غيتيرش.. مكوك العالم الأقطاب.. أين نحن في كل ذلك؟
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

شهر أيلول-سبتمبر الجاري، مزدحم بالعمل الدبلوماسي الدولي، متعدد الأطراف،عالميا وجيوسياسيا، عدا عن مرتكزات معالجة الأزمة العسكرية الأمنية جراء استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وما قد تخلفه من أحداث مجريات  متباينة في ظل الاستقطاب الدولي بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وحلف الناتو، عدا عن مواقف الدول الكبرى الصين والهند وتركيا.. وبالطبع دول المنطقة والإقليم.

*المشكلة تكمن في مجلس الأمن.. أم في غيتيرش؟!

الحراك السياسي، والأممية، والاقتصادي، يتقاطع مع الأمن والسلم أزمات رديفة، آثارها شوهت العالم، هذا من جهة؛ فيما الجهة الأخرى تكمن في شخصية أمين عام الأمم المتحدة، بالتأكيد، مواقف وقرارات مجلس الأمن.

كيف ذلك؟

سيكون غيتيرش في نيويورك – في سياق اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة – وأيضا بمختلف أنحاء العالم.

وقال في تصريحات  إنه سيحضر:

* قمة المناخ الأفريقية في كينيا،  في الفترة من 4 إلى 5 سبتمبر.

*قمة الأمم المتحدة ومجموعة الآسيان في إندونيسيا،المكونة من 10 دول والمعروفة باسم آسيان في الفترة من 6 إلى 7 سبتمبر.

*قمة مجموعة الدول العشرين في الهند.

*قمة مجموعة الـ 77 – وهي تحالف يضم حوالي 134 دولة نامية وحكومة. الصين – في 14-15 سبتمبر

.. من المؤكد، أن خطوات ومكوكيةالأمين العام للمنظمة الدولية” أنطونيو غوتيريش”، مع تعدد اجتماعات القمم يعكس الاتجاه متعدد الأقطاب في العالم،ويعس ما يجعل العالم يترقب الحلول اذا في هناك من حل الأزمات، ما ظهر منها يقلق المستقبل الاقتصادي والسياسي والأمني، في عالم تلتهمه الاضطرابات والحروب الداخلية الأهلية، عدا عن الانقلابات متعددة الأشكال في عديد القارات، لعل اسخنها في أفريقيا، أو أمريكيا اللاتينية، عدا عن الصراع الخفي بين كوريا الشمالية، واليابان والصين وملف تايوان. و..

* دبلوماسية الاملاءات الخفية.

منذ وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على تعيين الأمين العام للمنظمة” أنطونيو غوتيريش” لولاية ثانية في المنصب، وهو يردد ذات التصريحات وربما ذات الاملاءات؛ برغم ذلك عادة ما يقوم  مجلس الأمن الدولي  بدعم لكل سعي غوتيريش، في المجتمع الدولي، برغم تراجع مكانة وقرارات الأمم المتحدة، خصوصا في الشأن المتعلق بأخطر أزمات العالم، القضية الفلسطينية، الحرب الروسية الأوكرانية، الهجران ومشاكل اللاجئين، قضايا المناخ.

تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا، قرارها التجديد  للأمين العام في الأول من كانون الثاني/يناير 2022، وهو الذي تولى  المنصب بعد الكوري الجنوبي بان كي-مون  وكان ذلك في كانون الثاني/يناير 2017

، وهو، شخصية متفائله .. متشائمه دائما، ينطبق عليه وصف الروائي الفلسطيني اميل حبيبي في رواية “المتشائل”.

غوتيريش بعد تعيينه، قال إن “الأمور يمكن أن تسير في أي من الاتجاهين: الانهيار والأزمة الدائمة أو الانفراجة وآفاق مستقبل أكثر محافظة على البيئة وأكثر أمانا وأفضل للجميع”، كما أن “هناك أسبابا تدعو الشعور بالأمل “.  غوتيريش، دبلوماسي برتغالي يقنع العالم من خلال موقعة في هرم الدبلوماسية الدولية : “النماذج تتغير. والمعتقدات القديمة تنقلب. نحن نكتب تاريخنا بالاختيارات التي نتخذها الآن”.

أيضا إن “التحديات المعقدة للمستقبل لا يمكن حلها إلا من خلال”نهج متواضع، هو نهج لا يملك فيه الأمين العام وحده كل الحلول ولا يسعى إلى فرض آرائه”.

وتعد الولايات المتحدة أكبر مساهم في تمويل الأمم المتحدة والمسؤولة وحدها عن 22 بالمئة من الميزانية الاعتيادية ونحو ربع ميزانية حفظ السلام. وبدأ الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن بالفعل في إعادة ما خفضه ترامب من تمويل لبعض الوكالات التابعة للأمم المتحدة

في إحاطته للصحفيين – بحسب مصادر الإعلام في الأمم المتحدة، قال غيتيرش عن جولاته خلال الأيام المقبلة:

*اولا:

ستركز قمة المناخ الأفريقية على العمل المناخي في منطقة تدفع ثمنا باهظا لأزمة لم تتسبب في خلقها.

