حزب الله يدخل الحرب.. اشتعال المنطقة آتٍ!
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إن الولايات المتحدة ترى “خطرًا متزايدًا” من اتساع الصراع في الشرق الأوسط، مع استمرار وكلاء إيران في استهداف القوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة.
تصريحات سوليفان لبرنامج “واجه الأمة” على شبكة CBS، شكلت مؤشرات خطيرة لاحتمالات أصعب في إشارة خفية حول- دخول حزب الله الحرب ضد دولة الاحتلال الصهيوني، وجيش الحرب الإسرائيلي- ما أكده سوليفان: “نحن يقظون، لأننا نشهد تهديدات متزايدة ضد قواتنا في جميع أنحاء المنطقة، وخطرًا متزايدًا لانتشار هذا الصراع إلى أجزاء أخرى من المنطقة، نحن نبذل كل ما في وسعنا لردع ومنع ذلك”.
.. مؤشرات الخوف، ذلك الصراع المتزامن مع حرب غزة: نفذت الولايات المتحدة غارات جوية استهدفت منشأتين مرتبطتين بالميليشيات المدعومة من إيران في شرق سوريا، في أعقاب سلسلة من الهجمات بطائرات دون طيار وصواريخ ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
وفي الإشارات العسكرية والأمنية ذكرت الولايات المتحدة أن الضربات الجوية ضد المنشآت المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له، لم تسفر عن وقوع أي إصابات.
وعند سؤاله عن الضربات الأمريكية على وكلاء إيران في المنطقة، قال سوليفان لشبكة ABC الأمريكية: “إذا استمرت الهجمات، سنرد، وأعتقد أن “الإيرانيين يفهمون رسالتنا”.
التصريحات تبدو روتينية، لكنها جدية، قد تضع انتباه القادم من الأيام، فالحرب على غزة فاقت الخيال العلمي في الأفلام الهوليودية، والغريب أن سوليفان يؤكد: “نحن بالطبع نتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية قواتنا، ولزيادة يقظتنا والعمل مع الدول الأخرى في المنطقة لمحاولة منع هذا الصراع الدائر حاليًا في إسرائيل وغزة من التحول إلى صراع إقليمي ولكن الخطر حقيقي، وبالتالي فإن اليقظة عالية، والخطوات التي نتخذها لردع ذلك ومنعه جدية ومنسقة ومستمرة”.
*قد لا تمضي ٤٨ ساعة..
.. أحداث اليوم من الجانب الآخر في الحرب على غزة، تلك المنارات “الخلفية” بين حزب الله والقوات الإسرائيلية.
*أولا: مصادر حزب الله – ١ -:
اكتشف مجاهدو المقاومة الإسلامية قوة مشاة إسرائيلية في موقع المالكية ومحيطه، فقاموا باستهدافها على الفور بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة.
*ثانيا: مصادر حزب الله – ٢ -:
استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة، ووقعوا فيه إصابات مباشرة.
*ثالثا:مصادر حزب الله – ٣ -:
قصف مدفعي إسرائيلي على أطراف بلدة ”مروحين” جنوب لبنان.
*رابعا: إعلام دولة الاحتلال الإسرائيلي 1:
إطلاق قذائف هاون من لبنان باتجاه موقع المالكية الإسرائيلي
*خامسا: إعلام دولة الاحتلال الإسرائيلي 2:
الجيش استهدف خلية حاولت إطلاق صواريخ مضادة للدروع من لبنان.
*سادسا: إعلام دولة الاحتلال الإسرائيلي 3:
حسن نصرالله يظهر في مقطع فيديو قصير ربما في إشارة لما هو قادم.
*سابعا: إعلام دولة الاحتلال الإسرائيلي 4:
أنباء عن إطلاق قذائف هاون من لبنان.
.. في مقابل ذلك، مدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي، تطلق قذائف حارقة على محيط بلدة كفر شوبا في القطاع الشرقي من جنوب لبنان.
*ثامنا: مصادر حزب الله – ٤ -:
اشتعال النيران في كريات شمونة بعد الهجوم الصاروخي الذي انطلق من الأراضي اللبنانية.
.. وصفارات الإنذار تدوي في نهاريا [نهاريا هي مستوطنة إسرائيلية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط شمالي غربي فلسطين، تقع بين مدينة عكا والحدود اللبنانية].
*تاسعا: صواريخ لا تتوقف:
صواريخ أطلقت من الأراضي اللبنانية باتجاه فلسطين المحتلة؛ ذلك أن الإعلام العبري لدولة الاحتلال يقول: حزب الله يقوم بزيادة عمليات إطلاق الصواريخ مع توسع عمليات الجيش الإسرائيلي البرية في قطاع غزة.
