مؤشرات في مستقبل حرب غزة.. نحن والمجتمع الدولي
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

ثلاثة مؤشرات سياسية أمنية، بدأت تتضح مع دخول معركة طوفان الأقصى-في الإعلام الفلسطيني والعربي-أو السيوف الحديدية –  في الإعلام الصهيوني الاسرائيلي-، 48 ساعة شكلت صدمة وهزة خلخلت المنطقة، والعالم.

المؤشرات تبلورت خلال ما شكله عنصر المباغتة وقرار حركة المقاومة حماس، والقوى الفلسطينية الوطنية التي تشارك في معركة، قد تحدد مصير القضية الفلسطينية وجيوسياسية المنطقة والإقليم.

*المؤشر الاول:

قرار حماس في خوض المعركة، ذاتي، ربما تم التنسيق المسبق مع بعض القوى الإقليمية، برغم عدم وضوح أشكال التنسيق أو مدى أهميته في الداخل الفلسطيني، برغم حالات من المؤازرة والتأييد من إيران وحزب الله اللبناني، بدلالة والتأييد العميق، عدا عن التعاطف من الشعوب المقهور من نتائج الاحتلال الإسرائيلي أزمات العالم.

*المؤشر الثاني:

توقع استمرار حالة الحرب من الأطراف كافة، كشف مدى حاجة الدول العربية والإسلامية- بالذات دول الجوار الفلسطيني، والدول العربية الأخرى وشمال أفريقيا والمغرب والخليج العربي الى وجود تكتل سياسي عسكري، أمني مؤثر عالميا، أو على الأقل في مستوى الإقليم والمنطقة، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية، تسيطر في ردود أفعالها لصالح المعركة مع إسرائيل دولة الاحتلال المتطرفة، وبرغم ذلك كانت ردود الفعل تصبح نحو حماية إسرائيل الصهيونية الدولة اليهودية التي تمارس عنصرية وعنجهية ضد الشعب الفلسطيني وضد المقدسات الدينية المسيحية والإسلامية في القدس وجوار بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك.

*المؤشر الثالث:

وجود خطر الموقف الأميركي  الصريح ضد خيارات الشعب الفلسطيني والحق المقدس المقاومة ودحر الاحتلال لشعب عاني من الوجود الصهيوني العنصري المتطرف لأكثر من 7عقود،منها صراع سياسي أمني، اقتصادي كان الخيار الأميركي، وبالتالي الأوروبي، مع حدوث التصعيد العسكري، والنتائج التي أفرزتها  حركة حماس في لحظة مقاومة تراها الولايات المتحدة، ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهي اي أميركا تعلم تداعيات سنوات من الصراع وضياع فرص تحقيق السلام وقيام الدولة الفلسطينية.

*العسكرتاريا الأميركية.. وأزمة سلبية الحلول.

لنبدأ من تحليل المؤشر الثالث؛ إذ قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في تفسير لاستعراض القوة إنه أمر المجموعة الهجومية لحاملة طائرات فورد بالإبحار إلى شرق البحر الأبيض المتوسط ​​لتكون مستعدة لمساعدة إسرائيل بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس والذي خلف أكثر من 1000 قتيل وآلاف الجرحى من الجانبين، بحسب بيانات البنتاغون والادارة الأميركية.

وفي التفاصيل: ترافق السفينة يو إس إس جيرالد ر. فورد، ما يقرب من 5000 بحار وطائرات حربية طرادات ومدمرات في استعراض للقوة يهدف إلى الاستعداد للرد على أي شيء، ما يضع واقع “المعركة” وجود احتمالات نوايا إسرائيلية صهيونية، لإعادة  احتلال و/أو   دخول قطاع غزة بريًا، بدأ من حماية أو عسكرة مستوطنات غلاف غزة، والمعروف، أن  قوات الاحتلال  الإسرائيلية خرجت من قطاع غزة في 12 سبتمبر عام 2005 وتم إخلاء المستوطنات وانتهى الوجود الاستيطاني الإسرائيلي في قطاع غزة، وخلال السنوات الماضية حددت دولة الاحتلال نطاقها الأمني والعسكري بمجموعة من المستوطنات الصهيونية لتكون خطوطا للدفاع،وهي مستوطنات أبرزها:”كيسوفيم وزيكيم ونحال عوز وكريات ملاخي وكريات غات ومدن ديمونا وعسقلان وأسدود وسديروت” التي تقع ضمن معركة طوفان الأقصى، في دلالات العسكرتاريا الأميركية، منع  التصعيد في الضفة الغربية أو استمرار حماس في الحرب المباشرة مع المستوطنين، ومع احتمال  وصول أسلحة من خارج غزة، واعتراضها أسلحة  من الوصول إلى حماس وإجراء المراقبة، التي قد تكون طويلة الأمد، اعتبارات جيوسياسية أمنية.

