السفير الكوري: التبادل التجاري مع الكويت بلغ 13 مليار دولار

النشرة الدولية –

النهار الكويتية – سميرة فريمش –

قال سفير كوريا الجنوبية لدى البلاد تشونغ بيونغ ها إن الكويت وبلاده يعملان معًا لتحقيق السلام والازدهار والتقدم نحو المستقبل.

وأشار في حوار مع «النهار» بمناسبة احتفال بلاده بعيدها الوطني، الى أن «الكويت دولة عظيمة في قدرتها على تجسيد طموحاتنا في إرساء السلام ومساعدة الآخرين، منوها الى ان العام المقبل سيصادف الذكرى الـ 45 لاقامة علاقات البلدين الدبلوماسية.

ولفت الى اللقاء الذي تم بين سمو ولي العهد الشيخ مشعل الاحمد ورئيس الورزاء الكوري هان دوك سو في الصين على هامش دورة الالعاب الاسيوية حيث ناقشا سبل توسيع علاقات البلدين في جميع المجالات بما فيها الصحة والصناعات الدفاعية والطيران والطاقة والبنية التحتية.

وأوضح ان الكويت أسهمت في التنمية الاقتصادية الكورية من خلال توفير الطاقة بشكل مستقر، مشيرا الى مشاركة بلاده مع قوات التحالف الدولية في حرب تحرير الكويت وبالمساهمة في إعادة بناء الكويت معاً، حيث حققت الدولتان تعاوناً وتنميةً اقتصاديةً متبادلة بناءً على الثقة المشتركة بينهما. واضاف: ويستمر البلدان بتوسيع آفاق التعاون في القطاعات الجديدة بما فيها إدارة المطار والمزارع الذكية والمدن الذكية والصحة والطب والطاقة المتجددة بناء على الشراكة الشاملة الموجهة نحو المستقبل والمنفعة المتبادلة. ولفت الى ان حجم التبادل التجاري انتعش بسرعة بعد جائحة كورونا، حيث وصل إلى 13 مليار دولار في العام الماضي، ومن المتوقع أن يتوسع أكثر في هذا العام.

وذكر ان الشركات الكورية شاركت في مشاريع الطاقة الكبرى التي تقودها الكويت أخيراً، بما فيها مشروع الوقود النظيف، ومشروع مصفاة الزور، ومشروع مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال، كما أسهمت في تنمية الكويت بالتزامن مع تاريخ بناء البنية التحتية فيها.

وكشف عن ان البلدين يبذلان في الآونة الاخيرة جهودا لتوسيع التعاون في مجالات المزارع الذكية والرعاية الصحية والطبية والمدن الجديدة، والطاقة المتجددة.

وقال: نستعد للمشاركة في مناقصة مشروع جديد واسع النطاق مثل مشروع مجمع الزور للبتروكيماويات، وتسعى مؤسسة الأراضي والإسكان الكورية(LH) إلى المشاركة في مشروع تطوير المدينة الجديدة. وتسعى أيضاً مؤسسة مطار إنتشيون الدولي الكوري، التي تشغل حاليًا مبنى الركاب 4T في مطار الكويت الدولي، إلى إيجاد طرق للتعاون في تشغيل مبنى الركاب 2T في مطار الكويت الدولي.

ووصف الكويت بالشريك الموثوق به في قطاع التجارة لافتا إلى أن هذه الشراكة لم تهتز أثناء الأوضاع الاقتصادية المختلفة مثل الصدمات النفطية. واشار الى ان حوالي 500 كوري يعيشون بالكويت، وأن معظمهم يعملون في الشركات التابعة للحكومة الكويتية كمهندسين ويعمل البعض الاخر في صناعة الخدمات. ومنهم موظفون يعملون في الشركات الكورية في الكويت برفقة عائلاتهم.