*ثانيا:

أما قمة الأمم المتحدة والآسيان فستكون فرصة لتعزيز التعاون بين الجانبين في العالم المتغير.

*ثالثا:

“قمة الدول العشرين تجمع أكبر الاقتصادات في العالم. كما تعد مجموعة الدول السبع والسبعين صوت الجنوب، وهي أكبر مجموعة من الدول على الصعيد الدولي”.

.. ومن موقف الأمين العام المتشائل قال:إن التعددية القطبية في حد ذاتها لا تضمن السلام والاستقرار، “بل على العكس بدون مؤسسات قوية متعددة الأطراف، قد تصبح التعددية القطبية عاملا لتصعيد التوترات الجيو استراتيجية مع ما قد يترتب على ذلك من عواقب مأساوية”.

محذرا  في ذات الوقت من حتمية التفتت، والمصادمات التي يمكن أن تتبعه، إذا لم يتم تعزيز وإصلاح أطر العمل متعددة الأطراف.

*رسالة عن الدعوة القوية للإصلاح …

” إن المؤسسات متعددة الأطراف لا يمكن أن تواصل البقاء إلا إذا كانت بالفعل شاملة”.

رؤية خيطها الأول دبلوماسي، بينما باطنها – ثانيا-أنه سيحمل، ذات الملفات العالقة معه، وهي تضع الخط الأحمر-ثالثا او بمعنى “الأحمال الثقيلة”، مع :”نفس الرسالة إلى كل الاجتماعات التي سيحضرها، والمتمثلة في الدعوة القوية للإصلاح لتتوافق مؤسساتنا وأطر عملنا متعددة الأطراف – التي عفا عليها الزمن – مع الواقع الاقتصادي والسياسي لعالم اليوم، بناء على المساواة والتضامن”.

.. وهو أمام قادة العالم، يؤكد:إن الدبلوماسية تكتسب أهمية الآن أكثر من أي وقت مضى، للتعامل مع التوترات في العالم متعدد الأقطاب. وأكد أن الحوار يبقى السبيل الوحيد لإيجاد نهج وحلول مشتركة للتهديدات والتحديات العالمية التي نواجهها؛ بدلالة ان ما يحدث ارهق المنظمة الدولية وحد من قوتها وربما وجودها، في ظلال الصراعات ومراكز القطبية التي إعادتها ظروف الحروب الانقلابات والأزمة الاقتصادية وتوسع دائرة الهجرة واللجوء، عدا عن قضايا المناخ الشائكة.

*ما بعد الجولات المكوكية؟

من حق موقع   الأمين العام للأمم المتحدة، أن يقود الجولات في أربعة  قمم او اجتماعات  ملغومة، شائكة، رئيسية  على خارطة الدبلوماسية والأمن والاقتصاد، وهي تأتي – عمليا_قبل أكبر اجتماع  دولي للأمم المتحدة على الإطلاق،  وهو “الاجتماع السنوي اجتماع قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة ابتداءً من 18 أيلول- سبتمبر الجاري، وفيه يتم  التجمع السنوي لزعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي لن يكون تقليديا في هذه الدورة، وعادة، قبيل بدء الأسبوع الرفيع المستوى للجمعية العامة،  تبدأ دول وقادة العالم في وضع  “المتوقع  او النتائج” اذا ما علمنا أن الأمم المتحدة اقرت ان [تهيمن] الحرب الروسية  الأوكرانية على الاجتماع السنوي للعام الثاني، بينما في الملاحظات عديد المبادرات والمحاولات المتباينة لوضع خارطة طريق لقراءة واقع مجريات ومستقبل هذه الأزمة.

.. وليس سرا، أن سفير ألبانيا لدى الأمم المتحدة، فريد خوجة،، الذي يرأس  مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، قال بما يفسر، انه “يكاد يؤكد” أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيحضر التجمع العالمي شخصيًا للمرة الأولى(…) ،  وأنه سيتحدث في اجتماع للمجلس في ذات الاجتماعات الرئيسية،بما في ذلك الإشارة إلى دعم وتحريك سكون القرار رقم 20 بشأن دعم ميثاق الأمم المتحدة في أوكرانيا.

*.. بعد ذلك؟

الأمين العام، غيتيرش يعيد، وسيبقى دبلماسيا وهو يلفت الي إن تعدد القمم “يعكس التعددية القطبية المتزايدة في عالمنا”،موكدا  أن وجود مراكز قوة مختلفة “لا يضمن السلام والأمن”و إنه في غياب مؤسسات عالمية قوية “قد تكون التعددية القطبية عاملا لتصعيد التوترات الجيواستراتيجية، مع ما يترتب على ذلك من عواقب مأساوية”.

.. هل فعلا، بعد ذلك، “يظل الحوار هو السبيل الوحيد لإيجاد مناهج مشتركة وحلول مشتركة للتهديدات والتحديات العالمية.

حتما نحتاج إلى نبش تاريخ ما يحدث، لأن المنطقة والإقليم وشمال غرب أفريقيا تحديدا، يعيش انعكاسات الأزمات، ما يؤثر على مستقبل المنطقة.

السؤال يتكرر، أين نحن من كل ذلك؟

زر الذهاب إلى الأعلى