فاطمة المزروعي.. الأدب النسوي الإماراتي سيتصدر الجوائز العالمية

التدوين اليومي وكتابة المذكرات وسيلة الكاتب لتطوير تجربته

النشرة الدولية –

العرب  الحبيب الأسود –

تعتبر الكاتبة الإماراتية فاطمة المزروعي من أبرز الأسماء الإماراتية والعربية في الساحة الأدبية، إذ تتنوع إنتاجاتها بين مختلف أجناس الأدب، وهو ما حقق لتجربتها ثراء كبيرا. في هذه المقابلة مع “العرب” تكشف المزروعي عن بعض رؤاها ومواقفها من الأدب والكتابة وتطرح عددا من أفكارها التي يمكن من خلالها الاقتراب أكثر من عالمها الأدبي.

بين القصة والرواية والقصيدة والمسرح والسيناريو والكتابة للأطفال والعمود الصحفي تتراوح اهتمامات الكاتبة الإماراتية فاطمة المزروعي في مسار تجربة أدبية ثرية ومتميزة، تتخذ أبعادها من البيئة المحلية والذاكرة الجمعية ومن التاريخ الذي تخصصت فيه أكاديميا وتعمل في فضائها الواسع اليوم من خلال وظيفتها رئيسا لقسم الأرشيفات التاريخية بمؤسسة الأرشيف الوطني بأبوظبي.

وتعتبر المزروعي التي نشرت ما لا يقل عن عشرين إصدارا، صيّادة جوائز بامتياز، إلى جانب نجاحها في تشكيل قاعدة عريضة من القراء والمتابعين، وفي إغراء عدد من الناشرين لترجمة مؤلفاتها إلى لغات عالمية كالإنجليزية والألمانية والأوردية، بالإضافة إلى بروز نصوصها المسرحية على صعيد واسع وخاصة من خلال تقديمها على الخشبة كمسرحية “الطين والزجاج” لفرقة المسرح الوطني بالشارقة التي حظيت بنجاح كبير.

تقول المزروعي إن تنوع الاهتمامات الأدبية ساعدها على استخدام لغة شعرية وسينمائية وقصصية في أثناء السرد وعرض الفكرة، وهو ما بدا واضحا في كتاباتها المختلفة التي تدور حول قضايا المجتمع وتقترب من مشاكله وهمومه وواقعه، وتعبّر عن خصوصياته بكل جرأة، وهو ما جعل الناقد هيثم الخواجة يشير في كتابه “تشظيّات الإبداع الأدبي عند فاطمة المزروعي” إلى أن قراءة النتاجات الإبداعية عندها تعني فوائد لا حصر لها، فهي تمثل حقلاً منيرا وبستانا مزهرا وحديقة مشرقة للمعرفة والأفكار والثقافة والجماليات والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية المعاصرة، إذ إن قصص فاطمة المزروعي ورواياتها ذات وجوه متعددة ومختلفة الأطروحات الواعية، وحوار يتغلغل في النفس الإنسانية التي تناصر الحقيقة، وترغب في أن تقف منذ الطفولة ضد من يظلم، أو يجهل معنى الحياة وإنسانية الإنسان، فكتابة المزروعي بحسب قراءة الخواجة، تميل إلى محاكاة إيقاع الحياة، وفيها نبش للواقع النفسي والعلاقات الاجتماعية، وتحليق في فضاءات النسيم العليل.

الكتابة رسالة

ب

العرب: تعددت أشكال الكتابة عندك بين القصة والرواية والمسرح والشعر والسيناريو، فكيف تجدين العلاقة بين تلك الأشكال؟ وأيها ترينه الأكثر تعبيرا عن ذاتك واحتواء لقدراتك التعبيرية؟

فاطمة المزروعي: في رأيي الأجناس الأدبية جميعها مترابطة ومتشابكة، ولا يمكن فصل جنس أدبي عن الآخر، كنت أشعر بأن لدي الكثير لقوله ولكن بطرق متعددة، لقد كان لكل جنس أدبي وقته وفكرته وتفاصيله، وهذا الأمر ساعدني بشكل كبير على الدخول في معترك الكتابة، حيث تعتمد الكتابة الإبداعية في المقام الأول على حالة الكاتب النفسية والشعورية ومدى استعداده لتكملة مشروعه الروائي مثلا، ففكرة الرواية أو أحداثها أو شخصياتها تأتيني من اللا وعي حتى أكتبها، بمعنى أنني أوجد الفكرة ثم أسقطها كقالب جاهز في الرواية أو المسرحية أو السينما.

الفكرة تولد في مكانها الصحيح مثل الرواية، لذلك كان لدي ذلك الاستعداد الفطري للكتابة في مختلف المجالات الأدبية، والرواية هي أقرب الأجناس الأدبية إلي، حيث تتيح بيئة خصبة لطرح الرؤى والأفكار ومكنونات النفس البشرية وما تعانيه من حالات إنسانية من فرح وحزن وألم وتعاسة وغربة وفقد، كما أنني أحاول الاستفادة مما أتاحته لي الرواية في عرض قضايا اجتماعية وتاريخية لإسقاطها على الواقع المعاصر، كما أنني أستطيع أن استخدم لغة شعرية وسينمائية وقصصية في أثناء السرد وعرض الفكرة، فالرواية أصبحت في الوقت الحالي محط أنظار جميع الكتاب والنقاد والمهتمين بهذا الجنس الأدبي الفضفاض الذي يعتبر في هذه الفترة بمثابة جواز مرور الكتّاب، كما يمثل ديوان العرب الجديد لذلك نرى الجميع يتهافت عليه دون خلفية ثقافية أو معرفية لكتابة الرواية، وإنما فقط لمجرد التقليد وركوب الموجة.

بالنسبة إلي اكتشفت في نفسي موهبة الكتابة السردية منذ الصغر ومن وازع شخصي ودون مؤثرات خارجية، لذلك ظهرت تلك الموهبة عفوية وصادقة انعكاسا للاهتمامات الثقافية والمعرفية وقد لعبت القراءة دورا كبيرا في تنمية هذه الموهبة وساهمت في تطورها وإعطائها في كل مرة منحى مختلفا وأسلوبا جديدا وتقنية متفردة.

العرب: في كتاب “فاطمة المزروعي وتشظيات الإبداع الأدبي” يقول الناقد الدكتور هيثم الخواجة إن كتاباتك تمتاز بميل إلى محاكاة إيقاع الحياة، وفيها نبش للواقع النفسي والعلاقات الاجتماعية، وتحليق في فضاءات النسيم العليل، فكيف اكتسبت تلك الخصوصيات؟ وهل يمكن الحديث عن تجربة متفردة لفاطمة المزروعي في المكتبة الإماراتية كما يشير بعض النقاد؟

فاطمة المزروعي: لقد أنجزت الكثير من الأعمال الأدبية المتعددة في الرواية والشعر والمسرح والسينما التي تدور حول قضايا المجتمع وتقترب من مشاكله وهمومه وواقعه بكل مصداقية، لقد كانت الكتابة بالنسبة إلي همّا ورسالة وكانت أعظم إنجازاتي هو كتابة تلك النصوص التي تلامس القلوب وتمنح القراء فرصة التحليق والتفسير والشعور بأنهم جزء من المنجز الإبداعي، وتشكيل نهايته وفق رغبتهم.

إنني أؤمن بأن فعل الكتابة أداة مثلى وهامة لنشر المعرفة وأساسا الرغبة في التنوير، وأعتقد أن هذه وظيفتها منذ فجر تاريخها، وأيضا ستبقى هذه وظيفتها رغم كل النظريات التي تدرسها وتوزع أدوارها ووظيفتها ورسالتها.

إن هذه الدراسة وغيرها من الأعمال النقدية لها أهمية كبيرة في تسليط الضوء على الأدب الإماراتي، والتركيز على الأعمال المهمة التي تسلط الضوء على قضايا المجتمع. مع العلم أن هذه الدراسات وغيرها، تحتاجها المكتبة العربية لتقريب الرؤى والأفكار ومشاركة العالم العربي ومخاطبة عقله بأعمال رزينة تجد موقعها المناسب لتكون في متناول يد المتخصصين، ومثل هذه الدراسات تكون نادرة نوعا ما بسبب انصراف الكتاب إلى الأجناس الأدبية الأخرى، في حين نحتاج إلى كتب أكاديمية متخصصة تتناول الأعمال بالنقد البناء ويمكن إتاحتها في الجامعات والمكتبات والمعاهد المتخصصة للأدب ودراسته وتقييم أفكار الكتاب والباحثين بشكل عام.

