رسالة نواب الرئيس بايدن فى الحزب الديمقراطى: زودونا عن كيفية تنفيذ إسرائيل لعملياتها العسكرية
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

تباينت الأحوال السياسية- الأمنية التي تفاعلت مع رسالة أرسلها 26 عضوًا من أعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ.

الرسالة وصفت بأنها تضع مؤشرات سياسية على أرض الواقع، قد تمتد تأثيراتها، وجمالها إلى حد سياسي أمني “يدق ناقوس الخطر” أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ ذلك أن نواب حزب الرئيس طرقوا عدة قضايا في رسالتهم التي حاولت الإدارة الأمريكية تجاوزها في ظل دبلوماسية محكومة حول المنطقة والإقليم والمجتمع الدولي.

الحزب الديمقراطي، ونوابه الـ 26، ركزوا على مسألة تتعلق بشأن سقوط ضحايا من المدنيين في غزة، وكما أكد المصدر الذي كشف الرسالة، ونقلتها لصحيفة The Hill الإعلامية الأميركية لورا كيلي.

 

*أنصار بايدن الأقوياء!

.. تقول كيلي، أعرب أكثر من عشرين من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين عن قلقهم للرئيس بايدن بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي تستهدف حركة حماس في قطاع غزة، والتي أدت إلى ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين الفلسطينيين، وخاصة بين الأطفال والنساء.

.. وكشفت في صحيفتها المهتمة بالبيت الأبيض والكونجرس، أنه في رسالة إلى الرئيس بايدن، التي أُرسلت يوم الأربعاء، طلب “أنصار الرئيس الأقوياء” من مسئولي الإدارة إطلاع الكونجرس على كيفية تنفيذ إسرائيل لعملياتها العسكرية للتخفيف من الخسائر في صفوف المدنيين في غزة مع تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على حركة حماس.

وكما في التحليل، الذي نشر في وقت عصيب من أزمة الحرب على غزة، تلك العدوانية والتطرف العسكري القاتل من قبل الجيش الإسرائيلي، جيش الاحتلال، برز من بين الموقعين على الرسالة أعضاء ديمقراطيون في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، بما في ذلك الرئيس جاك ريد (DR.I.)، وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بما في ذلك السيناتور كريس فان هولين (ديمقراطي من ماريلاند)، وكريس مورفي (ديمقراطي). (ديمقراطي من كونيتيكت) وبريان شاتز (ديمقراطي من هاواي)، من بين آخرين.

*تفاصيل من نصوص الرسالة

المصدر، نشر عدة نصوص مهمة من رسالة  الحزب الديمقراطي إلى الرئيس بايدن، ومما كتب أعضاء مجلس الشيوخ:

*أولًا: زودونا بالمعلومات!

نطلب من فريقكم بكل احترام أن يزودنا بالمعلومات المتعلقة بهاتين الأوليتين الأمريكيتين الواضحتين:

1.:  كيفية: دعم استراتيجية إسرائيلية من شأنها أن تقلل بشكل فعال وتهزم التهديد الذي تمثله حماس.

2: اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين في غزة.

*ثانيًا: المزيد من النفوذ على إسرائيل.

.. بينت الرسالة ما تتعرض إدارة بايدن لضغوط متزايدة لممارسة المزيد من النفوذ على إسرائيل بشأن عملياتها العسكرية في غزة وسط حصيلة مذهلة من القتلى، وفقا لوزارة الصحة في غزة التي تسيطر عليها حماس، وصلت إلى أكثر من 10000 فلسطيني.

*ثالثًا: إشارات غوتيريش

.. ونبهت الرسالة الي ما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأربعاء إن هناك “شيئًا خاطئًا بشكل واضح” في العمليات العسكرية الإسرائيلية نظرًا لعدد القتلى في غزة ووصف الأزمة الإنسانية بأنها “أزمة إنسانية”.

*رابعًا: جماعات الإغاثة والأمم المتحدة.

.. وحددت الرسالة إلي ما شكك بايدن ومسئولوه في الأرقام التي أبلغت عنها وزارة الصحة في غزة، وألقوا باللوم على حماس لاستخدام المدنيين كدروع بشرية، قالت جماعات الإغاثة والأمم المتحدة إن تقييمات الضحايا في أعقاب جولات الصراع السابقة تتوافق إلى حد كبير مع تقييمات مسئولي الصحة في غزة.

*خامسًا: تمويل الحرب

ينتبه هذا الجزء من الرسالة إلى: زودت إدارة بايدن إسرائيل بالأسلحة ودعت الكونجرس إلى تمويل ما يقدر بنحو 14 مليار دولار من التكاليف الإضافية الأمنية للدولة لمواصلة القتال، وقال الرئيس وكبار نوابه إنهم أبلغوا إسرائيل بأن عليها تنفيذ عملياتها العسكرية وفقا للقانون الإنساني الدولي.

