الامارات والأردن نموذج للأخوة الراسخة
بقلم: محمد فيصل الدوسري

النشرة الدولية –

زيارة رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرسمية الى الأردن، استمرارية لمنهج اللقاءات المستمرة بين قيادة البلدين، ما يعكس عمق العلاقة الأخوية، وفاعلية التنسيق في كافة الملفات الاقليمية والدولية.

وما يميز العلاقة الاستثنائية بين أبوظبي وعمّان، هو نموذجها للأخوة الراسخة، وجناحي العلاقة بينهما المرتبط بالاستقرار والازدهار، وهو ما جعل الرؤى والمصالح المشتركة تتحد، فيما يخدم المنطقة العربية والاقليم والعالم.

ولم أستغرب حفاوة استقبال نشامى الأردن الشقيق، منذ لحظات دخول طائرة سموه أجواء المملكة الأردنية، لترافقها طائرات النشامى الحربية الى مطار ماركا العسكري، حيث أطلقت المدفعية خلال مراسم الاستقبال 21 طلقة، تحية لرمز عالمي مؤثر في مكانة الشيخ محمد بن زايد، فالأردن كريم بترحيبه، وضيفه فارس الشهامة والإنسانية يستحق التكريم.

ولقد تجاوزت العلاقة الاماراتية الاردنية البروتوكولات الرسمية، سواء على صعيد القيادة والشعوب، فالعلاقات الوثيقة تؤكدها المواقف في أوقات الرخاء والشدة، وحجم التنسيق بين البلدين في أدق تفاصيل الملفات، فلم تعد اللقاءات بين قيادات وكبار مسؤولين البلدين، تأخذ طابع الرسمية أو الجدولة البروتوكولية، بل وتيرة التواصل مستمرة بشكلٍ فاعل،ولهذا يشهد البلدين العديد من القمم والاجتماعات والاتصالات المستمرة، لتبادل وجهات النظر، وتوحيد المواقف بشأن مختلف قضايا المنطقة العربية.

ويعد اللقاء بين الشيخ محمد بن زايد والملك عبدالله الثاني بن الحسين، هو الرابع خلال سبعة أشهر، والثامن خلال عام، حيث جمعت الزعيمين 8 قمم بينهم 5 قمم ثنائية، ما يعكس صلابة العلاقة التي جعلت مرتكزات الأمن والاستقرار مفتاحًا للتنمية والازدهار الإقليمي، وهو ما يتطلب التنسيق المستمر، وتعزيز التضامن في مواجهة التحديات العالمية.

لطالما اعتز الاماراتيون قيادة وشعبًا بدعم الأردن لدولة الامارات في كافة المحافل، منذ بداية تأسيس الاتحاد عام 1971، في علاقة تاريخية أرسى دعائمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك الحسين بن طلال، رحمهما الله، ويسير على خطاهما الشيخ محمد بن زايد والملك عبدالله الثاني.

تأتي الزيارة في توقيت دقيق يمر به العالم، على اثر تغيرات النظام الدولي، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ما يجعل أجندة المباحثات متعددة، بين القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية، فشراكة أبوظبي وعمّان تهدف للعمل من أجل الاستقرار، وتعزيز جهود التنمية والازدهار.

وتضمنت الملفات المطروحة القضية الفلسطينية والملف السوري، وقضايا أمن الطاقة والغذاء، كما تزامن اللقاء مع قرب استضافة دولة الامارات لقمة المناخ «كوب 28» نوفمبر المقبل، ما يتطلب توحيد الجهود تجاه التحديات المناخية.

الامارات حريصة على تعزيز العلاقة الاقتصادية مع الأردن، وقد شكلت الاستثمارات الاماراتية قصص من النجاح في قطاعات متنوعة، لا سيما: الطاقة المتجددة والبنية التحتية والزراعة والسياحة، وكان أبرزها تدشين مصدر الإماراتية «محطة بينونة للطاقة الشمسية»، وشكلت الاستثمارات الاردنية حضورا لافتًا، في مجالات التأمين والعقارات وتجارة الجملة والتجزئة والنقل وغيرها، حيث ارتفع حجم التجارة بين البلدين الى 101.2 مليار درهم خلال 12 عام، بزيادة نمو تراكمية وصلت الى 800 %.

وتزامنت الزيارة مع افتتاح الملك عبدالله الثاني «مدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان السكنية» في محافظة الزرقاء، والتي خصصت لضباط وضباط صف وأفراد القوات المسلحة الأردنية، فلقد أولت القيادة الاماراتية والأردنية أهمية كبيرة لتطوير المجالات العسكرية والأمنية، خصوصًا لو علمنا ان البلدين يقفان في صف واحد في مواجهة الارهاب والتطرف، وتاريخ التعاون العسكري فريد من نوعه، ومليء بالتدريبات والمناورات المشتركة، لرفع كفاءة القوات المسلحة في البلدين، في ظل تحديات غير مسبوقة، وعالم مضطرب مليء بالمتغيرات الديناميكية، ويتطلب رفع المستوى الأمني ضد أي تحد ممكن أن يواجهنا معا، وافساح المجال لخطط التنمية للعمل، وتحقيق مستقبل أفضل لشعوب المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى