المحامي فيليب أبي فاضل: “أخــــــي عِ”
المحامي فيليب طانيوس أبي فاضل

النشرة الدولية –

تسأل يا أخي لماذا أنا أكتب هذه الأسطر؟ ولمن أوجّهها؟

وهل صحيح أن واجبنا، أنت وأنا أن نعي؟ وما مصدر الكلام؟

من المتفق عليه، وغير قابلٍ للجدل، تعلّق الإنسان بمعتقده، والتصرّف وفق هذا المعتقد، لا سيما متى اعتبر المعتقد ربّانياً، فبوسعنا أن نناقش أي فكرة تطرح بيننا وبين الغير، الى أن نصل الى الفكرة الدينية، فيتوقّف الحوار بتمسّك كل فريقٍ بمعتقده الديني وكأنّ لكل فئة من فئات الشعب – وأقول الشعب وليس الشعوب – كون الرواية الدينية تقول أننا جميعنا أبناء آدم وحوّاء، وان كانت تقول أن أبناء آدم أربعة، وكل واحد منهم بنى لنفسه شعباً مستقلاً، وتقول روايات أخرى أنه كان لآدم العديد من الأبناء.

ليس هذا موضوعنا، ولا يهمّنا تكاثر أبناء آدم وحوّاء، بل كيف سلّط أبناء سام أنفسهم على باقي الشعوب، ولكي يدعموا هذا التسلّط ويبرّروا هذه السلطة يرجعون الى كتابهم، وهنا تتوقف كل إمكانية للنقاش والحوار.

من مراجعة الكتاب الديني المعروف لليهود – وهو التوراة – ما لم يكن كتاب آخر غير معروف أو معلن عنه، نعرف نحن اللبنانيين ومعنا كل من يعيش على الأرض بين النيل والفرات، هو يعيش في أرضٍ لم تبقَ له، مع أنه صاحبها الأصلي، ذلك أن أنبياء “إسرائيل” كانوا يناقشون الله ويحادثونه، وكما هو إلههم الخاص والذي جعلهم شعبه الخاص وراح يطرد الشعوب من أمامهم ويعطيهم أرض هؤلاء المطرودين. ويشمل إلههم طرد العديد من الأمم ومن الشعوب، كما سنورد من حرفية ما أتت به التوراة.

إنني لا أعرف ما الذي يجمع بين المحبّة والكره، بين الحبّ الجامع، ومن جميع الشعوب، وبين طرد الشعوب لمصلحة شعبٍ خاص جعله إلهه شعبه الخاص.

المعلوم أن التوراة مقسّمة الى أسفارٍ، وكلّ سفرٍ الى إصحاحات؛ فتعالوا نلاحق مركزنا في هذه الأسفار والإصحاحات، لنعرف أننا نعيش وفق التوراة في أرضٍ ليست أرضنا، بل أعطاها الله الى شعبه الخاص.

من حسن الترتيب في البحث أن نبدأ بما ذكرت التوراة أرضاً لشعب الله المختار وما حدّدوها.

في الأسطر الأخيرة من الإصحاح الخامس عشر من التكوين نقرأ ما حرفيته:

هذه هي الشعوب التي ستطرد من الأرض التي جيّرها الربّ لأبرام بين النيل والفرات.

ويؤكد الربّ موقفه في العديد من الإصحاحات اللاحقة، ويعقد الصفقات في طرد الشعوب وإحلال العبرانيين – الإسرائيليين محلّهم، وبعد أن أبدل الله إسم أبرام بإبراهيم وفي الإصحاح السابع عشر من التكوين يقول له:

” وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهداً أبدياً. لأكون إلهاً لك ولنسلك من بعدك وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكاً أبدياً وأكون إلههم “.

هذه أرضنا بعقيدة “إسرائيل” هي أرضها وقد وهبت لها من الله ويوم يكتمل عدد الإسرائيليين سيطردوننا من أرض لبنان الواقع ضمن حدود الأرض المهداة لهم.