في أغلب التحليلات ما يسلط  الاضواء على الانتشار الأميركي الكبير، الذي يشمل ترسانة من  السفن والطائرات الحربية، والقلق السياسي عند الإدارة الأميركية، الذي تشعر به، من استمرار التصعيد وخروجه عن السيطرة وهذا متوقع عمليا.

*.. أزمة الواقع العربي والإسلامي.

ظهرت علامات المؤشر الثاني، مع صدمة المباغته الفلسطينية، قرار معركة حماس المتوقع منذ أشهر، نتيجة وعنجهية وتطرف الحكومة الإسرائيلية المتطرفة على كل المستويات، ومع الظروف الحالية،  وفي وقع اليوم الاسود في تاريخ دولة الاحتلال، أعلنت حكومة نتنياهو العنصرية  الحرب رسميًا،  وأعطت الضوء الأخضر لاتخاذ “خطوات عسكرية كبيرة” للانتقام من حماس ومن قوى المقاومة الفلسطينية الوطنية.

.. وتأكد ذلك مع  تزامن الدعم الأميركي، وفق شبكة “إن بي سي” التي أشارت إلى  إن الجيش الأميركي أكد أنه يخطط لنشر سفن حربية وحاملة طائرات على مقربة من إسرائيل.

وردا على ذلك، يقول التقرير، أن  حركة المقاومة الإسلامية حماس، قالت، من موقع الأحداث، إن تحريك حاملة الطائرات الأميركية لا يخيفها، وإنه على الإدارة الأميركية أن تدرك عواقب هذه الخطوة.

.. أزمة المنطقة في تصعيد، لا يقل اساسا عن التصعيد بين حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وبرغم الدبلوماسية العربية المتسارع، قال بلينكن في مقابلة أجرتها معه شبكة “سي إن إن” الأميركية: “ننظر في الطلبات المحددة الجديدة للإسرائيليين. أعتقد أنكم ستعلمون اليوم على الأرجح بمزيد عن هذا الموضوع”. وأضاف: “الولايات المتحدة لديها علم بتقارير عن مقتل أميركيين في إسرائيل، وتعمل على التحقق منها”، لافتًا إلى أن “الهجوم على إسرائيل هو هجوم إرهابي”.  وتابع: “لا أرى دليلًا على وقوف إيران وراء أحدث هجوم في إسرائيل، رغم وجود علاقات قديمة بين (حماس) وطهران”.

.. المساعي العربية والإسلامية ومن دول بات لها علاقات اتفاقيات وتعاون مختلف الجوانب، أظهر حاجة المنطقة الي قوة في الحوار القانوني، والأمني، مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، عدا عن الأردن ومصر وقطر والإمارات والسعودية، الصراع ينحاز لصاع دولة الاحتلال، التي قد تكون حربها “السيوف الحديدية”، حالة من الصراع الدامي، وتأطير أزمة في فلسطين المحتلة تشمل الدمار والعنصرية والتجويد وربما المذابح، التي تأكل الأخضر واليابس، وهذا ضمن واقع ان الدبلوماسية العربية وجهود المجتمع الدولي، تذهب مهب الرياح الساخنة المقبلة على المنطقة والإقليم.

