«كونا» والعفاسي وجوائز الأوسكار
بقلم: أحمد الصراف
النشرة الدولية –
يميل البعض للانزواء، بعيدا عن الشهرة والأضواء. ويميل غيرهم للبحث عن الشهرة، بأي ثمن حتى لو تطلب الأمر اختلاق جملة ألقاب فنية أو علمية أو دراسية، وما ظاهرة تكالب البعض على إضافة حرف الدال، وأحيانا يسبقونه بحرف الألف، على أسمائهم، حقا أو باطلا، إلا نوع من البحث عن الشهرة، وشراء الاحترام، وهي الرغبة التي ربما نجدها في الغالبية الساحقة من البشر!
***
نشرت القبس قبل سنوات خبرا على صفحتها الأولى تعلق باختيار أحد كبار موظفي شركة استثمارية كويتية، لعضوية مجلس إدارة «إيمي»، التي تشتهر بجوائزها المرموقة للأغاني، والموازية في قيمتها وأهميتها لجوائز الأوسكار للأفلام!
أثار الخبر شكوكي، فصاحب الخبر لا علاقة له بالفن، ولا بالأغاني العالمية، وليس هناك ما يميزه عن غيره لكي يعين عضوا في جهة هي الأكثر سرية وانغلاقا، والأكثر تأثيرا على الرأي العام. لم يتطلب الأمر الكثير لأكتشف أن الخبر الذي سُرب، بطريقة ما، لـ القبس مختلق من أساسه!
***
يبدو أن سقطات وكالة الأنباء «كونا» لن تنتهي، فقد اتصل بها، حسب نص خبر صادر عنها، السيد «راشد العفاسي»، وهو إمام مسجد، وأخبرها بفوزه بعضوية الأمم المتحدة(!!) وأنه حصل على بطاقة العضوية بعد انضمامه لاتحاد المبدعين العرب كمستشار، واختياره لعضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع له!!
أضافت «كونا»، بلسانها ولسان العفاسي، بأنه منح العضوية تقديرا لمسيرته «الرائدة عالميا»، باعتباره من «أبرز الشخصيات المؤثرة في العالم»!!
كما أعلن العفاسي، الحائز جائزة الأوسكار للمبدعين العرب، عن فخره لاختياره للعمل في الجهات التطوعية والمنظمات الدولية.. إلخ
***
غني عن القول إن الكلام أعلاه غير دقيق. فليست هناك أصلا عضوية للأفراد في منظمة الأمم المتحدة، فهي للدول فقط. أما «المجلس الاقتصادي والاجتماعي»، التابع للأمم المتحدة في جنيف، فإنه يحرص على التعاون مع المنظمات غير الحكومية، الـNGO، ويمنحها نوعا من العضوية من خلال موقعها الرسمي، وهي عضوية مؤقتة، تتمتع بها حاليا 5000 منظمة وجمعية، من مختلف دول العالم، وتتيح لمن يمثلها فرصة زيارة مكاتب المجلس والمنظمة الدولية، والاطلاع على مراجعها ومكتباتها، والمشاركة في ندواتها، وهذا يتطلب طبعا التواجد في المدن التي تقع فيها مكاتبها، مع ضرورة إجادة الإنكليزية أو الفرنسية!
أما اتحاد «المبدعين العرب»، فليس هناك معالم واضحة ومعترف بها عما يعنيه اسمها، من أية جهة رسمية كانت! كما ليس هناك جهة معترف بها تمنح الأوسكار للمبدعين العرب! وقد ورد على موقعها المتواضع أن من يديرونها «يمنحون جوائز أوسكار» للمبدعين في المجالات الأدبية، كالشعر والرواية، ولا ذكر لأئمة مساجد. علما بأن من يقوم بوظيفة الإمامة بغير حاجة أصلا لجائزة أوسكار.. سواء من مصر أو من أم درمان.