من هنا وجب علينا الحذر وعدم الركون الى الإسرائيليين أو عقد صلح معهم، لأنهم سينقضون كل العهود ويفسخون كل العقود، وهذه صورة مواقفهم ظهرت وتظهر جلياً في إتفاق أوسلو وإقامة الدولتين ومشاريع التطبيع. فلنأخذ هذه التصرّفات مثالاً لما سيكون.

ومع أن التوراة تعترف أن الفلسطينيين أصل في فلسطين في الإصحاح الواحد وعشرين من سفر التكوين، نقرأ ان إبراهيم وأبيمالك:

” فقطعا ميثاقاً في بيرسبع ثم قام ابيمالك ونيتول رئيس جيشه ورجعا الى ارض الفلسطينيين، وغرس ابراهيم اثلا في بيرسبع ودعا هناك باسم الرب الآله السرمدي. وتغرب ابراهيم في ارض الفلسطينيين اياماً كثيرة “.

 

وتجدر الإشارة الى استعمال “الفلسطينيين” لا “فلسطين ” للدلالة على شعبٍ لا على أرض، ورغم هذا تريد “إسرائيل” اليوم تهجير الفلسطينيين أصحاب الأرض والإستئثار بأرض فلسطين وإحلال “اليهود” محلّهم.

ويتابع الله (طبعاً إلههم الخاص بهم) طرد الشعوب بين النيل والفرات، ليعطيها هبة لإسرائيل ونسله.

فالله هو الذي يخرج موسى وشعبه من مصر ويأتي بهم ليطرد الشعوب أمامهم كأن الله ليس له شعب غير الإسرائيليين أو أن الله يوزّع صكوك ملكية على الشعوب. فتعالوا ننتقل معاً من سفر التكوين الى سفر الخروج ونكمل طريقنا الى الإصحاح الثالث والثلاثين من الخروج، وفي مستهلّه:

” وقال الربّ لموسى إذهب إصعد من هنا أنت والشعب الذي أصعدته من أرض مصر الى الأرض التي حلفت لإبراهيم واسحق ويعقوب قائلاً لنسلك إعطيها وأنا أرسل أمامك ملاكاً وأطرد الكنعانيين والأمّوريين والحثيين والفرزيين والحوريين واليبوسيين “.

ونلاحظ هنا أن الشعوب المطرودة هنا ليست نفس الشعوب المطرودة في التكوين، وإن يكن إشتراك في الأمم المطرودة وكأن الله يكنس الشعوب من أرضها ليهب هذه الأرض الى نسل إبراهيم واسحق ويعقوب.

فلنحترز منذ الآن ولننبّه أعقابنا الى الخطر الذي ينتظرهم، وهم أيضاً قد وعدهم الله بالأرض، فكأنه يقول لهم وللإسرائيليين لا سلام بينكم واقتتلوا باكراً على الأرض التي تعيشون فيها، مع خلق عنصرية حادة عند الإسرائيليين ألا يعيشوا مع أحد ولا يتركوا أحداً يعيش معهم.

والله قد أوجد التجسّس للإسرائيليين، ففي مطلع الإصحاح الثالث عشر من العدد:

” ثمّ كّلم الرب موسى قائلاً إرسل رجالك ليتجسّسوا أرض كنعان التي أعطيها لبني اسرائيل “.

 

إذا كانت هذه هي هدية الله، ألا يحقّ لنا أن نتمسّك بأرضنا وندافع عنها ونطرد كل من يفكّر في الإستيلاء عليها.

ويتكرر في العدد الوعد بالطرد ووهب الأرض وتختلف أمكنة إعطاء الوعد من الله وكلامه مع موسى.

ففي الإصحاح الثالث والثلاثين من العدد نقرأ أن:

” كلّم الربّ موسى في عربات مؤاب على أردن أريحا قائلاً: كلّم بني اسرائيل وقل لهم أنكم عابرون الأردن الى أرض كنعان، فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم وتمحون جميع تصاوينهم وتبيدون كل أصنامهم المسبوكة وتخربون جميع مرتفعاتهم. تملكون الأرض وتسكنون فيها لأني قد أعطيتكم الأرض لكي تملكوها. وتقتسمون الأرض بالقرعة حسب عشائركم. الكثير تكثرون له نصيبه والقليل تقلّون له نصيبه.

