هذا المطلوب من القوات الأميركية بالشرق الأوسط.. مصادر توضح
النشرة الدولية –
العربية. نت – بيير غانم –
تدور حوارات ونقاشات بين العسكريين الأميركيين من جهة ونظرائهم من العالم العربي حول مستوى التهديدات التي تواجهها الدول العربية ومستوى القوة الأميركية الموجودة في المنطقة.
ويبدو أن تلك الحوارات بحسب مصادر العربية والحدث تكون في بعض الأحيان “حامية”، ولا تخلو من انتقادات عربية للأميركيين مع أن هؤلاء أرسلوا في الأسابيع الماضية المزيد من القوات إلى المنطقة.
غير كافية
فقد اعترض العسكريون وممثلو الدول العربية في اجتماعات عقدت مع الأميركيين على هذه الخطوة، واعتبروا أنها “غير كافية”، حيث إن إرسال سربين من طائرات إف 16 وإف 35 ومدمرتين مع السفن التابعة لها، لا يوازي على الإطلاق الخطر المحدق.
فالأميركيون أرسلوا هذه القوة الإضافية خلال الأسابيع الماضية عندما تعمّدت إيران مهاجمة السفن التجارية في المياه الدولية وكانت تعبر في مضيق هرمز وخليج عمان وبحر العرب، وكان هذا تكراراً لمحاولات إيرانية مماثلة خلال الربيع الماضي.
وأبدت القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة من خلال قيادة الأسطول الخامس وقيادة القوات الجوية الأميركية في العديد والقيادة المركزية، حرصاً على نشر بيانات حول عمليات الانتشار.
كما أكدت بالصور وصول الأسراب المقاتلة، كما أشارت إلى وصول المدمرتين والسفن المرافقة، ثم نشرت صوراً للقوات الجوية وهي ترافق السفن وتحلّق فوق مياه هرمز وخليج عمان.
كذلك نشرت منذ أيام صوراً لطائرات عمودية بريطانية تشارك في عمليات الانتشار والهبوط على متن السفن الأميركية.
الالتزام الأميركي
أما الهدف من كل ذلك، فسعي الولايات المتحدة إلى التأكيد أنها ملتزمة بأمن الملاحة التجارية الحرة في المضائق. وقد اتخذ وزير الدفاع الأميركي قرار إرسال المزيد من القوات عندما قاطعت القوات الإيرانية مسار ناقلتي نفط على علاقة بشركات أميركية يوم عيد الاستقلال، في الرابع من تموز يوليو الماضي، وقاطعت هذه الأحداث مسؤولي البنتاغون عن المشاركة في الاحتفالات.
لكن المسؤولين العسكريين العرب الذين شاركوا في النقاشات نظرائهم الأميركيين، أبلغوا أن هذه الإضافة في الخليج العربي “ليست كافية” وهي ربما تعالج جزءاً من المشكلة، أي ردع الإيرانيين عن السيطرة على السفن التجارية، وأحياناً إحباط هذه المساعي الإيرانية.
وأكد الجميع أن إضافة المسيرات البحرية الأميركية والمسيرات الجوية وسرعة الاستجابة لنداء استغاثة من سفينة تتعرّض للقرصنة، “يساعد لكنه غير كافٍ”.
انتقادات
فبرأي العسكريين العرب أن القوات الإيرانية ما زالت قادرة على مهاجمة السفن في مياه أوسع ومفتوحة وأقرب إلى المحيط، والأهم “أن إرسال قوة أميركية إضافية يثير غضب الإيرانيين وهذا سيدفعهم إلى محاولة إحباط عمل القوات القليلة الأميركية الموجودة في المنطقة” .
وبحسب مصادر العربية والحدث تلقى الأميركيون انتقادات من نظرائهم العرب بالضبط بسبب هذه القوة الأميركية القليلة التي “تثير المشاكل ولا تمنع الخطر”.
لاسيما أن إيران امتلكت خلال السنوات الماضية ترسانة أكبر من الصواريخ والمسيرات، وباتت لديها القدرة على تطوير الكثير من هذا العتاد ليكون عتاداً دقيقاً يهدد كل الدول حولها، بمسافة تصل إلى أبعد من 3000 كلم، وهذا يعني أن العدد الذي يصل بالآلاف من هذه الصواريخ والمسيرات قادر على أن يهدد اقتصادات الدول المحيطة، كما أنه قادر على تهديد المرافق الحيوية في هذه الدول.
