أمريكا تدخل على خط المواجهة وحزب الله أعدّ مفاجأة كبرى
بقلم: اكرم كمال سريوي
النشرة الدولية –
لم يعد سراً أن أمريكا أنزلت حوالي ألفي عسكري في إسرائيل، لتقديم المشورة والمساندة للجيش الإسرائيلي، حتى أنها اعترفت بسقوط عدد من جنودها في عملية الاستطلاع التي تم تنفيذها داخل قطاع غزة، لاستكشاف إمكانية تحرير الأسرى لدى حماس.
وعلى جبهة جنوب لبنان نعت المقاومة أكثر من أربعين شهيداً، ارتقوا في المواجهات الدائرة على الحدود، في حين تتكتّم إسرائيل عن عدد قتلاها في هذه المواجهات.
والسؤال البديهي الذي يطرح نفسه، كيف تمكّنت إسرائيل من تحقيق ذلك، رغم أن المقاومة نجحت في تدمير معظم أجهزة وكاميرات المراقبة الاسرائيلية، على طول الحدود الممتدة لأكثر من ١٠٥ كلم، من الناقورة إلى مزارع شبعا.
لقد أرسلت الولايات المتحدة الامريكية أكثر من 40 طائرة مُحمّلة بالمساعدات العسكرية، إضافة إلى حاملتي طائرات لدعم إسرائيل، وأهم أنواع هذه المساعدة تلخّصَ بوضع أحدث الدرونات الأمريكية في خدمة الجيش الإسرائيلي، لمراقبة غزة والحدود مع لبنان.
وتفيد المعلومات، أن الجيش الأمريكي وضع طائرتين من نوع MQ-9 Reaper لمراقبة تحركات رجال المقاومة في الجنوب اللبناني.
ومن المعروف أن هذه الطائرات تُصنّف من الأحدث في العالم، وهي من نوع الطائرة التي تم بواسطتها اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني في العراق، وكذلك الطائرة الأمريكية التي أسقطتها روسيا فوق البحر الأسود.
ومن أبرز مميزات هذه الطائرة أنها تحلق على ارتفاع يفوق 10 كلم ولمدة 40 ساعة متواصلة، وتؤمن مراقبة دائرية ب 360 درجة، وهي مجهزة بصواريخ وقنابل ذكية تصيب أهدافها بدقة عالية.
كما أن هذة الطائرة قادرة على الاتصال بالأقمار الصناعية عبر موجات X ومجهزة بكاميرات مراقبة عالية الدقة، وتعمل في مختلف ظروف الطقس.
لقد أمّنت الطائرات الأمريكية للجيش الإسرائيلي بديلاً عن أجهزة المراقبة الأرضية، التي تم تدميرها، وبات يتمتع بقدرة عالية على مراقبة منطقة العمليات في الجنوب ورصد تحركات رجال المقاومة، وهذا ما يفسر ارتفاع عدد شهداء حزب الله، رغم أن هؤلاء هم مقاتلون متمرسون، ولديهم معرفة في الأرض وخبرات قتالية عالية.
أفادت بعض المعلومات أن عناصر وضباط من الجيش الأمريكي هم من يدير هذه الطائرات.
هذا بالإضافة إلى استخدام إسرائيل لعدة أنواع من المسيرات، منها طائرة “هيرون” التي هي بمثابة نسخة إسرائيلية عن الطائرة الأمريكية MQ-9، وطائرة هيرون Heron TP التي دخلت الخدمة في الجيش الإسرائيلي عام 2010، وهي قادرة على حمل ذخيرة تصل إلى وزن 1000 كلغ، ومدة طيران حتى 36 ساعة.
وفي حين كشفت إسرائيل عن كامل ترسانتها وأوراقها في الحرب، فمن الملاحظ أن حزب الله حتى اليوم لم يكشف عن ترسانته، واقتصرت العمليات على استخدام صواريخ مضادة للدروع، نوع كورنت، وحتى أن بعضها من أنواع قديمة جداً كصواريخ “مالوتكا” السوفياتي الصنع، ويبدو أن الحزب يحتفظ بأوراقه السرية، وهو يُعدُّ مفاجأة كبرى لإسرائيل، في حال وسّعت من اعتداءاتها واندلعت الحرب الشاملة على جبهة الجنوب.
إن صمت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وكذلك عدم استخدام الحزب لأسلحته المتطورة، أقلق قادة العدو، وهذا ما دفع بالجيش الإسرائيلي إلى طلب مزيد من المساعدات الأمريكية، وأعلن البنتاغون أنه سيرسل نوعين من الأسلحة الأمريكية الحديثة المضادة للطائرات، لمواجهة صواريخ ومسيرات حزب الله، في عملية استباق لاحتمال توسع رقعة الحرب على عدة جبهات، إذا ما طالت الحرب على غزة