حيث خرجت له القرعة فهناك يكون له حسب أسباط آبائكم تقتسمون. وإن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكاً في أعينكم ومناخس في جوانبكم ويضايقونكم على الأرض التي أنتم ساكنون فيها فيكون أني أفعل بكم كما هممت أن أفعل بهم “.

تعال أخي القارئ نستعيد قراءة هذا النصّ ونحلّل ما فيه من خطرٍ أكيد على مستقبلنا في هذه الأرض التي يقول اليهودي ان الله قد خصّه بها دون السماح لأهلها الأصليين في البقاء ساكنين فيها.

يجب أن نعرف أولاً أن الكلام كلام الله، وأن ناقله موسى النبيّ، وهو ينقله، حسب الكتاب، من حديثه المباشر مع الله، لا بوساطة ملاك أو أي وسيط سماويّ، وأول ما على الوافدين الى الأرض هو أن يطردوا كل السكان، فلا تمييز في الولاء أو في الدين أو في الطوائف، ويجب أن تمحى مظاهر تديّنهم جميعها وتخرَّبَ مرتفعاتهم؛ وعلى المقتسمين أن يسكنوا الأرض، لأن الله أعطاهم إياها ليملكوها وليس ليسكنوها فقط؛ ولكي لا يتزاحموا أو يتقاتلوا فيما بينهم، فقد رسم لهم كيف يقتسمون الأرض التي أعطاهم، بحيث تراعى أعداد قبائل الموهوبين. والمهمّ المهمّ بعد التقاسم والسكن أن لا يبقوا بينهم أحداً من أصحاب الأرض وإلا كان الباقي أو المستبقى شوكةً في العين ومتخس (أي محرز)

في الجنب ومن ذا الذي يحتمل ذلك؟. وينهي الرب مع موسى بتهديد من ملّكهم الأرض، بأنهم إذا أبقوا معهم فيها أياً من أبنائها، فالله سيشرّد من أعطاه الأرض.

والسؤال: أرض من هذه التي منحت للإسرائيلي؟ هي أرض كنعان، أيّ أرض سكان ما بين النيل والفرات. فهل نلوم أو نتذمّر أو نعنّف من يستبق الأمر في الدفاع عن أرضه؟ أم أن من واجبنا مؤازرته؟

ويستهلّ الإصحاح اللاحق – الإصحاح الرابع والثلاثون – بتكرار الوعد والتشديد عليه وإيضاحه، لمن لم يجده واضحاً في الإصحاح السابق، فيكلّم الربّ موسى مجدّداً وعلى سبيل التكرار والتشديد وإيضاح التخوم:

” وكلّم الربّ موسى قائلاً: أوصِ بني إسرائيل وقل لهم أنكم داخلون الى أرض كنعان، هذه هي الأرض التي تقع لكم نصيباً. أرض كنعان بتخومها. تكون لكم ناحية الجنوب من بريّة صين على جانب أدوم. ويكون لكم تخم الجنوب من طرف بحر الملح الى الشرق. ويدور لكم التخم من جنوب عقبة عقربيم ويعبر الى صين وتكون مخارجه من جنوب قادش برنيع ويخرج الى حصر آدار ويعبر الى عصمون. ثم يدور التخم من عصمون الى وادي مصر وتكون مخارجه عند البحر.

وأما تخم الغرب فيكون البحر الكبير لكم تخماً. هذا يكون لكم تخم الغرب. وهذا يكون لكم تخم الشمال. من البحر الكبير ترسمون الى جبل هور. ومن جبل هور ترسمون الى مدخل حماة وتكون مخارج التخم الى صدد. ثم يخرج التخوم الى زفرون. وتكون مخارجه عند حصر عينان. هذا يكون لكم تخم الشمال وترسمون لكم تخماً الى الشرق من حصر عينان الى شفام. وينحدر التخم من شفام الى ربلة شرقي عين. ثم ينحدر التخم ويمسّ جانب بحر كنارة الى الشرق. ثم ينحدر التخم الى الأردن وتكون مخارجه عند بحر الملح هذه تكون لكم الأرض بتخومها حواليها “.