كما تطرق السفير الكوري في حواره مع «النهار» الى الهدف من تعلم اللغة الكورية في الكويت وآفاق العلاقات بين البلدين فضلا عن السياحة في بلده

وفي الحوار التالي المزيد من التفاصيل:

? كيف تقيمون علاقة بلدكم في الكويت؟ وما اهم الانجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية؟

? يصادف العام المقبل الذكرى الخامسة والأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين كوريا الجنوبية ودولة الكويت. وقد عقد رئيس الوزراء هان دوك-سو محادثات ثنائية مع سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد في 23 سبتمبر على هامش حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية في مدينة هانغتشو، وناقشا خلال اللقاء سبل توسيع التعاون في المجالات المختلفة بما فيها الصحة والصناعات الدفاعية والطيران والطاقة والبنية التحتية بمناسبة أن العام القادم سيصادف الذكرى الخامسة والأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين،

ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، حافظت الدولتان على الصداقة العميقة القائمة على الثقة المشتركة، وبناءً على ذلك تستمر كلتا الدولتين بتوسيع العلاقات الودية، وقد أسهمت الكويت في التنمية الاقتصادية الكورية من خلال توفير الطاقة بشكل مستقر، ونفتخر بمشاركة كوريا الجنوبية مع قوات التحالف الدولية في حرب الخليج لتحرير الكويت وبالمساهمة في إعادة بناء الكويت معاً. على هذا، حققت الدولتان تعاوناً وتنميةً اقتصاديةً متبادلة بناءً على الثقة المشتركة، وبما أن العام المقبل يصادف الذكرى الخامسة والأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، يستمر كل من البلدين بتوسيع آفاق التعاون إلى القطاعات الجديدة بما فيها إدارة المطار والمزارع الذكية والمدن الذكية والصحة والطب والطاقة المتجددة بناء على الشراكة الشاملة الموجهة نحو المستقبل والمنفعة المتبادلة.

مساهمة تنموية

? ما حجم التبادل التجاري بين كوريا الجنوبية والكويت؟ وما خطتكم المستقبلية لتطوير العلاقات الاقتصادية وكيف تقيمون دور الشركات الكورية في المشاريع الانشائية الرئيسة في الكويت ؟

? يعود تاريخ التعاون الاقتصادي بين البلدين إلى ستينيات القرن الماضي قبل إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية، حيث أنها توسعت بشكل مطرد في مجالات الطاقة والبناء. وفي الآونة الأخيرة، اتسع نطاق التعاون ليشمل مجالات مختلفة مثل الزراعة والصحة والطب والسلع المنزلية، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 20 مليار دولار في عام 2010، ولقد انتعش حجم التبادل التجاري بسرعة بعد كوفيد-19، حيث وصل إلى 13 مليار دولار في العام الماضي. ومن المتوقع أن يتوسع أكثر في هذا العام، وأسهمت الشركات الكورية في تنمية الكويت بالتزامن مع تاريخ بناء البنية التحتية في الكويت، وشاركت الشركات الكورية في مشروعات البنية التحتية الرئيسة في الكويت في السبعينيات والثمانينيات، بما فيها الطريق الدائري الأول والسادس، والطريق السريع 30، وميناء الشعيبة بالإضافة إلى أنها أنشأت جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح، الذي يعد جزءًا من رؤية الكويت 2035 ورمزاً للتعاون في مجال الانشاءات بين البلدين، وشاركت في مشاريع الطاقة الكبرى التي تقودها الكويت أخيراً، بما فيها مشروع الوقود النظيف، ومشروع مصفاة الزور، ومشروع مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال. وإننا نفتخر بمساهمتنا في تقدم صناعة الطاقة في الكويت، بالإضافة إلى ذلك، تعد الكويت مصدراً مهماً للنفط الخام لكوريا الجنوبية (المركز الثالث) وتعتبر شريكاً موثوقاً في قطاع التجارة بشكل مستقر بحيث انها لم تهتز أثناء الأوضاع الاقتصادية المختلفة مثل الصدمات النفطية. بذلك تمكنت كوريا الجنوبية من تحقيق التنمية الاقتصادية بشكل مستقر دون القلق على العرض والطلب على الطاقة.

