قائد «فيلق القدس» (الحرس الثوري الإيراني) يُشرف على مناورات في سوريا
عروبة الإخباري –
في وقت استكمل فيه أمس رئيس النظام السوري بشّار الأسد زيارته إلى الصين بلقائه الرئيس شي جينبينغ الذي أعلن أن بكين ودمشق أقامتا «شراكة استراتيجية»، زار قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني سوريا، حيث أشرف شخصيّاً على مناورة عسكرية مشتركة بين البلدَين، وبحث مع مسؤولين سوريين كبار التقاهم في دمشق سُبل «التصدّي للتحدّيات العسكرية والأمنية التي تواجه سوريا»، مؤكداً أن طهران «ستقف إلى جانب الشعب السوري وقيادته في مواجهة التحدّيات»، بينما تتزايد مخاوف «محور الممانعة» من قيام واشنطن بإغلاق «طريق» طهران – بيروت عند الحدود العراقية – السورية.
وبعدما أشاد قاآني بـ»العلاقات الأخوية» بين طهران ودمشق، معتبراً أن إيران وسوريا «بلدان شقيقان ويتمتّعان بعلاقات استراتيجية متميّزة وشاملة وعميقة»، زعم أن أميركا «تُعدّ المصدر الرئيسي للفساد والفوضى والإرهاب والنزاع في سوريا والمنطقة والعالم»، فيما تفقّد قاآني «مناطق ومحاور العمليات الحسّاسة « في مناطق سوريّة عدّة، وفق وكالات أنباء إيرانية، بينما كان لافتاً غياب وكالة «سانا» السورية الرسمية عن تغطية زيارة قاآني والمناورات المشتركة، على الرغم من تناولها ملفات عدّة متعلّقة بطهران، أقلّه حتّى منتصف ليل أمس.
بالعودة إلى الصين، وبعدما أعلن شي إقامة بكين «شراكة استراتيجية» مع دمشق خلال قمّة جمعته بالأسد في مدينة هانغجو على هامش دورة الألعاب الآسيوية، أكد أنه «في مواجهة الوضع الدولي المليء بعدم الاستقرار وعدم اليقين، الصين مستعدّة لمواصلة العمل مع سوريا، والدعم القوي المتبادل بينهما، وتعزيز التعاون الودّي، والدفاع بشكل مشترك عن الإنصاف والعدالة الدوليَّين»، لافتاً إلى أن العلاقات بين البلدين «صمدت أمام اختبار التغيّرات الدولية»، ورأى أن «الصداقة بين البلدَين تعزّزت مع مرور الوقت».
من جهته، أعرب الأسد عن تطلّعه لـ»دور الصين البنّاء على الساحة الدولية» ورفضه «كلّ محاولات إضعاف هذا الدور عبر التدخّل في شؤون الصين الداخلية أو محاولات خلق توتر في بحر الصين الجنوبي أو في جنوب شرق آسيا»، مشيراً إلى أن «هذه الزيارة مهمّة بتوقيتها وظروفها حيث يتشكّل اليوم عالم متعدّد الأقطاب سوف يُعيد إرساء التوازن والاستقرار الدوليَّين، لذا من واجبنا جميعاً انتهاز هذه الفرصة من أجل مستقبل مشرق وواعد»، بينما تمنّى أن يؤسّس اللقاء «لتعاون استراتيجي واسع النطاق وطويل الأمد في مختلف المجالات».
وجاء في بيان مشترك للإعلان عن إقامة «شراكة استراتيجية» أوردته وكالة «سانا» على هامش اللقاء في هانغجو، أن بكين ودمشق أعلنتا «تعزيز التعاون الودّي» بينهما في مجالات مختلفة، وأن «الجانب الصيني سيواصل تقديم ما بوسعه من المساعدات لسوريا، ودعم الجهود السورية لإعادة الإعمار والانتعاش في التنمية». كما أشارت «سانا» إلى أنه جرى توقيع مذكّرات تفاهم واتفاقات تعاون اقتصادي وتجاري.
ومن مدينة هانغجو إلى محافظة السويداء التي هزّتها تظاهرة كبرى أمس، بعدما توافدت الحشود من مختلف القرى إلى «ساحة الكرامة» في وسط مدينة السويداء للمشاركة في التظاهرة المركزية التي بات نهار الجمعة من كلّ أسبوع موعداً ثابتاً لها. وكرّر الثوّار خلال التظاهرة الحاشدة مطالبهم بإسقاط النظام السوري وتطبيق القرار الأممي 2254 وطرد الجيوش الإيرانية والتركية والروسية من سوريا، تحت راية الحدود الخمسة ولافتة كبيرة تحمل صورة للزعيم الدرزي اللبناني الراحل كمال جنبلاط. ولم تغب نساء السويداء عن فعاليات الثورة كما جرت العادة.
وفي السياق، ألقى الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري الداعم الأوّل لمطالب الثوّار وأكثر شخصية تحظى بمودّتهم، كلمة في معرض استقباله وفوداً من الثوّار في دارته في بلدة قنوات بعد نهاية تظاهرة «ساحة الكرامة»، شدّد خلالها على أحقية المطالب ورُقيّ التظاهرات، مؤكداً أن الثوّار «لن يتنازلوا عن شعرة من كرامتهم على أرض وطنهم».