ومع دخول إيران في تعاون عسكري مع روسيا، فهم الأميركيون أن منطقة الشرق الأوسط ستتعرّض إلى المزيد من المخاطر، خصوصاً أن موسكو قادرة على منح طهران تكنولوجيا تساعدها على رفع دقة الترسانة من الصواريخ والمسيرات.
لكنهم “لم يفعلوا أكثر من التحدّث إلى نظرائهم في العالم العربي عن هذا الخطر وضرورة الاستعداد له” بحسب أكثر من مصدر في واشنطن.
المطلوب أكثر بكثير
وبحسب مصادر العربية والحدث، أبلغ العسكريون العرب، نظراءهم الأميركيين “أن على الولايات المتحدة أن تعيد النظر في مستوى القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة” وأن تزيد من مستوى العتاد والجنود الأميركيين لمواجهة الخطر المحدق بالمنطقة واقتصاداتها وبالمصالح العربية والأميركية.
كما ذهب بعض المتحدثين إلى التأكيد على الأميركيين أن من الضروري استبدال الخطط الأميركية السابقة بخطة عسكرية ضخمة، تقوم على مبدأ القوة الفائقة الأميركية وبيع الأسلحة الأميركية المتطورة التي تحتاجها الدول العربية.
يعود هذا المطلب إلى عوامل عديدة، فمنذ أكثر من عشر سنوات بدأت الولايات المتحدة خفض القوات في الشرق الأوسط، وسحبت حاملات الطائرات وما يتبعها من سفن إلى مناطق أخرى في العالم، خصوصاً إلى منطقة المحيط الهادئ.
كما اعتبرت إدارة باراك أوباما في حينه، أنه لا ضرورة لهذه القوة الفائقة في منطقة تتراجع أهميتها لدى الولايات المتحدة، كما أن أوباما وإدارته اعتبرا أنه لا يمكن التحاور مع إيران وشهر السلاح بوجهها في الوقت ذاته بل يجب إبداء حسن النوايا.
مستوى 40 ألف جندي
كلك أجرى البنتاغون مراجعة لهذه السياسة في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، ووصل إلى نتيجة مماثلة، فاعتمد الأميركيون منذ ذلك الحين مستوى 40 ألف جندي وما دون في هذه المنطقة.
وشهدنا خلال السنوات الماضية خروج قوات أميركية، وسحب بطاريات باتريوت، وإعادة توزيع القوة الموجودة على الأرض.
كما أدخل وزير الدفاع الحالي لويد أوستن مبدأ “الردع المدمّج” واعتمد على “الانتشار السريع” وإرسال قوات استراتيجية جوية إلى المنطقة، مثل طائرات بي 52 ومقاتلات إف 22، وهذا ما يعتبره العسكريون العرب لدى التحدّث إلى نظرائهم الأميركيين ” غير كافٍ”.
فقد طالبوا نظراءهم الأميركيين، بحسب مصادر العربية والحدث، بأن يبحثوا جدّياً في إعادة العديد من القوات إلى مستويات أعلى من 40 ألف بكثير، وأن يعيدوا بطاريات باتريوت إلى المنطقة، ويحشدوا المزيد من القوات البحرية، وأن يطرحوا جدّياً إقامة منظومة عسكرية متكاملة عربية أميركية قادرة على حماية كل المرافق الحيوية واقتصادات الدول في المنطقة.
المطلوب.. سلاح
أما من أهم ما يطرحونه فهو أن يتخلّى الأميركيون عن عرقلة تسليح حلفائهم في المنطقة، وقد أبدوا إصراراً بحسب مصادر العربية والحدث على “أنه من الضروري أن تحصل الجيوش العربية على العتاد الدفاعي الضروري وعلى العتاد الهجومي أيضاً بحيث تفهم أي جهة أن تهديد أمن هذه المنطقة سيتمّ ردعه على يد الجيوش العربية والأميركية مجتمعة، كما أن الردّ على أي اعتداء سيكون ممكناً بعد استحواذ الدول العربية على العتاد الضروري لذلك”.