وأن أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الستة والعشرين المذكورين في الرسالة، رغم دعمهم للمساعدة الأمريكية لإسرائيل، إلا أنهم يثيرون المخاوف بشأن كيفية استخدام الأسلحة الأمريكية.

*سادسًا: ضمان تنفيذ العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة وفقًا للقانون الإنساني الدولي.

.. الرسالة وضعت بندًا مهمًا، يحرك تعاطف المجلس والقواعد الحزبية للرذيس بايدن: “نطلب منك إبلاغنا بالآليات المحددة التي تضعها لضمان تنفيذ العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة وفقًا للقانون الإنساني الدولي ولضمان استخدام أي معدات توفرها الولايات المتحدة بطريقة تتفق مع القانون الدولي الإنساني”، وكتب أعضاء مجلس الشيوخ: القانون الأمريكي.

*سابعًا: أيدي المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين

طلب المشرعون من بايدن الحصول على تأكيدات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الإمدادات الأمريكية من البنادق لن تصل إلى أيدي المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين في الضفة الغربية، المتهمين بارتكاب أعمال عنف وقتل الفلسطينيين في القرى المتاخمة غير القانونية.

*ثامنًا: الدعم الأمريكي للعمليات الإسرائيلية

كتبوا نواب الحزب الديمقراطي، أن “المعلومات المطلوبة في هذه الرسالة، ستساعدنا على ضمان أن الدعم الأمريكي (..) للعمليات الإسرائيلية داخل غزة يحقق هذه الأهداف”.

.. في ذات الرسالة، قال أعضاء مجلس الشيوخ إنهم يؤيدون تقديم مساعدة إضافية لإسرائيل تتناول خمسة مجالات رئيسية: تقليص وهزيمة التهديد الذي تشكله حماس، وإعطاء الأولوية لإطلاق سراح الرهائن، ووضع خطة للعمل من أجل حل الدولتين لإقامة دولة فلسطينية، والالتزام بقرارات الولايات المتحدة والقانون الدولي مع حماية المدنيين وتقديم المساعدة الإنسانية للمدنيين في غزة.

 

 

.. تقول الصحيفة التي كشفت الرسالة، أن الرئيس الأمريكي الكونجرس، لديهم دراية بأن التحديات العسكرية في المدينة هائلة، لكن إسرائيل تواجه أيضًا ضغوطًا سياسية متزايدة لإنهاء الحرب مع استمرار الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم للمطالبة بوقف إطلاق النار.

 

وفي الولايات المتحدة، تضغط إدارة بايدن ومجموعة متزايدة من المشرعين الديمقراطيين على إسرائيل للموافقة على “هدنة إنسانية” للقتال للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وتوفير ممر آمن للمدنيين خارج المناطق المحاصرة.

وأشارت إلى توقعتها بأن تصل الدبلوماسية الأميركية مع المنطقة والعالم إلى نتيجة ما، وأشارت إلى تاريخ من الصراع بين دولة الاحتلال وحركة حماس، ولفتت: انسحبت إسرائيل من الحروب السابقة – بما في ذلك الصراعات مع جماعة حزب الله اللبنانية في عامي 1996 و2006 – قبل استكمال أهدافها العسكرية، بسبب قوى سياسية ودبلوماسية.

.. ومما قالته في هذا الخصوص، أن الساعة الدبلوماسية تدق، فهل سيصمد الدعم الأمريكي الرئيسي للعملية لفترة كافية من الوقت حتى تتمكن إسرائيل من إستكمال أنشطتها؟

*الأمريكيون منقسمون بشأن دولة الاحتلال الإسرائيلي وحربها على حماس.

في أبرز القراءات التي نشرتها الباحثة الأمريكية لورين إيروين، قالت إن آخر الاستطلاعات أفرز أنه:

ينقسم الأمريكيون حول شعورهم إزاء رد فعل إسرائيل على الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس الفلسطينية في 7 أكتوبر، بحسب استطلاع نشر، في الإعلام الدولي الأمريكي.

وجد الاستطلاع الذي أجرته وكالة أسوشيتد برس ومركز NORC أنه في حين أن نسبة كبيرة من الأمريكيين ينظرون إلى إسرائيل كحليف ويضعون قدرًا كبيرًا من المسئولية على حماس في الصراع، إلا أن هناك نقصًا في الإجماع في الرأي العام في الولايات المتحدة حول الضربات الإسرائيلية اللاحقة في غزة.

