عضوة مجلس الشيوخ في ميشيغان تعتذر لناخبيها العرب بعد سفرها إلى إسرائيل

قدمت عضوة مجلس الشيوخ سيلفيا سانتانا من ولاية ميشيغان اعتذارها الرسمي لناخبيها هذا الأسبوع بعدما تم الكشف عن سفرها إلى إسرائيل والذي قامت بتمويله جماعات مؤيدة لها، بحسب ما ذكرته صحيفة Arab News.

تتألف دائرة السناتور الديمقراطية من 40% من العرب والمسلمين، وقد تعرضت لانتقادات لاذعة من الجالية العربية لعدم كشفها عن هذه الرحلة قبل مغادرتها البلاد.

وتنفق المنظمات المؤيدة لإسرائيل في أمريكا ملايين الدولارات سنويًا لاستضافة المسؤولين المنتخبين، على جميع المستويات ومن كل ولاية، في جولات سياحية داخل البلاد، حيث يتهم النقاد هذه الرحلات بأن لها أهداف سياسية تتعلق بتقويض الانتقادات لسياسات الحكومة.

تقدر تكلفة هذه الرحلات بما يصل إلى 10 آلاف دولار للشخص، وتشمل عادة تذاكر الطيران والإقامة في الفنادق وتوفير الطعام ودليل سياحي من الحكومة الإسرائيلية.

وبموجب القانون، يتعين على المشرعين الأمريكيين الذين يشاركون في هذه الرحلات الإفصاح عن نوع الرحلة وتكاليفها في نماذج الإفصاح المالي السنوي لحملاتهم الانتخابية.

أهداف سياسية

يقول النقاد إن هذه الرحلات تهدف إلى التأثير على الآراء السياسية للمسؤولين المنتخبين الذين يشاركون فيها.

وعندما تم الكشف عن مشاركة سانتانا، تعرضت لانتقادات قاسية. وبعد عودتها من الرحلة التي استمرت 10 أيام، أقرت بأنها “كان يجب عليها أن تكون أكثر حذرًا”، وأن تتواصل مباشرة مع ناخبيها قبل قبولها الرحلة.

ونشرت سانتانا اعتذارها على حسابها الخاص بمنصة “فيسبوك” قائلة “لقد أثار انتباه الناخبين، وبالأخص أولئك الذين ينتمون للمجتمع العربي/المسلم، أنني قمت مؤخرًا بزيارة إسرائيل بصفتي عضوة مجلس الشيوخ عن الولاية. وتُعد هذه الرحلة بمثابة فرصة للمشرعين للاطلاع على العلاقة بين ميشيغان وإسرائيل”.

وأضافت: “بعد التحدث مع الأصدقاء وأعضاء المجتمع، أدركت أن وجودي في هذه الرحلة قد أثار الغضب وخيبة الأمل لدى الكثيرين في الجالية العربية / الإسلامية. لهذا أعتذر حقًا، وأطلب أن تسامحوني وآمل أن تتفهموا أنه ليس لدي أي نوايا غير طيبة، فقد كان هدفي الوحيد هو التعرف على هذه المنطقة من عالمنا، ولأفهم الأمور المتعلقة بولاية ميشيغان بشكل أفضل”.

وأنهت سانتانا منشورها قائلة إنها تأمل في أن تواصل الجاليات العربية والإسلامية دعمها، حيث أنها أدركت الآن حجم الألم والحساسية التي تسببت فيها هذه الرحلة.

قيود على السفر

قال كايل ميلين، رئيس تحرير خدمة المعلومات والأبحاث عبر الإنترنت في ميشيغان، محرر موقع Michigan Information & Research Service Inc، وهي منظمة تقدم تحليلات سياسية للمشتركين في الولاية، إن ردود الفعل السلبية ضد سانتانا كانت كبيرة، وأجبرتها على تقديم اعتذار للجالية العربية والمسلمة.