العرب: بدأت الكتابة في سن السابعة عشرة، فكيف كان تأثير البيئة الاجتماعية في ذلك؟ وإلى أي مدى استفدت من اكتشافك المبكر لموهبتك الأدبية؟

فاطمة المزروعي: لقد ساهمت الحكايات التراثية والشعبية التي كنا نسمعها من الجدات في صقل المواهب، فقد كانت لتلك الخرافات والقصص أثر كبير وتشجيع على فعل الحكي، وبالأخص أن مجتمع الإمارات فيه الكثير من الأساطير والأمثال التي تعكس الحياة الاجتماعية، لقد كان لتلك القصص فعل يشبه السحر ولاسيما أنها كانت تستثير الخيال، بحيث صارت تلك القصص جزءا من حياتي اليومية، وصرت أحاول أن أعيد كتابة الحكاية وأضيف عليها تفاصيل الحياة الواقعية التي أعيشها.

استفدت من القراءة والكتب ومجالسة الصديقات وحكايات وجلسات الجارات وحكايات الأمهات، لقد ساهمت الأماكن وذكريات الناس في المجتمع الذي أعيش فيه في زيادة مفردات الكتابة، وأضافت على قاموسي الكثير من الموضوعات والأفكار، ولعل الكتابة اليومية كان لها صدى كبير في حياتي، وقد ساهمت الكتابة المبكرة في عملية إصدار كتاب قصصي بعنوان “ليلة العيد” صادر عند دائرة الثقافة في الشارقة وتبعها احتفاء بالكتاب وتقييم من النقاد، وهذه التجربة قد أفادتني كثيرا في أعمالي اللاحقة، عملية النقد ساهمت في تطوير قلمي وساعدتني كثيرا في تجنب الهفوات والبحث عما هو جديد ومميز ويضيف إلى تجربتي الجديد.

التدوين اليومي

ي

العرب: تميلين في أعمالك الأدبية إلى الغوص في أعماق المجتمع فكيف تتعاملين مع المحاذير الاجتماعية؟ وهل تعتقدين أن المرأة العربية الكاتبة قادرة على التنصل منها؟

فاطمة المزروعي: إن محور كتاباتي الإنسان، كنت أرغب بنقل جميع تفاصيل الحياة الواقعية بكل ما فيها من صعوبات ومرارة وألم وحزن بعيدا عن الشكليات والتشبيهات والاستعارات والانطباعات الشخصية، لقد كانت كتاباتي تصور قضايا المجتمع والبشرية بكل دقة، وبالأخص قضايا المرأة، لقد تناولت في أكثر من عمل روائي مثل رواية “كمائن العتمة” و”زاوية حادة” و”قصتي الأخرى” قضايا الطلاق والعنف والحب والخيانة والضياع والكبت والعادات والتقاليد التي تقف أحيانا أمام المرأة وتصعب عليها الحياة، ورغم أني كنت أتناولها بحذر وبنوع من القلق أثناء الطرح، ولكن هذه الأعمال أثارت الكثير في المجتمع وتطرق إليها الكثير من الصحف والنقاد متناولين هذه الأعمال بنوع من الجدية والدراسة والطرح.

لقد تناولت أنماطا مختلفة من النساء اللواتي يعانين من المجتمع وأتوقع أن الكاتبة العربية قادرة اليوم على الكتابة عن همومها ومشاكلها وأوضاعها، وقد رأينا الكثير من الكتابات التي تناولت قضايا المرأة واستطاعت صاحباتها تغيير الأوضاع والقوانين في مجتمعاتهن.

العرب: توجهت إلى الكتابة للطفل، وهي أصعب أنواع الكتابة على الإطلاق، فكيف وجدتها؟ وإلى أي مدى تعمقت فيها؟ وكيف تختارين مواضيعك لمخاطبة الأطفال؟

فاطمة المزروعي: بدأت مشروع الكتابة للأطفال في وقت متأخر جدا، لاسيما بعد أن نضجت تجربتي الكتابية، لأنني مؤمنة جدا بأن الكتابة للطفل تحتاج إلى الفهم والبحث والتقصي عن الأفكار ومراعاة نفسيته ومستواه العقلي وتعليمه وتطورات الحياة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وغيرها.

الكتابة للطفل تتطلب التجديد والبحث عن الابتكار والإبداع في الطرح، حتى تخاطب تلك الأعمال والقصص عقلية الطفل وتحثه على التفكير بشكل دائم، لهذا لا بد لنا أن نحاول ربط الطفل بتراثه وبتاريخه، فما نكتبه للطفل اليوم سوف يؤثر عليه في المستقبل، كما أن التأهيل النفسي هام للطفل من خلال شكل الكتاب ورسوماته وألوانه حتى يجد متعة بصرية أولا ثم متعة في القراءة، لذلك فأغلبية قصصي تركز على التاريخ والتراث وتناول قصص المنجزات التي حققتها الإمارات على جميع المستويات.