أرض كنعان – أرضنا – وقعت نصيباً معطياً من الربّ لإسرائيل، والحدود المرسومة في الإصحاح، واضح تماماً أننا وفق هذا الإصحاح نحن في الأرض المرسومة، فهل ندافع عن أرضنا بعدم التطبيع مع عدوّنا؟ أم نطبّع معه ونعترف به بأرضنا ونرحل عنها؟؟

وهل ميّز النصّ بين فئاتٍ من الشعب الذي يعيش في الأرض المرسومة؟ هل فضّل فئةً على أخرى، أم فضّل المسلمين على المسيحيين، أم فضّل المسيحيين على المسلمين؟ وهل قَبِل أن يترك ساكناً من سكان الأرض مع من أعطاهم إياها؟

وفي الإصحاح الرابع والثلاثين من الخروج، يكلّم الربّ موسى محذّراً ومؤكداً وظالماً باقي الشعوب فيقول له:

” إحفظ ما أنا موصيك اليوم، ها أنا طاردٌ من قدامك الأموريين والكنعانيين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين “.

وينبّهه في علاقاته مع أهل الأرض المطرودين – الأرض المتبرّع بها لجماعة موسى وإبراهيم وإسحق ويعقوب، فيقول الربّ لموسى:

” إحترز من أن تقطع عهداً مع سكان الأرض التي أنت آتٍ إليها لئلا يصيروا فخاً في وسطك. به تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم… ” .

وبلغةِ اليوم، تدمّرون مذابح الكنائس وصور القديسين وتماثيل المسيح والعذراء والقديسين وتهدمون المآذن والجوامع ولا تتوافقون أو تتصالحون مع أهل الأرض ولا تبقون أحداً منهم في أرضه.

أليس ما يقوم به الإسرائيليون في أرض فلسطين من إستيطان وإحلال سكان محل أصحاب الأرض الحقيقيين وتخريب ولا يبقون حجراً أو بشراً في غزّة – وفي كامل فلسطين المحتلة – كل ذلك بإيمان منهم وقد عبّر عنه بعض حكامهم ووزرائهم عندما صنّفوا أهل غزّة في صنف الحيوانات ولم يبقوا مساكن ولا مستشفيات ولا كنائس أو جوامع، ولننتظر مثل ذلك إن لم نتمسّك بأرضنا وندافع عنها ونزرع روح المواطنة في نشئنا ونبعده عن الإنتماء الطائفي والمنطقي الضيق إلى رحاب الإنتماء الوطني الجامع.

وكما أن لبنان قد أعطي مع محيطه لشعبٍ آخر وفق إبراهيم واسحق ويعقوب وموسى، فقد ذكر بالإسم، ما يجعلني أكرّر العنوان “أخي….عِ”.

ففي الإصحاح الأول من التثنية بالحرف:

” هذا هو الكلام الذي كلّم به موسى جميع إسرائيل في عبر الأردن في البريّة في العربة قبالة سوف بين فاران وتوفل ولابان وحضبروت وذي ذهب.

أحد عشر يوماً من حوريب على طريق جبل سعير الى قادس برتيع. ففي السنة الأربعين في الشهر الحادي عشر في الأول من الشهر كلّم موسى بني اسرائيل حسب كل ما أوصاه الربّ إليهم. بعدما خرّب سيحون ملك الأموريين الساكن في حشبون وعوج مالك باشان الساكن في عشتاروت في أذرعي. في عبر الأردن في أرض موآب إبتدأ موسى يشرح هذه الشريعة قائلاً: الربّ إلهنا كلّمنا في حوريب قائلاً: “كفاكم قعود في هذا الجبل، تحولوا وارتحلوا وادخلوا جبل الأموريين وكل ما يليه من العربة والجبل والسهل والجنوب وساحل البحر أرض الكنعاني ولبنان الى