.. كل ذلك يضع تحركات حزب الله على الأرض، تنساق نحو تحولات صعبة في الموقف الإقليمي، انفجار الجبهة اللبنانية، ما يؤدي بالتالي الانفتاح محدود في الجبهة السورية، وتأزم الجهود الدبلوماسية والأممية والدولية أمام صلافة وعنجهية جيش الاحتلال، الذي ينتحر مع هوس الدعم الذي تعلن عنه الإدارة الأمريكية، فيما يشهد قطاع غزة أعنف الحروب اليومية التي حدثت كارثة تعلم تفاصيلها الإدارة الأمريكية المشاركة في دعم الحرب على الشعب الفلسطيني، وتتحول إلى حرب مدن بين غزة والقدس وجنين ونابلس وكل الضفة الغربية.
*حوار سعودي أمريكي.. مع مؤشرات «حرب إقليمية»
لفتت عديد من المصادر الإعلامية في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، والإعلام العبري والعربي، أنه تأكد عقد قمة سياسية تجمع بين وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، ووزير الدفاع لويد أوستن، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، وأعضاء من «مجلس الشيوخ» الأمريكي، في العاصمة واشنطن، وسط مؤشرات عسكرية وأمنية من شرارة التدخل في الحرب على غزة، وتحولات في موقف حزب الله والتصريحات الإيرانية الرسمية.
.. الحوار السعودي/ الأمريكي اتضح بعد أيام من الاجتياح الذي تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي في البر الشمالي والشرقي من قطاع غزة، واتساعها الفجوة الدبلوماسية الدولية بعد إقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة،.. إمتداد الحرب على غزة، المخيف مع «بدء توسيع عمليتها البرية في غزة»، حيث تتزامن الزيارة مع تعبير الولايات المتحدة والسعودية عن مخاوفهما من أن القتال بين إسرائيل و«حماس» قد يتوسع إلى حرب إقليمية، في إشارات لا تخرج عن أن هذه المخاوف، قد تجعل حزب الله ولبنان، تدخل الحرب.
*سيمون مونتيفيوري.. عن تأسيس إسرائيل أو مأساة الفلسطينيين.
عن كل التوقعات وكيفية نتائج التدخل الإقليمي، خصصت مطبوعات المجلس الأطلسي، التابعة لحلف الناتو، ما يعيد الصياغة التاريخية الجيوسياسية لحراك المقاومة في المنطقة والإقليم، وفي دراسة خطيرة في توقيتها للباحث سيمون مونتيفيوري.. عن تأسيس إسرائيل أو مأساة الفلسطينيين، بعنوان: رواية إنهاء الاستعمار وكاذبة.
..مونتيفيوري، كتب بحدية: لقد كان تحقيق السلام في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أمرًا بالغ الصعوبة قبل الهجوم الهمجي- النص كما في المجلس الأطلسي- الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر وقبل الرد العسكري الإسرائيلي، والآن يبدو الأمر شبه مستحيل، إلا أن جوهره أصبح أكثر وضوحًا من أي وقت مضى: في نهاية المطاف، التوصل إلى مفاوضات لإنشاء إسرائيل آمنة إلى جانب دولة فلسطينية؛ وأيًا كانت التعقيدات والتحديات الهائلة التي تواجه تحقيق هذا المستقبل، فإن هناك حقيقة واحدة لا بد أن تكون واضحة بين الأشخاص المحترمين: ألا وهي أن قتل 1400 شخص واختطاف أكثر من مائتين، بما في ذلك العشرات من المدنيين، كان خطأً فادحًا.
كان هجوم حماس يشبه غارة مغولية في العصور الوسطى للذبح والجوائز البشرية، إلا أنه تم تسجيله في الوقت الحقيقي ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، منذ السابع من أكتوبر نفى الأكاديميون والطلاب والفنانون والناشطون الغربيون جرائم القتل التي ارتكبتها طائفة إرهابية تعلن عن برنامج إبادة جماعية ضد اليهود، أو عذروها، أو حتى احتفلوا بها. بعض هذا يحدث في العلن، وبعضه خلف أقنعة الإنسانية والعدالة، وبعضه الآخر بشكل مشفر، وأشهرها “من النهر إلى البحر”، وهي عبارة تقشعر لها الأبدان تؤيد ضمنًا قتل أو ترحيل 9 ملايين إسرائيلي.. يبدو من الغريب أن نقول: إن قتل المدنيين وكبار السن وحتى الأطفال، هو أمر خاطئ دائمًا. ولكن اليوم يقول ذلك لا بد منه.
.. ماذا بعد ذلك؟!
هل بات الدخول الإقليمي، عبر حزب الله في الحرب، خلاصة شدت إليها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، بمعنى أن الخلاص من حرب غزة وإشكالياتها، توسيع الحرب لتكون مؤشرًا على التدخل الأكبر، إذا ما أرادت الولايات المتحدة استعراض عضلاتها.
..توقع حزب الله أن تخرج إسرائيل من الصورة تمامًا، إذا ما أرادت أن تنهي الحرب على القطاع، حزب الله بات بحاجة لحصة من قادم الحروب في المنطقة.
لا ننسى أن كابنيت الحرب في وزارة الحرب، أعلنت باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، رصد 10 عمليات إطلاق صواريخ عبر الحدود من لبنان اليوم، وأنه قام بالرد على مصادر الإطلاق، ما يدل على خطورة الموقف اليومي في حرب مفتوحة.