ورغم أنني مقلة جدا في الكتابة للطفل حاليا إلا أنني فخورة بالأعمال التي قدمتها وكتبتها للطفل والتي تم تناولها بالنقد وحظيت باهتمام الإعلام والصحافة، وقد لقيت صدى طيبا وجميلا لدى الأطفال في جميع الفعاليات والمحاضرات والورش والقراءات الموجهة إليهم سواء في المدارس أو حتى المعسكرات الصيفية أو في الفعاليات عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الأعياد والمناسبات الوطنية، أتوقع أننا بحاجة مستمرة إلى التجديد والابتكار والبحث عن الأفكار الخلاقة لأطفالنا حتى نساعدهم على نمو عقولهم والتكيف مع الذكاء الاصطناعي بكل ثقة.

العرب: أنت تعتبرين أن الكتابة الإبداعية تعتمد في المقام الأول على ترجمة الأفكار التي تجول في العقل، ما يحتم نقلها بسرعة على الورق، فكيف تتجاوبين مع الشرط في ظل اكتظاظ وقتك بتعدد وتنوع اهتماماتك؟ وكيف تعملين على إسقاط الموانع أو الحواجز التي قد تعيق العقل من نثر الأفكار؟

فاطمة المزروعي: الكتابة اليومية ساعدتني جدا على صقل موهبتي، ورغم صعوبتها في ظل العمل والدراسة والاجتماعات الدورية وكتابة العمود اليومي، ولكن بطبيعتي أعمل دائما على إدارة الوقت وتسجيل جميع الأفكار على دفاتر الملاحظات، وفي التلفون وعلى الأوراق وأحيانا أسارع بكتابتها بشكل مسترسل، بمعنى عندما تأتيني فكرة وتستعجلني على كتابتها، وبرغم الضغوط فإنني أكتبها حتى لو كانت كتابة أولية وأعود إليها فيما بعد حتى أقوم بتنقيحها.

هذه الفكرة وغيرها من الأفكار أسجلها بشكل دوري، ربما أحيانا البعض يتفاجأ عندما أخبرهم بأنني أثناء الضغط أستطيع الكتابة بشكل أفضل، وبعض الأفكار التي تتولد أثناء الكتابة تكون بمثابة أفكار مذهلة، غريبة، قد تثير في داخلي الكثير من البهجة والغرابة والضحك أحيانا، وربما تخفف علي الضغط.

عملية التدوين اليومي مهمة جدا وكتابة المذكرات تساهم بشكل كبير في زيادة المفردات، وفي كتابة التفاصيل الصغيرة، وتسجيل المواقف اليومية، وهذه الهواية أعشقها منذ طفولتي فقد ساهمت في تنشيط ذاكرتي واستغلال المواقف والذكريات وربما سجلت بعض التفاصيل التي قد نفقدها أحيانا بسبب المواقف التي نمر بها.

هناك الكثير من الأمور والأحداث الدقيقة في تلافيف عقولنا قد لا نهتم بها ولا نعطيها بالا ولكن نكتشف فيما بعد قيمتها أثناء البدء بالكتابة، إن الأفكار موجودة على قارعة الطرق وفي العقول وفي الأماكن التي نزورها، وعبر نوافذ الجيران نسمعها، نشاهدها ولكن تدوينها المستمر يساهم في الحفاظ عليها وأغلبية أفكاري هي نتاج تعاملي اليومي معها.

العرب: إلى أي مدى كان تأثير تخصصك الدراسي في التاريخ والعلوم السياسية على إنتاجك الأدبي؟ وهل يمكن أن ننتظر منك أعمالا سردية مستوحاة من تاريخ الإمارات والخليج؟

فاطمة المزروعي: حبي للتاريخ والقصص والحكايات التاريخية والتراثية ساهم كثيرا في دخولي هذا التخصص الممتع، وحاليا في إطار استكمال دراستي في مجال الدكتوراه في نفس التخصص، لقد ساهم هذا التخصص في نضجي وزيادة فضولي لمعرفة المزيد عن التاريخ وقصص الماضي، فالبحث التاريخي له أساسياته ومصادره المهمة وقد ساهمت في كتابة المئات من المقالات التاريخية والتراثية في عدد كبير من المجلات المتخصصة منها مجلة “تراث” و”مراود” ومجلة “الفجيرة الثقافية” و”الشارقة الثقافية” وغيرها في مجال التاريخ، وحاليا أعمل على عدد من الأبحاث الخاصة بتاريخ دولة الإمارات والمنطقة الخليجية والعربية.

