الأردن والتوازن السياسي في المنطقة
بقلم: د. اسمهان ماجد الطاهر

النشرة الدولية –

الرأي الأردنية –

الأردن أرض ذات جذور تأريخية عريقة، وهي شريان روح للشرق الأوسط، فأراضي الأردن، تعمل كحلقة وصل استراتيجية تربط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، فمنذ فجر الحضارة، لعبت الجغرافيا الأردنية دورا مهما، كقناة للتجارة والاتصالات.

الأردن يقوم بدور فعال في ربط الشرق والغرب. وما زال الأردن مستمرا في القيام بدوره السياسي المشرف.

في غضون الأسابيع الماضية، التقى جلالة الملك عبد الله الثاني، وسمو ولي العهد الأمير الحسين في بيت الأردن، مساعد الرئيس الأميركي ومنسق البيت الأبيض لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك.

وتم خلال اللقاء، مناقشة علاقات الصداقة المتينة التي تربط الأردن والولايات المتحدة الأميركية، وسبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وقد جرى في اللقاء بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وأكد جلالة الملك ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقد تبع زيارة بريت ماكغورك نائب مساعد الرئيس الأمريكي، ومنسق البيت الأبيض لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، زيارة الرئيس الفلسطيني عباس إلى الأردن، حيث وصل إلى عمان في زيارة كانت غير معلنة مسبقا والتقى خلالها جلالة الملك عبد الله الثاني.

وفي خلال اللقاء تم التأكيد على موقف الأردن» الثابت «تجاه القضية الفلسطينية والاستمرار في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس بموجب الوصاية الهاشمية عليها.

لقد أكد الملك عبد الله على دعم الأردن» الكامل «للفلسطينيين في نيل حقوقهم وقيام دولتهم المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وخلال نفس الفترة كان قد استقبل الملك عبد الله الثاني، ومعه ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله، الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، الذي قام بزيارته الأولى للأردن بعد توليه منصبه. الزيارة هدفت إلى تعزيز آفاق التعاون والمصالح المشتركة بين البلدين، وتم خلالها بحث وجهات النظر حول المستجدات في المنطقة والعالم.

الأردن كان دائما حريص على إقامة علاقات عربية ودولية مبنية على تعاون متين على مختلف الأصعدة، بما يضمن منافع ملموسة للشعوب العربية.

لقد عمل دائما على التنسيق والتعاون لحل الخلافات السياسية العرضية، في المنطقة.

العالم العربي منذ سنوات يواجه مجموعة واسعة من التحديات المشتركة، منها تحفيز الاقتصاد وتطويره لخلق فرص عمل للأجيال القادمة، وتعزيز الحوكمة والإصلاحات، ومكافحة الفساد، ومعالجة قضايا اللاجئين والمياه، فضلا عن مكافحة المخدرات، وتعزيز خدمات التعليم والرعاية الصحية، ومعالجة المخاوف البيئية فيما يتعلق بالبيئة والتنمية، كل تلك التحديات جعلت التعاون العربي المشترك ضرورة ملحة لمعالجة الأزمات، وهذا ما آمن به الملك عبد الله الثاني في جميع تحركاته الإقليمية والعالمية.

الأردن في السنوات القليلة الماضية، قاد منظومة عمل تعاونية، من خلال التشاور والتنسيق والعمل الطويل مع الأشقاء العرب، للتصدي للمخاطر الاقتصادية والتحديات المتجددة.

لقد أمن الأردن دائما بأهمية الجهود التعاونية والتخطيط الفعال، لتحسين مستويات المعيشة الإقليمية، التي تشهدها المنطقة نتيجة الصراعات والتوترات. وقد ساعدت علاقة الأردن الوثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، على لعب دور محوري في قضايا الشرق الأوسط الرئيسية.

لقد لعب الأردن دورا مهما لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ودورا استراتيجيا رئيسيا في الحفاظ على السلام في الشرق الأوسط، وما زال في سعى دؤوب لتحقيق التطوير بالمنطقة.

الأردن له دورا كبيرا في الحفاظ على التوازن السياسي والإنساني في المنطقة، كيف لا وهو شريان قلب للقضية الفلسطينية وهي القضية الأولى في المنطقة العربية. حمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا

زر الذهاب إلى الأعلى