وأوضح، خلال مشاركته في البرنامج الإذاعي مع الصحفي المخضرم راي حنانيا، أن عصام سبلاني رئيس تحرير صحيفة Arab American News قد علم من مصادره عن الرحلة، وأن السناتور الديمقراطية قامت بالسفر إلى إسرائيل برعاية الاتحاد اليهودي في جنوب شرق ميشيغان.

وأضاف قائلًا إن هذه الرحلات ليست جديدة، ويتم تنظيمها للمشرعين منذ سنوات عديدة. فهم يدفعون تكاليف تذاكر الطيران إلى إسرائيل، وبمجرد وصولهم يتكفل الاتحاد بالإقامة والوجبات.

وخلال أيام الرحلة، يتعرف هؤلاء المشرعون، الذين عادة ما يتراوح عددهم من 10 إلى 15، على الثقافة والبيئة السياسية للبلاد وبعض الروابط الاقتصادية بين إسرائيل وميشيغان، والمشاريع المشتركة لبعض الشركات الموجودة في كل من ميشيغان وإسرائيل.

وأضاف ميلين أن هذا الأمر لا يحظى بتغطية إعلامية واسعة، وأنه يتم الكشف عنه من خلال المصادر الخاصة، فالاتحاد اليهودي و المشرعين لا يحبون الإعلان عن هذه الرحلات، خاصة في هذه الأيام عندما يكون هناك اشمئزاز لدى الناخبين من مشرعين يقومون بما يعتبرونه “رحلات غير ضرورية”.

واستطرد قائلًا إن الناخبين لا يعتقدون أن هذه الرحلات ستعود بالفائدة عليهم، وإنما هي امتياز يحصل عليه المشرعون بالحصول على رحلة مجانية، حيث يذهبون إلى هذه الأماكن ويتم تكريمهم ويستمتعون بأوقاتهم.

وأقر الكونغرس تشريعات لتقييد السفر خارج البلاد، ويمنح المشرعين تعويضًا عن رحلات العمل الرسمية المتعلقة بمناصبهم في الكونغرس. ومع ذلك، يتطلب القانون الكشف العلني عن السفر الممول من المنظمات الخاصة.

على الرغم من أن القيود المفروضة على أعضاء الكونغرس تختلف كثيرًا عن تلك المفروضة على أصحاب المناصب على مستوى الولاية والمجالس المحلية، يجب الكشف علانية عن التبرعات من أي نوع إلى مسؤول منتخب بغض النظر عن موقف الحكومة – سواء كان فيدراليًا أو حكوميًا أو محليًا.

في يونيو الماضي، لم يقم العديد من أعضاء مجلس مدينة نيويورك، الذين استضافتهم جماعات مؤيدة لإسرائيل في رحلة دعائية إلى البلاد، بالإبلاغ عنها في استمارات الإفصاح. وصرح المسؤولون أنهم سيقومون بتعديل هذه الاستمارات لتتضمن الرحلات.

وأوضح السيد ميلين أنه لا يوجد نظام يراقب بوضوح هذه الرحلات السياسية المدفوعة من منظمات أجنبية. ففي العام الماضي، أظهرت سجلات الكونغرس أن أكثر من 2.6 مليون دولار تم صرفها على “السفر الممول من قبل الجهات الخاصة” إلى إسرائيل لعدد من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين والجمهوريين.

وكان الديمقراطيون، الذين يدعون علنًا للسلام في الشرق الأوسط، وتحدثوا لصالح حقوق العرب والمسلمين، هم المستفيدون الرئيسيين، بما في ذلك النائب هاكيم جيفريس الذي زار إسرائيل مرتين في العام الماضي.

وخلال الحملة الانتخابية للعام 2021-2022، قدمت اللجان العملية السياسية المؤيدة لتل أبيب، أو PACs، تبرعات تجاوزت 5.4 مليون دولار لأعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ، بما في ذلك تمويل الحملات الانتخابية وتغطية تكاليف الرحلات إلى إسرائيل. كما قدمت أكثر من 17 مليون دولار في موسم الانتخابات 2021-2022 لدعم المرشحين للمناصب العامة.

ترجمة: مروة مقبول / صوت العرب

زر الذهاب إلى الأعلى