النهر الكبير نهر الفرات. أنظر قد جعلت أمامكم الأرض إدخلوا وتملّكوا الأرض التي أقسم الربّ لآبائكم إبراهيم واسحق ويعقوب أن يعطيها لهم ولنسلهم بعدهم…. ”

 

لبنان إذاً ليس مستثنى من الهبة المعطاة للإسرائيليين، بل أمروا أن “إدخلوا وتملّكوا الأرض”، فهل صهيوني أم إسرائيلي يقبل أن يعيش لبناني في الأرض التي سيتملّكها، وقد نبّهه الله أن من يبقى سيكون إبرةً في عينٍ أو مخرزاً في جنب، فعلينا نحن اللبنانيين أن نحترز ونتشبّث بكل حبّة تراب في أرضنا إذ يمكننا أن نعيش بديننا ومذاهبنا في أي بقعة من بقاع الأرض، غير أنه لا يمكننا أن نعيش في أرض نقول “أرضنا” غير لبنان، أرض أصولنا ولنجعلها أرض فروعنا.

وعن لبنان أيضاً، وفي التثنية الإصحاح الحادي عشر:

” كل مكانٍ تدوسه أقدامكم يكون لكم من البرية ولبنان ”

هكذا لبنان خصّ بالذكر، فاحذروا يا لبنانيين؛ وقد ذكر بلدكم في الإصحاح الأول من سفر يشوع، وفي مستهلّه:

نذكركم بما يعطي الله بني اسرائيل تأكيداً بعد موت موسى:

” وكان بعد موت موسى عبد الرب ان الرب كلم يشوع بن نون خادم موسى قائلاً: موسى عبدي قد مات. فالآن قم إعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب الى الأرض التي أنا معطيها لهم أي لبني إسرائيل. كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسى. من البرية ولبنان هذا الى النهر الكبير نهر الفرات جميع أرض الحثيين والى البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم “.

وللتشديد على عطاء لبنان، أتبع قوله بالتوكيد بإستخدامه “هذا” ليؤكد أن المقصود لبنان وان التخم الشمالي الشرقي من بحر سوريا الى نهر الفرات في سوريا والعراق وما غير مجابهة الإسرائيليين والتمسك بالحقوق ما يقف بوجههم عن التهجير والتملك، فالفلسطينيون الذي يتمسكون بحقوقهم يجعلون الإسرائيليين يهربون، وهذا ليس من بنات خيالي بل من أخبار الأيام الأول الإصحاح العاشر:

” وحارب الفلسطينيون اسرائيل فهرب رجال إسرائيل من أمام الفلسطينيين وسقطوا قتلى في جبل جلبوع “.

هذه الإشارة في “الأخبار” تؤكد أقله على أمرين: الأول أن الفلسطينين هم أصحاب الأرض قبل الإسرائيلين، وأنهم أشدّ مراساً، ومن تشبّث منهم بأرضه جعل إسرائيل تهرب من أمامه، ولعل صمود أهل غزّة يكون سبب بقاء الغزّاويين في غزّة ومن يصمد خارج غزّة يضم ما يحرره الى غزة.

وهدف من أهداف إسرائيل ظلم لبنان، ذلك أن هذا الظلم يغطي، ففي حبقوق الإصحاح الثاني:

” لأن ظلم لبنان يغطيك “.

وفي زكريا الإصحاح الحادي عشر أول كلماته:

” إفتح أبوابك يا لبنان فتأكل النار أرزك. ولول يا سرو لأن الأرز سقط…”

فلبنان إذاً في عين إسرائيل وأرزه محطّ نظرها، وظلم قانا كان تغطيةً للجرائم الحربية التي إرتكبتها.

ولكي لا يقال أنني تماديت في التفسير، أكتفي عند هذا الحدّ المرتبط والموثّق بكلام ما يسمّى العهد القديم.

 

 

المحامي فيليب طانيوس أبي فاضل

أمين سرّ إتحاد الكتاب اللبنانيين سابقاً لدورتين

زر الذهاب إلى الأعلى