إبادة جماعية لهؤلاء ..وفلسطين ستعود درة العالم
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

عدوان قل نظيره في العصر الحديث ولم نجد ما يشابهه في العصور الغابرة، كون القتل لم يكن هو الهدف في جميع الحروب البشرية بل كان النصر وتحقيق الهدف هو الغاية، ليثبت للعالم ان ما يجرى في غزة هو محاولة صهيونية لإبادة أهل غزة ثم التفرغ لإبادة أهل فلسطين، وبعدها إبادة فلسطيني الداخل وإعلان يهودية الدولة، فالهدف الحقيقي تطبيق النظرية الصهيونية بأن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت، وخلال سنوات طاردت فيها السلطة السراب الصهيوني بسلام شامل دائم إلا ان نتنياهو رفض تقديم أي شيء للفلسطينيين سوى الحصار والتقتيل، وسط صمت عالمي إسلامي عربي ومن السلطة ذاتها التي اكتفت بلغو الحديث في مؤتمرات وجدت لنصرة الصهيوني فقط.

وبسبب ضعف البصيرة العربية ارتمت العديد من الأنظمة في الحضن الصهيوني على أمل الظفر بحياة أفضل، ولم يتعلموا من التجربة الفلسطينية معتقدين أنهم خارج حسابات التصفية الصهيونية التي عبر عنها نتنياهو في الأمم المتحدة بكل صراحة وأن المطلوب هو رأس كل عربي، وأظهر للجميع أنه لا أمان لأي دولة عربية من التمدد والتمرد الصهيوني، لتكون محاولة إبادة الأهل في غزة مجرد البداية وستتحول النظرية لتصبح “العربي الجيد هو العربي الميت”، والغريب ان الأنظمة العربية في غالبيتها لا تستطيع تحليل ما يجري لفهمه ومحاولة النجاة منه بعدم الوقوع في مصيدة التطبيع ليتزايد التسابق على العشق الصهيوني المُحرم.

ان حرب الإبادة ليس مقصوداً منها أهل غزة فقط بل جميع الأمة، والتي بدأ بعضها يتعرض لإبادة فكرية بالتخلي الشرعي والقانوني عن فلسطين وأهلها والابتعاد عن الخوض في قضيتهم، بل يعتبر الحديث عن فلسطين ونُصرة غزة جريمة في بعض الدول العربية، مما يعني أن شعوبها تتعرض لإبادة فكرية أشد من تلك التي يتعرض لها أهل غزة، حيث سيصبحون بلا ركيزة عربية يلجئون إليها، كونهم أصبحوا خارج الضمير العربي الذي سيتفتت في ظل وجود من ماتوا عربياً وهم أحياء وتحولوا لجنس جديد لا يشعر ولا يتحرك .

ان الإبادة ليست بالموت ولا بالدمار كون الأمل والفكر سيظلّان ملتصقان بتاريخ لن ينتهي وتعود غزة من جديد، بفضل جيل أقوى وأشد وأصلب وهذا يحدث خلال أقل من بضع عقود من الزمن إذا تم قتل مليوني من سكان القطاع، وهو أمر لن يحدث وثمنه غال وكبير ولا يملك الصهاينة القدرة على دفعه، فيما الموت الحقيقي والإبادة الجماعية تكون أقسى وأكثر فتكاً بضياع القيم والمباديء كون الأجيال ستنتهي ولن تكون قادرة على العودة لعدم وجود فكرة يجتمعون تحت لوائها، لذا فان الإبادة التي يصنعها العدوان الصهيوني ستفتك بالعديد من الدول العربية والغربية والتي قد تختفي بتاريخها ومستقبلها عن خارطة الوجود البشري في وقت ستعود غزة وفلسطين بكاملها درة الوجود وأرض الميعاد للفلسطينين بعد الإبادات التي ستحيق بالصهاينة والدول التي عجزت عن المحافظة على عروبتها وإنسانيتها، فالإبادة ليست النهاية بالموت بل بضياع كل ما يربط الإنسان بأرضه وتاريخه ومعتقداته.

آخر الكلام:

يقال أن حمامة أعجبتها طريقة مشي الطاووس وإعجابه بنفسه، فقررت أن تتشبه به وعملت على ذلك لأشهر لكنها في النهاية فشلت على أن تصبح كالطاووس، حينها قررت أن تعود لطبيتعها فلم تستطع لتصبح غُراباً بضياع الحال وإبادة الماضي. ، وهذا هو حال من يسير وراء السراب الصهيوني الذي يعتبره البعض طاووس

Back to top button