البرهان يظهر خارج مقر القيادة العسكرية لأول مرة منذ بدء الحرب
النشرة الدولية –
ظهر قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في تسجيل مصور وهو خارج مجمع قيادة الجيش وذلك لأول مرة منذ بدء الحرب مع قوات الدعم السريع قبل أربعة أشهر.
وظهر البرهان في التسجيل المصور الذي قال الجيش إنه التقط في قاعدة وادي سيدنا الجوية في أم درمان، ويبعد حوالي 30 كيلومترا من مقر وزارة الدفاع في الخرطوم، وهو يلوح للجنود المرحبين به.
وقال في التسجيل «احييكم، وأنتم شغالين شغل فعلا يخلي الناس تطمئن إن الجيش فيه رجال، وإن السودان يحرسه الجيش».
ويأتي هذا التسجيل في الوقت الذي تشن فيه قوات الدعم السريع هجوما مستمرا منذ أيام على قاعدة سلاح المدرعات في جنوب الخرطوم وهي القاعدة الرئيسية الوحيدة الأخرى للجيش بعيدا عن مقر القيادة.
ولم يتضح كيف استطاع البرهان مغادرة الخرطوم، لكن المحلل كاميرون هدسون من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قال إن ذلك يشير إلى أن قوات الدعم السريع ربما منيت بخسائر كبيرة في معارك مكلفة، ما سمح للجيش بالتحرك بحرية أكبر.
وتظل قاعدة وادي سيدنا الجوية في أم درمان التي ظهر فيها البرهان محمية بشكل جيد على الرغم من محاولات قوات الدعم السريع مهاجمتها. وتتواصل الاشتباكات بين الطرفين في المدينة في ظل سعي الجيش إلى قطع طريق إمداد رئيسي لقوات الدعم السريع وهو جسر شمبات المؤدي إلى مدينة بحري.
وكثيرا ما سخر الفريق أول محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، من البرهان بسبب ما وصفه باختبائه في قبو، رغم أن دقلو نفسه لم يظهر سوى في تسجيل مصور واحد منذ بدء الحرب وهو يتحدث إلى جنوده خارج منزل في موقع غير محدد الشهر الماضي.
وتسبب القتال في أزمة إنسانية مع إغلاق المستشفيات وانقطاع الكهرباء والمياه ونقص الغذاء، كما يهدد موسم الأمطار الذي بدأ الشهر الماضي بتدهور الأوضاع ويثير مخاوف تفشي الأمراض وعرقلة حركة النقل.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن ما لا يقل عن مليوني طفل أجبروا على ترك منازلهم منذ اندلاع النزاع ف بمعدل يزيد عن 700 طفل نازح جديد كل ساعة، مشيرة إلى أنه مع استمرار العنف في تدمير البلاد فان التقديرات تشير إلى أن أكثر من 1.7 مليون طفل يتنقلون داخل حدود السودان بينما عبر أكثر من 470 ألف طفل إلى البلدان المجاورة.
وأوضحت المنظمة في تقرير لها أن ما يقرب من 14 مليون طفل سوداني هم بحاجة إلى الدعم الإنساني بشكل عاجل، خاصة أن العديد منهم يواجهون تهديدات متعددة وتجارب مرعبة كل يوم، موضحة أنه وبصرف النظر عن بؤر الصراع مثل دارفور والخرطوم فإن القتال العنيف قد انتشر حاليا في مناطق أخرى مأهولة بالسكان بما في ذلك جنوب وغرب كردفان مما يحد من تقديم الخدمات المنقذة للحياة وإمكانية الوصول اليها لمن هم في أمس الحاجة اليها.
وحذرت المنظمة ـ استنادا إلى أحدث تصنيف متكامل للأمن الغذائي في السودان ـ من أن انعدام الأمن الغذائي آخذا في الارتفاع وقدرت أن ما يصل إلى 20.3 مليون شخص في السودان سيعانون من انعدام الأمن الغذائي بين يوليو وسبتمبر 2023 ونصفهم على الأقل من الأطفال، مشيرة إلى أن هذا يعني أن أكثر من 10 ملايين طفل من المرجح أن يقللوا من كمية أو نوعية الطعام الذي يتناولونه من أجل البقاء على قيد الحياة كما أنه وفي كثير من الحالات ستضطر الأسر إلى القيام بالأمرين معا.
وحذرت المنظمة كذلك من خطر تفشي الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك وحمى الوادي المتصدع وشيكونجونيا خاصة مع بداية موسم الأمطار والتي تكون فيها مثل هذه المخاطر أعلى بكثير، مضيفة أن أكثر من 9.4 ملايين طفل في الوقت الحالي يفتقرون إلى مياه الشرب الآمنة في السودان بينما يتعرض 3.4 ملايين طفل دون سن الخامسة لخطر الإصابة بأمراض الإسهال والكوليرا.