن عملية النقل بأكملها ستستغرق أقل من ثلاثة أسابيع.
بدوره، أكّد المسؤول عن العملية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي محمد مضوي، أمس، أنه تم سحب أكثر من 636 ألف برميل من النفط إلى الناقلة البديلة، مشيراً إلى أن عماية السحب تتواصل بسلاسة تامة. ووسط تواصل عملية سحب النفط من الناقلة المتهالكة «صافر»، العالقة منذ سنوات قبالة الساحل الغربي لليمن على البحر الأحمر، تشدد دوائر تحليلية غربية، على أن النجاح في إتمام هذه المهمة التي عرقلت جماعة «الحوثي» إطلاقها لأعوام عدة، قد يبعث الآمال في إمكانية اتخاذ خطوات عملية، من أجل إيجاد تسوية للصراع اليمني المحتدم، منذ نحو عقد من الزمان.فـ«صافر» التي تقطعت بها السبل قبل نحو ثماني سنوات قرب ميناء الحديدة، طالما اعتبرت «قنبلة بيئية موقوتة»، يمكن أن يؤدي تفككها وتسرب ما تحمله من نفط يُقدر حجمه بـ 1.14 مليون برميل، إلى إحداث كارثة واسعة النطاق، تضرب الكثير من دول المنطقة، المطلة على البحر الأحمر.
وعلى مدار الأعوام الماضية، عَمَد الحوثيون على اللعب بورقة هذه الناقلة الراسية في منطقة خاضعة لسيطرتهم، من خلال عدم السماح بإجراء أي عمليات صيانة لها، والحيلولة دون أن يتمكن خبراء الأمم المتحدة، من فحصها وتقييم حالتها.
لذا يمثل شروع المنظمة الأممية أخيراً في عملية الإفراغ، خطوة مهمة لنزع فتيل التهديد الذي تشكله صافر منذ منتصف العقد الماضي للمنطقة بأسرها، بما يكشف – كما يقول محللون – ما يمكن أن يُقطع من أشواط، على طريق إسدال الستار على الحرب التي اندلعت في اليمن، في خريف عام 2014.
واعتبر خبراء في شؤون اليمن في مركز «مجموعة الأزمات الدولية» للدراسات والأبحاث، أن الجهود الدبلوماسية التي قادت لبدء سحب النفط من تلك الناقلة، تمثل نموذجاً لبقية المسارات التفاوضية الأخرى، الرامية للدفع باتجاه وضع حد للصراع الذي أودى بحياة مئات الآلاف من اليمنيين.
وأشار الخبراء، إلى أن النجاح الذي تكللت به جهود إلزام الحوثيين بالتعاون مع الأمم المتحدة، لنزع فتيل قنبلة «صافر»، رغم مماطلاتهم في هذا الشأن لسنوات، يبرز ضرورة المضي قدماً على طريق الحوار، من أجل معالجة مختلف الملفات الشائكة، المتعلقة بالصراع اليمني.
واضطلع المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينج، ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في هذا البلد ديفيد جريسلي، بالدور الأبرز على صعيد جمع الأموال اللازمة لسحب النفط من «صافر»، وهو ما تمخض عن توفير 121 مليون دولار، من أكثر من 20 دولة، بجانب مؤسسات تابعة للقطاع الخاص، ومصادر أخرى.
وفي تصريحات نشرها موقع «أل مونيتور» الإلكتروني الأميركي، قال ليندركينج، إن إطلاق عملية نقل حمولة الناقلة المُهددة بالتفكك، يُظهر النتائج الإيجابية التي يمكن أن تترتب على خفض التصعيد بين الأطراف المتحاربة، خاصة أن هذه العملية، تأتي في ظل أطول فترة هدوء نسبي، يشهدها اليمن منذ اندلاع الصراع.
وتراجعت حدة المواجهات الدموية على الساحة اليمنية منذ الاتفاق برعاية أممية في أبريل 2022، على هدنة تستمر شهرين، وهي الهدنة التي مُدِدَت مرتين، حتى انتهت رسمياً في أكتوبر من العام نفسه. ولكن ذلك لم يحل من دون التزام الفرقاء اليمنيين، بـ «هدنة أمر واقع»، لا تزال قائمة حتى الآن.