“شركة الهند الشرقية” تعود بأشكال متعددة وتسعى لحكم العالم..!!
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

غريب رأس المال يحكم ويتحكم في السياسيين بشتى بلاد العالم وعلى مر العصور، ويحولهم إلى أدوات ينفذون أوامر الشركات ويخوضون الحروب لأجلها ويفتكون بالبشر نُصرة لمخططاتها التوسعية، وكان بداية الوضوح في سيطرة رأس المال على القرارين السياسي والعسكري بفعل شركة الهند الشرقية التي غيرت أنظمة وعدلت قوانين حتى تزيد من هيمنتها وتفرض القرار البريطاني كون مقرها لندن، وخاضت حروب في بيلتسين وبوكسار والانجلو- ميسور والانجلو – مارثا، وأنشأت العديد من المصانع للتحكم بجميع رجال الدولة في الهند لتتحول إلى حاكم فعلي للهند، وجاءت نهاية الشركة حين أصبحت جزء رسمي من الحكومة البريطانية ثم قام البرلمان البريطاني بحلها.

شركة الهند الشرقية كانت الأولى التي تتحكم في دولة لكنها ليست الأخيرة، حيث ظهرت عديد الشركات التي تسيطر على الدول وتحكمها بالقوة الناعمة والتي تتحول إلى قوة عسكرية ضخمة تحكم العالم بالحديد والنار، وتبرز في هذا المجال الشركات التي تُعرف بقيادات الدولة العميقة في العالم حالياً وهي شركات الطاقة “النفط والغاز” والأدوية وصناعة الإعلام والأسواق المالية، فشنت الولايات المتحدة الحرب على العراق لأجل النفط ودمرت حضارة ونهبت مقدراتها الضخمة، وضخمت وباء كورونا في العالم ووضعت له إجراءات أرعبت وأرهبت البشرية إكراماً لشركات الأدوية التي ارتفعت أسهمها بشكل مبالغ فيه.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ذهبت الدول الكُبرى للسيطرة على الفكر البشري بقوة الإعلام المذهلة، ليسيطر الصهاينة على أضخم شركات الإعلام في العالم وامتدت أيادي تلك الشركات كالأخطبوط صوب بقية الدول، وأقامت لها منصات إعلامية باسماء مختلفة وبالذات في الوطن العربي مرتديه الزي العربي لتظهر بأنها قنوات وطنية وقومية، ولكنها في الحقيقة ذراع صهيوني للتلاعب بفكر الشعوب بتوفير منصات إعلامية للصهاينة لنشر سمومهم ولتوفر الغطاء لتدمير سوريا وليبيا واليمن ولبنان والعراق، وانجر وراء فكرها أصحاب الفكر الرقيع الملوث ليتحولوا لسوس ينخر في تاريخ العرب وحاضرهم ومستقبلهم ويفرضوا قرارهم على الدول المهزوزة.

وزاد ضغط الغرب على العالم باعتماد الدولار كعملة عالمية دون أن يكون له قيمة حقيقية، لينهبوا ثروات العرب بأوراق غير محمية بالذهب ليمنح العرب الدولار قوة نفطية ليصبح اسمه البترودولار، ليكون القوة العسكرية التي تتحكم باقتصادات الدول لتهبط عملات الدول التي تغضب عليها واشنطن كما حصل في الليرة السورية والدينار العراقي، كما استحوذت واشنطن على عديد شركات العالم وسيطرت على القرار السياسي في دول كثيرة بفضل المنح والدعم والقروض، ليكون الدولار شركة هند شرقية بل عالمية ينهض ويدمر الدول حسب قرار الدولة العميقة.

وظهرت سطوة رأس المال في الحرب على غزة حين وقف الغرب خلف الكيان الصهيوني، وبالذات الدول المحكومة بالغاز الروسي وفي مقدمتها ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، والأخيرة وقعت عقود مع الكيان الصهيوني لاستخراج الغاز في المياة الاقليمية لفلسطين مقابل غزة من خلال شركة النفط البريطانية بمبلغ مليار ونصف المليار دولار، ووقع العقد أكشاتا مورتي زوجة رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك التي تملك الحصة الأكبر من أسهم الشركة، لنجد ان سناك قدم دعماً كبيراً للكيان الصهيوني لتدمير غزة وتهجير أهلها للحصول على الغاز على طريقة شركة الهند الشرقية مستفيداً من خبرات أسياده في نهب خيرات الهند ليحاول إسقاطها على غزة، لكن الصمود الأسطوري للمقاومة أذهله وسيتسبب بفسخ العقود الصهيوبريطانية.

آخر الكلام:

رحم الله الملك فيصل صاحب فكرة الدينار العربي، ومعمر القذافي الذي أراد إطلاق الدينار الافريقي، وكلاهما قتل بأياد عربية وتخطيط أمريصهيوني، ليرتعب الجميع من تكرار التجربة خوفاً من موت محقق

Back to top button