.. هنا لنتامل ما يخطط له الصهيوني المتطرف نتنياهو، الذي يسعى للانتقام في ظل هزيمة(..) لفرض سياسة الحصار والتجويع على غزة. وتحدثت وسائل إعلام اسرائيلية عن أن الوزيرين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، طالبا بتدمير حكم “حماس” بالكامل. ولكن نتنياهو رفض ذلك متسائلًا: “هل تقترحون أن نحكم نحن في غزة أو نقدم هذا الحكم هدية لأبو مازن؟ وما هو الأفضل، أليس جعلهم يحكمون ويجوعون؟ يحكمون شعبًا لا يرى نور الكهرباء، ولا يجد الوقود لإعداد الطعام، هذا إن وجد مصدرًا للحصول على الغذاء”، بحسب ما تناقلته وكالات الأنباء الدولية.

*قرار المقاومة.. حماس داخل اللعبة من جديد.

في تحليل المؤشر الأول، ومنذ ان اندلعت الاشتباكات العنيفة، مع صباح اليوم السبت الماضي، بين المقاومة الفلسطينية-تحديدا حركة حماس- وقوات الإحتلال الإسرائيلي من نقطة صفر شمال قطاع غزة، حيث تمكّن المقاومون من السيطرة على 3 مستعمرات للإحتلال الصهيوني ضمن مستوطنات غلاف غزة.

.. دخول حماس، مبرمج منذ فترة، تحذيرات وجولات مكوكية لقادة حماس شملت سوريا وإيران وتركيا  وروسيا ولبنان،.. ومع التوقيت، الصدمة، أو اليوم الاسود، حقق الدمار على جيش الاحتلال، في يوم السبت، وتمكنت عناصر من المقاومة الفلسطينية من الدخول إلى مستوطنات الإحتلال في غلاف غزة حيث وقعت اشتباكات من نقطة صفر، وبدء عملية “طوفان الأقصى” ضد الإحتلال الإسرائيلي.، وأعلن المقاومة من طرفها  إنّه: “بدءًا من اليوم ينتهي التنسيق الأمني”، مخاطبًا أهالي القدس المحتلة طالبًا منهم “طرد المحتلين وهدم الجدران”.

.. في دلالات المؤشر، أن التاريخ في هذا الصراع، خرج عن يد القوى الدولية والأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها، فقد كانت دولة الاحتلال  الإسرائيلي المتطرفة، تقف، بشكل متعمد، على حصارها الدامي على غزة منذ أن سيطرت حركة حماس،  على غزة  منذ  عام 2007، وبعد انسحاب الاحتلال… وفي رؤية الأحداث المتتالية، خاض  العدوان اللدودان (حماس وإسرائيل المحتلة) أربع حروب مشهود طويلة، عدا عن الحروب الصغيرة،.. وفي مشهد، شارك فيه المجتمع الدولي بالصمت والمهادنة الانحياز لدولة الاحتلال، أدى حصار غزة، الذي يقيد حركة الأشخاص والبضائع من وإلى غزة، إلى تدمير اقتصاد القطاع الفقير، المدمر نتيجة مآسي الحروب، ذلك أن الاحتلال الإسرائيلي، يضع المجتمع الدولي والولايات المتحدة وأوروبا، في مغالطات سياسية قانونية عنصرية، وإن الحصار ضروري لمنع الجماعات المسلحة من بناء ترساناتها، فيما تشير تقارير الأمم المتحدة إلى ما يقول الفلسطينيون إن الإغلاق يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي، بما في ذلك محاولات توقيف دعم واستمرار وكالة الأونروا.

*.. الذراع الدامي الجريح.

في الأثر، ما جاد به الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش:

سقطت ذراعك فالتقطها

واضرب عدوك لا مفر

وسقطت قربك فالتقطني

واضرب عدوك بي

فأنت الأن حرُ

و حرُ وحرُ

قتلاك أو جرحاك فيك ذخيرة

.. فاضرب عدوك لا مفر

أشلاؤنا أسماؤنا

حاصر حصارك بالجنون

و بالجنون وبالجنون

ذهب الذين تحبهم ،

ذهبوا

فإما أن تكون…

أو لا تكون.

.. لعل علينا، في هذه المعركة ان ننظر حولنا، القادم، ضمن مؤشرات المرحلة تتعاظم، في واقع عالمي ودولي يرزخ تحت أزمة ماحقة تغطي ذل العالم عبر حرب روسيا وأوكرانيا، وسلاسل الوقائع والنتائج التي تغلف مستقبل البشرية، قضيتنا موقف وعمل مشترك.

زر الذهاب إلى الأعلى