كما لدي رواية تاريخية تتناول التطورات الاجتماعية والاقتصادية في دولة الإمارات في فترة الأربعينات والخمسينات تحتاج إلى الدقة والبحث والتقصي، إن الكتابة وعلم التاريخ، مرتبطان مع بعضهما البعض والكتابة قادرة على دعم القصص التاريخية وتناولها بنوع من المتعة، حتى يمكن إتاحتها للجمهور القارئ الواعي المحب لهذه القصص التاريخية التي تتناول جزءا كبيرا من حياة أجدادنا وتراثنا الغني بالحكايات والبطولات والقصص والأمجاد العظيمة.

الأدب النسوي

العرب: لديك أكثر من 20 إصدارا أدبيا، بعضها تمت ترجمته إلى لغات أجنبية، فهل تستطيعين تحديد معالم تجربتك الأدبية أم أنك لا تزالين تكتشفين زوايا جديدة فيها لاسيما مع تنوع اهتماماتك الكتابية؟

فاطمة المزروعي: الكتابة لدي فعل دائم ومستمر، أكتب من أجل الكتابة، أكتب من أجل ذاتي والمجتمع والناس، لدي اليوم شريحة كبيرة من القراء الذين ينتظرون إبداعاتي الأدبية، والعمل الإبداعي يتطلب منا تقديم الجديد بشكل مستمر، ورغم كل تلك الكتابات والإصدارات ولكنني أشعر بأن الكتاب الذي أرغب بكتابته يحتاج إلى وقت طويل وصبر وفكرة متميزة، كما أن القراءة والبحث المستمر كفيلان بتحقيق المعادلة في إنتاج عمل روائي، لذلك أنا متفائلة بإذن الله بأنني سوف أحقق هذا الحلم في يوم من الأيام.

العرب: كيف ترين واقع الأدب النسوي في الإمارات؟ وهل تعتقدين أنه بدأ في تحقيق ذاته والخروج من عباءة الهيمنة الذكورية؟

ي

فاطمة المزروعي: لدينا شريحة كبيرة جدا ومتنوعة من الكاتبات في جميع المجالات الأدبية، ولدينا طفرة كبيرة في مجال النشر، واليوم نجد المرأة الإماراتية ككاتبة وناشرة ومترجمة وحاضرة في جميع الفعاليات الثقافية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، والأعمال الأدبية الخاصة بالمرأة موجودة اليوم وحاضرة في المحافل الدولية، والبعض منها يدرّس في المناهج ويتناوله الطلاب والطالبات في الجامعات.

اليوم تحظى المرأة الإماراتية بدعم كبير من الدولة، وأنا متأكدة من أن الأدب النسوي الإماراتي سيتصدر الجوائز العالمية وستتحول الكثير من الأعمال إلى المسرح والسينما، وذلك بفضل الدعم الذي نحظى به، كما أن المؤسسات الثقافية والإعلامية والبحثية تقوم بدور كبير في دعم إبداعات المرأة الإماراتية، مما يساهم في زيادة وتنوع الإنتاج الأدبي في جميع الأجناس الأدبية.

العرب: يقال إن الكتابة الصحفية تنهك المبدع وتستنفد طاقاته بما يضعف مردوده الأدبي، فكيف تعاملت مع هذا المعطى؟

فاطمة المزروعي: الكتابة اليومية برغم أنها تستنزف مني الوقت ولكني أشعر معها بمتعة حقيقية، إنها تشجعني وتحفزني على القراءة والبحث عن الموضوعات، كما ساعدتني كثيرا على التواصل مع المجتمع والقراء والمتابعين، لقد استطعت من خلال هذا العمود اليومي أن ألقي الضوء على العديد من القضايا والمشكلات التي تعاني منها فئات المجتمع.

إنني أعتبر العمود اليومي بمثابة يد تربت على أكتاف المتعبين وبمثابة مؤشر أستطيع من خلاله قياس ردود أفعال المجتمع فيما كتبته، وذلك يتيح لي توجيه قلمي نحو طرح المزيد من الرسائل بأشكال وصور متعددة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى