أكملت «رحلتي مع الصحافة» في الأردن
بقلم: حمزة عليان

النشرة الدولية –

عشت نحو أسبوع في ربوع الأردن الحبيب، ووجدت الأمان والاستقرار في بلد تحيط به عوائق الجغرافيا من كل الجهات، لكن رغم كل ذلك بقي ثابتاً وفاعلاً، لأن لديه القابلية لامتصاص الصدمات الموجعة.

حمزة عليان

 

أينما جلست في الأردن يكون الهم الفلسطيني حاضراً، هذا التوصيف ليس بجديد، لكن عندما تلتقي نخبة من رجالات السياسة والإعلام والصحافة تستشعر مدى الارتباط المتجذر والمعاناة المشتركة والتوجس الدائم مما قد يحصل في الضفة الأخرى وفي فلسطين المحتلة عموماً، أين ستنتهي «الحالة الإسرائيلية» وعلى حساب من، وأسئلة أخرى تخشى ما هو قادم في ظل حكومات إسرائيلية تشبه حكومة نتنياهو بكل ما فيها من وجوه وأسماء وتوجهات تقضي على أي أمل في «حل» أو «تسوية» أو «تنازل» للفلسطينيين.

 

من يُلم بما يحصل على الأرض في القدس والضفة الغربية وحتى مناطق عرب 1948 سيقف على حقيقة أين تتجه «المسألة الفلسطينية»، وهي مرحلة في غاية الخطورة، انظروا إلى المشهد الاستيطاني ستعرفون ماذا بقي للفلسطينيين؟ توقفوا أمام ما يحصل في القدس وبالأوقاف المسيحية تحديداً، وما يجري لهم من عمليات تهجير تدركون حجم المخاطر.

 

إسرائيل وصلت إلى نقطة اللاعودة في موضوع ماذا سنعطي للفلسطينيين، وماذا تبقى لهم في ظل هذا التوسع الاستيطاني الذي يتمدد إلى كل الزوايا والأرض والأحياء، كما يتفشى مرض السرطان في جسد المريض.

 

التقيت في أكثر من جلسة مع مجموعة من الإعلاميين والسياسيين، كانت الحالة الفلسطينية بكل محطاتها أمامنا حاضرة ليس ما تعيشه اليوم فقط، بل عدنا إلى ذكريات الأمس وقبل الأمس، أمتعنا «الكاتب السياسي والمختص بالشؤون الفلسطينية والإسرائيلية الزميل حمادة فراعنة، بما لديه من حكايات ومواقف مؤثرة وجريئة في تاريخ العلاقة مع الملك حسين وأبوعمار والقيادات الفلسطينية، وشرح لنا ولمجموعة من الزملاء الذين يعرفون تاريخ نضاله السياسي وصلابته التي كلفته عشر سنوات من الدخول إلى عالم السجون، قصة «المستعمرة» في كتابه الذي يحمل الرقم «23» هو بعنوان «تطور المشهد السياسي لدى المستعمرة وفلسطين».

 

فراعنة من القلائل الذين يستخدمون كلمة «المستعمرة» للتعريف بإسرائيل، فهذا الوصف هو ما ينطبق على دولة الاحتلال بحسب قناعته، وعندما أراد استخدام هذا المصطلح في وسائل التواصل الاجتماعي لم يسمح له بذلك، بل وضع «بلوك» على اسمه لأنه خالف «المعايير المتبعة» لدى القائمين على «فيسبوك» و«تويتر» وغيرهما.

 

قبل ذلك كتب في جريدة «الدستور» الأردنية مقالأً مذكراً فيه أن عضوية هذه «المستعمرة» اشترطت لقبولها قرارات الأمم المتحدة، قرار التقسيم (181) وقرار حق عودة اللاجئين رقم (194)، وهي لم تنفذ هذين القرارين، لذلك يستلزم الأمر إعادة النظر بعضويتها للأمم المتحدة، لأنها لا تحترم قراراتها ولا تلتزم بمواثيقها، ومازالت ممعنة في استعمار فلسطين واضطهاد شعبها.

 

عشت نحو أسبوع في ربوع الأردن الحبيب ووجدت الأمان والاستقرار في بلد تحيط به عوائق الجغرافيا من كل الجهات، لكن بالرغم من كل ذلك بقي ثابتاً وفاعلاً لأن لديه القابلية لامتصاص الصدمات الموجعة،

 

وتزامنت الزيارة بعد ندوة استضافتني فيها الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة بقيادة وزير الداخلية والنائب الأسبق سمير حباشنة، حول كتابي الجديد «رحلتي في عالم الصحافة»، وسط أجواء لاهبة جداً، استدعت التحذيرات واستنفار المؤسسات المعنية بتوخي الحيطة وإجراءات السلامة.

 

كانت فرصة لتجديد اللقاءات مع مجموعة من الأصدقاء والزملاء وسط أجواء شديدة الحرارة لكن المحبين أنسونا الهبات الساخنة، ومنها «الحوار المفتوح» في البرنامج الشهير بإذاعة المملكة الذي أجراه معي الزميل حمادة الفراعنة.

Back to top button