الدماء تجمع الفلسطينيين ولا تعترف بالمناصب
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يستشهدون الواحد تلو الآخر، فالرئيس يُقتل بالسم وعديد القادة يرتقون شهداء في بيروت وتونس ورام الله وغزة العزة والكرامة العربية، والأطباء يتوقفون عن علاج المصابين لتوقف نبض قلوبهم بسبب الرصاص المجنون والصواريخ الحمقاء التي زرعها في صدورهم الصهاينة النازيون الجدد، ويستشهد المُدرس والطالب ويكملون المنهاج تحت الأرض في القبور بعد أن شكلت أجسادهم ودمائهم علم فلسطين، ويرتقي المهندسون الذين يقع على عاتقهم إعادة الإعمار، ويفشل المحامون عن استكمال مرافعتهم ودفاعهم عن فلسطين كون الصواريخ أقوى من القانون الدولي العاجز عن محاكمة القتلة، فهو كالسيف صارم على الدول العربية ضعيف أثلم على الكيان الصهيوني.
ويجتمع الشهداء يتدارسون الوضع الفلسطيني والصمت العربي القاتل والدعم الغربي المقيت المُميت للمحتل الغاصب، يجتمعون لإقامة دولة الحرية تحت الأرض بعد أن فشلوا في صناعتها في عالم القهر والعهر، يجتمع الرئيس لتشكيل مجلس تشريعي حُر من شهداء بذلوا أرواحهم لنصرة فلسطين ولم يأخذوا من الوطن درهم ولا دينار، وجُل ما حصلوا عليه قطعة من الوطن زرعوها في قلوبهم لتنمو وتكبر فتصل لجميع أجزاء أجسادهم، فالأطباء يعالجون المرضى وهم راضون كل الرضا برواتبهم القليلة والتي تصل على أجزاء بسبب سيطرة الصهاينة على كل شيء حتى الحق المالي الفلسطيني، ويعملون لساعات طوال يعجز عنها أبرز أطباء العالم، فعملهم له توقيت واحد يختلف عن بقية الأطباء وهو توقف القصف الصهيوني حتى ينجح المسعفون في إيصال الجرحى للمستشفيات دون إستهدافهم.
ويكثر المقاتلون الأبطال في مجلس تحت الأرض لينتصروا لفلسطين كما انتصروا فوقها، ومعهم عشرات المهندسين والمحاميين والمدرسين ورجال الأعمال، ليكون مجلس تشريعي نموذجي قادر على اتخاذ القرارات دون ضغوط خارجية سواءً أكانت عربية أو غربية، فالقرار وطني ينبع من جراح كل منهم حيث تفوح رائحة المسك والعنبر، فأعضاء المجلس بينهم وبين المتسلطين الخاطفين للقرار الفلسطيني بون شاسع، فهؤلاء يتصارعون على قطعة من الوطن كون فلسطين بالنسبة لهم “قالب كيك” والشرفاء يتسابقون على الشهادة كون الرسالة بأن المواجهات نصر أو شهادة.
هذا المجلس يُدرك الحقيقة الكاملة بأن شجب قتل الصهاينة للفلسطينين دون حراك للجيوش عار وكسر لمعايير الرجولة، والاستنكار فضيحة حتى إن كانت شجب واستنكار بشدة، فالشدة ليس فعل يحرر وطن ولا جيش ينقذ الأبرياء، فهناك في المجلس التشريعي تحت الأرض يعرفون أن الغرب الذي قتل عشرات الملايين في جميع القارات لن يأبه لاستشهاد عشرة آلاف فلسطيني أو أكثر، فالصهاينة تلاميذ في مدرستهم في قتل أصحاب الأرض كما فعلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وايطاليا، وفي النهاية تحررت الدول عدا الولايات المتحدة القائمة على إرث وأرض الهنود الحمر، وهذا أمر لم يتنبه له الصهاينة بأن الفلسطينين سيقاتلون حتى التحرير لأنهم أصحاب أرض لا يندمجون ولا ينصهرون مع المحتل فهكذا علمنا التاريخ والذي انتهى دوماً بهزائم مُذلة للغزاة.
آخر المقال:
فريق في الجنة وفريق في السعير وخطوط الاتصال بينهم مقطوعة، ولا مجال لقمم تُعقد للبحث عن حل يُرضي الولايات المتحدة التي يُحاسب رؤسائها في مكان من المرتعبين قريب