هالوين وتأمين
بقلم: إيمان حيدر دشتي

النشرة الدولية –

سقط بيدي منشور إعلان حفلة هالوين ممهور بملاحظة أن الدعوة عامة، اخبرت زوجي فرد شيطلع الهالوين؟ اجبته: مهرجان يحتفل الغرب فيه بانتقال العام المنقسم إلى موسمين، موسم نور وظلمه، حيث يكون بداية الشتاء والظلام، يحتفلون فيه بالأموات والأرواح الراحلة بالتنكر ومشاركة الطعام، تحول في السنوات الأخيرة إلى عيد خطر يمارس فيه البعض مقالب عنيفة.

قررت الحضور رغم أن الحفل بدأ في وقت متأخر من الليل، وفي القاعة التي مساحتها 365 مترا، كان مشهد الحضور مرعبا، إما مصاصو دماء أو أكلة لحوم البشر أو مجرمون بلباس عسكري مدججين بأنواع الأسلحة، بحثت عن الأميرات والأطفال بملابسهم التنكرية اللطيفة والشباب المتنكرين بملابس ظريفة فلم أجدهم! فقد تركوا ليكونوا طعاما للأرواح الشريرة، واذا بفوج من مصاصي الدماء وأكلة لحوم البشر والقتلة والسفاحين يأتون باتجاهي حاملين الراية إما أن أكافئهم بحلوى على عملهم أو تهديدي بتنفيذهم المقلب، وفي محاولتي مغادرة تلك الحفلة الدموية، واذا بي استيقظ من نومة العصر وكوابيسها، نومة حرمت عيون أهل غزة منها، فشربت كوبا من الماء العذب الذي بات صعب المنال، يالها من مأساة نسعى ونسر لحصولهم على أبسط المسلّمات من النوم والماء والدواء، فكل تأمل في الواقع هناك يريك تكاثر الموت والإعاقة والمرض، أعوذ بالله أن آلف مصابهم.

طالعت «الأنباء» فلا أتوقف عن القراءة وإن توقفت عن الكتابة، فسقطت عيني على خبر نية زيادة نسب العمالة الوطنية في قطاع التأمين، حيث لا تتجاوز النسبة الحالية اكثر 18%، لما لا؟ فساعات العمل في قطاع التأمين مناسبة ويتبع الدولة بمعظم الإجازات كما أن معدلات الأجور تتناسب فيه مع طبيعة العمل.

يزخر القطاع بفرص عمل مثل وظائف السكرتارية والتسويق والمحاسبين والمحامين والمهندسين وحتى أصحاب الشهادات في العلوم الصحية بأنواعها إلى جانب التخصصات في مجالات التأمين، كما يتيح للكفاءات التدريب واعتلاء المناصب الإدارية والقـــيادية العليا، ومع غزارة المخرجات التـــعليمية في هذه التخصصات إلى جانب عدد لا بأس به من الشباب الكويتي المتمرس بهذا القطاع منذ سنوات، ولحيوية القطاع وأثره على الاقتصاد، حيث يستثمر مدخرات الأفراد كما يقوم بنقل المخاطر وتحملها، يتوجب المضي قـــدما بتكويت نسبة جيدة من الوظائف فــــي الإدارة المتوسطة والعـــليا بدءاً من منصب الرئيس التنفيذي كما هو معمول به في القطاع المصرفي، فهي خطوة ايجابية وستشكل فارقا في سوق العمل وتحسن من التركــيبة السكانية.

زر الذهاب إلى الأعلى