*مصالح ودلالات

يقول عدد أكبر من الناس أن إسرائيل هي حليف أو شريك للولايات المتحدة الآن، مقارنة بما كان عليه الحال في استطلاع أغسطس؛ وقال 44% من المشاركين في استطلاع هذا الشهر، مقارنة بـ 32% في أغسطس، إن الولايات المتحدة تتقاسم المصالح والقيم مع إسرائيل كحليف.

ووجد الاستطلاع أيضًا أن 43% من المشاركين يعتقدون أن الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل القدر المناسب من الدعم. وانقسم المجيبون على أسس حزبية، حيث عبروا عن آراء معارضة لتدخل الولايات المتحدة في كل من إسرائيل وفلسطين.

وكان الديمقراطيون أكثر ميلًا إلى القول إن الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل الكثير من الدعم وليس الدعم الكافي للمدنيين الفلسطينيين في غزة، بينما قال الجمهوريون عكس ذلك.

ومع ذلك، يتفق الجمهور بشكل عام على أن حماس هي المسئولة عن الصراع؛ يعزو 66% من المشاركين الكثير من المسئولية عن الحرب إلى الجماعة المسلحة، التي أعلنتها الولايات المتحدة ودول أخرى منظمة إرهابية، بينما ألقى 35% اللوم على الحكومة الإسرائيلية.

في الأسابيع التي تلت الهجوم الأولي، أرسل الجيش الإسرائيلي وابلًا من الضربات إلى قطاع غزة المكتظ بالسكان، وتزايدت الدعوات لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وسط مخاوف من مقتل المزيد من المدنيين.

ويقول حوالي 40% من المشاركين في الاستطلاع إن رد إسرائيل على حماس “ذهب إلى أبعد من اللازم”، في حين يقول 38% أن رد فعلها كان صحيحًا. ويعتقد أكثر من نصف الديمقراطيين، 58%، أن الرد كان أكثر من اللازم، بينما يقول 18% من الجمهوريين نفس الشيء.

*آراء أقوى حول أن تصبح فلسطين دولة

ووجد الاستطلاع أن طور الأمريكيون آراء أقوى حول أن تصبح فلسطين دولة مستقلة.

وفي استطلاع أغسطس، وجدت NORC أن 58% من المشاركين لا يؤيدون ولا يعارضون حصول فلسطين على الاستقلال. والآن، أصبح المشاركون في الاستطلاع يتماشى مع الاتجاهات الحزبية، حيث أصبحوا أكثر معارضة أو تأييدا لاستقلال فلسطين عما كانوا عليه قبل بدء الصراع.

ووجد الاستطلاع أن المشاركين في الاستطلاع كانوا أكثر ميلا للقول إن توفير الإغاثة الإنسانية ومنع إلحاق الأذى بالمدنيين يمثلان أولوية أعلى من تمويل التدخل العسكري.

إن القضية الأكثر أهمية التي تثير قلق الأمريكيين هي استعادة أكثر من 200 رهينة احتجزتهم حماس في غزة – ومن بينهم بعض المواطنين الأمريكيين. وقال ما يقرب من ضعف عدد المشاركين في الاستطلاع إن إنقاذ الرهائن يمثل أولوية أعلى من تقديم المساعدة للجيش الإسرائيلي، وقتل نحو 1400 شخص في إسرائيل في الهجمات الأولية التي شنتها حماس. وحسب وزارة الصحة في غزة، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 10 آلاف يوم الاثنين.

تم إجراء استطلاع AP-NORC في الفترة من 2 إلى 6 نوفمبر مع 1239 شخصًا بالغًا. ويبلغ هامش الخطأ 3.9 نقطة مئوية.

.. ما زالت الأعمال الحربية تزداد ضراوة، في وقت تتلاعب الإدارة الأمريكية قرارها الذي منح حكومة السفاح نتنياهو الكرت الأحمر لقيادة حكومة الحرب الإسرائيلية التي تمارس أبشع العمليات الصهيونية الإرهابية التطرف، إلى حد أصبحت غزة مدينة منكوبة بالكامل، وكل ذلك في ظل شلل متواصل رباعي من المجتمع الدولي وفشل أي دبلوماسية وجهود سريعة لإنقاذ القطاع وكل الشعب الفلسطيني والمنطقة من أفكار حكومة نتنياهو المتطرفة التي تريد الحرب، وتصعيدها الإقليمي، دون أن تنتبه الولايات المتحدة الأمريكية إلى ما يحدث على أرض الواقع.. غزة الآن مدينة منكوبة والحذر من الصمت.

Back to top button