(بقلم الإعلامية نانسي اللقيس) لبنان: التغيير المنشود والواقع الأليم

No description available.

النشرة الدولية –

ليس غريباً أن يستمر لبنان في حالة من الركود السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فهذا هو الواقع الذي عانى منه اللبنانيون لعقود طويلة. لكن ما هو غريب فعلاً هو أن يتقبل اللبنانيون هذا الواقع الأليم دون أي اعتراض أو تحرك.

يمكن تفسير هذا السكون من خلال عدة عوامل:

العوامل السياسية: تتمثل هذه العوامل في النظام السياسي الطائفي الذي يقسم البلاد إلى طوائف متناحرة، مما يجعل من الصعب التوصل إلى أي اتفاق أو إنجاز حقيقي. على سبيل المثال، لم يتمكن اللبنانيون من انتخاب رئيس للجمهورية منذ عام 2014، بسبب الخلافات بين الطوائف المختلفة.

العوامل الاقتصادية: يعاني لبنان من أزمة مالية حادة أدت إلى انهيار العملة الوطنية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. هذا الوضع الصعب يجعل من الصعب على اللبنانيين التحرك أو المطالبة بالتغيير. على سبيل المثال، بلغ معدل الفقر في لبنان 78% في عام 2023، مما يعني أن غالبية اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر.

العوامل الاجتماعية: يتسم المجتمع اللبناني بثقافة الاتكالية على الدولة، مما يقلل من رغبة المواطنين في العمل على التغيير. على سبيل المثال، يعتمد الكثير من اللبنانيين على المساعدات الحكومية للبقاء على قيد الحياة، مما يخلق شعوراً بالاتكالية على الدولة.

يبدو أن التغيير المنشود في لبنان لن يتحقق إلا إذا تم تغيير النظام السياسي الطائفي، ومعالجة الأزمة المالية، وتحفيز روح المبادرة والمسؤولية لدى المواطنين.

خطاب كهذا لن يجد صدى لدى اللبنانيين، فهم مشغولون بمشاكلهم اليومية، ويرفضون الحلول المثالية، ولا يستمعون إلى النصح. لذلك، سيظلون ينتقدون الأوضاع الصعبة، ويلومون الزعماء، دون أن يبذلوا أي جهد لتغييرها. سيظلون يتقبلون الأزمات، ويعيشون معها، دون أن يبحثوا عن أسبابها أو يحاولوا حلها. بل سيظلون يلعنونها، دون أن يشعلوا شمعة أمل في قلوبهم

زر الذهاب إلى الأعلى