المزارع الذكية

? هل من مساهمة للشركات الكورية في مشاريع مستقبلية؟

? تسعى كل من كوريا والكويت إلى تقوية العلاقة التعاونية الرامية إلى المستقبل، وفي الآونة الأخيرة يبذل البلدان جهودا لتوسيع التعاون في مجالات المزارع الذكية والرعاية الصحية والطبية والمدن الجديدة، والطاقة المتجددة، ونستعد للمشاركة في مناقصة مشروع جديد واسع النطاق مثل مشروع مجمع الزور للبتروكيماويات، وتسعى مؤسسة الأراضي والإسكان الكورية (LH) إلى المشاركة في مشروع تطوير المدينة الجديدة. وتسعى أيضاً مؤسسة مطار إنتشيون الدولي الكوري، التي تشغل حاليًا مبنى الركاب 4T في مطار الكويت الدولي، إلى إيجاد طرق للتعاون في تشغيل مبنى الركاب 2T في مطار الكويت الدولي، بالإضافة إلى ذلك، تناقش مؤسسة المجتمع الريفي الكوري مع الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية التعاون في مجال المزرعة الذكية، وتستمر المناقشات لتشغيل مستشفى الجهراء الجديد مع مستشفى جامعة سيول الوطنية، وهو أحد أفضل المستشفيات في كوريا.

جالية نوعية

? كم يبلغ عدد الكوريين المقيمن في البلد ومجالات عملهم؟

? يفخر الكوريون في الكويت بمساهمتهم في التنمية الاقتصادية للكويت من خلال خبرتهم وإخلاصهم المبنيين على ثقتهم اللامحدودة ومحبتهم للكويت، ويعيش في الكويت حوالي 500 كوري، حيث إن معظم الكوريين يعملون في الشركات التابعة للحكومة الكويتية كمهندسين ويعمل البعض الاخر في صناعة الخدمات. وغيرهم موظفون يعملون في الشركات الكورية في الكويت برفقة عائلاتهم.

اللغة الكورية

? ما الجديد في الإجراءات الخاصة بتفعيل مذكرة التفاهم الموقعة مع جامعة الكويت لغرض نشر اللغة الكورية (تقدم سير العمل في افتتاح معهد الملك سيجونغ)؟

? وقعت كل من سفارة جمهورية كوريا وجامعة الكويت في بداية هذه السنة مذكرة التفاهم لانشاء معهد الملك سيجونغ في جامعة الكويت في إطار مشروع التعاون المشترك في قطاع التعليم بين البلدين، ويعد معهد الملك سيجونغ الذي أنشأته الحكومة الكورية علامة تجارية لنشر اللغة الكورية وثقافتها، وتم حتى الآن إنشاء 250 معهداً  في أكثر من 80 دولة حول العالم. وتجرى حاليا استعدادات لافتتاح أول فرع لمعهد الملك سيجونغ في الكويت والذي سيقدم دورات وبرامج لتعلم اللغة الكورية والثقافة الكورية مع الأخذ بعين الاعتبار خصائص الكويت، لا يركز معهد الملك سيجونغ على تعليم اللغة الكورية وحسب، بل يهدف ايضا الى التعريف بالجوانب المختلفة للثقافة الكورية، ومن المتوقع أن يصبح المعهد مركزاً ثقافياً مهماً لتقريب المسافة بين الكويت وكوريا في المستقبل.

خدمات سياحية

? ما الامتيازات التي تقدمونها للسياح الكويتيين في ظل التنافس الكبير بين دول العالم لجلب عدد كبير من السياح وتقديم تسهيلات لهم مثل ما تقدمه المملكة المتحدة والاتحاد الاوروبي وبعض الدول الاخرى؟

? بمناسبة سنة الزيارة إلى كوريا 2023-2024، تقوم الحكومة الكورية والشركات الكورية ذات صلة بتقديم خدمات متنوعة لتوفير الراحة للمسافرين الأجانب، حيث تقوم الحكومة بتوفير خدمة الخط الساخن للترجمة السياحية على مدار 24 ساعة وإدارة موقع المعلومات السفر الكوري(https://www.visitkoreayear.kr/) الذي يوفر جميع المعلومات الضرورية بما فيها الدخول والنقل العام والإعفاء الضريبي ووجهات السفر. بالإضافة إلى ذلك، توفر خدمة البيع ببطاقة الخصم (بطاقة جولة كوريا، KOREA TOUR CARD) للمسافريين الأجانب لتسهيل الدفع لوسائل النقل العام والتسوق. وقد بدأت الحكومة الكورية رسمياً بإصدار تصريح السفر الإلكتروني (K-ETA) لمواطني بعض الدول بما فيها الكويت. يمكن للكويتيين زيارة كوريا الجنوبية من خلال طلب الحصول على تصريح السفر الإلكتروني بدلا من الحصول على فيزا من سفارة كوريا الجنوبية، ولا يتوجب على أولئك الذين تقل اعمارهم عن 17 عاما وتزيد عن 65 عاما التقدم بطلب الحصول على تصريح السفر الإلكتروني (K-ETA). بالإضافة إلى ذلك، أصبح حاملو التصريح قادرين على استخدامه لمدة 3 سنوات منذ شهر يوليو الماضي. يتم تقديم طلب الحصول على هذا التصريح من موقع K-ETA قبل موعد المغادرة، وسيصلهم التصريح في غضون 72 ساعة من تقديم الطلب.

? ذكرتم ان بلدكم سيحتفي العام المقبل بمرور 45 عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فهل من نشاطات ستقوم بها السفارة بهذه المناسبة؟

? أقامت سفارة جمهورية كوريا في مايو الماضي«بطولة الكويت للتايكوندو 2023» بالتعاون مع الاتحاد الكويتي للتايكوندو والجالية الكورية في الكويت والتي تم خلالها تقديم استعراض كبير لمهارات وتقنيات رياضة التايكوندو من قبل فريق التايكوندو الكوري الاستعراضي العالمي الذي أرسله «الكوكيوان» المقر الرئيسي للتايكوندو العالمي في سيول، في صالة اتحاد الكرة الطائرة بمجمع سعدالعبدالله الرياضي ومجمع الأفينيوز. وتخطط السفارة لاقامة فعاليات مختلفة للترويج للثقافة الكورية للشعب الكويتي، من بينها فعاليات الأطعمة الكورية وعرض الفيلم الكوري في النصف الثاني من العام الحالي، في الآونة الأخيرة، حظيت الأفلام الكورية باهتمام عالمي من خلال فوزها بجوائز في مختلف المهرجانات السينمائية الدولية. تخطط سفارة جمهورية كوريا لتنظيم امسية الفيلم الكوري والتي سيتم خلالها عرض فيلم كوري والذي يعرضا حاليا في كوريا الجنوبية أيضاً، وسيقام أيضا مهرجان أطعمة الشارع الكورية وهو من الفعاليات المهمة التي تقيمها السفارة حيث اقيم أول مرة في عام 2015. يقدم هذا المهرجان فرصة لتجربة الأطعمة الكورية الشهيرة عالميا مثل الببيبيمباب والدكبوكي والكيم باب والراميون وغيرها بالمشاركة مع المطاعم والمتاجر الكورية التي تعمل في الكويت، بالإضافة إلى ذلك، تعقد سفارتنا منتدى المدينة الذكية سنويا منذ عام 2017 لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية بين البلدين. ومن خلال هذا المنتدى، فإننا لا نناقش تطوير المدن الجديدة فحسب، بل نقوم أيضاً بمناقشة سبل حل المشاكل التي تواجه العديد من البلدان من خلال استخدام التقنيات المبتكرة. وفي هذا العام، تنوي السفارة تنظيم منتدى حول مجالات الطاقة المتجددة مثل احتجاز الكربون والهيدروجين الأخضر.

خطة 2030

? كيف ترون آفاق العلاقات التنموية بين البلدين؟

? لقد عزز البلدان التعاون في مختلف المجالات بناءً على الثقة المتبادلة والصداقة. وإن العلاقة بين البلدين ضرورية بالفعل لكل منهما ليصبحا شريكين رئيسيين للاستعداد ومواجهة المستقبل معاً، وسنتعاون بشكل نشيط لتنفيذ رؤية الكويت 2035 التي تركز عليها الحكومة الكويتية والتي تتضمن التنويع الاقتصادي وتوسيع الطاقة المتجددة وبناء المجمعات السكنية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن البلدين، باعتبارهما دولتين محبتين للسلام وبناةً للسلام، سوف تتعاونان من أجل احلال السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي. خصوصا أن الكويت تتمتع بإمكانات لا حصر لها وهي شريك استراتيجي يسعى إلى تحقيق قيمنا كدولة نموذجية في الامتثال للمعايير الدولية وحماية السلام.

زر الذهاب إلى الأعلى