خطاب الملك الوصي الهاشمي فى القمة العربية الإسلامية.. الأردن شقيق الدم الفلسطيني
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

.. “وأتساءل اليوم هل كان على العالم أن ينتظر هذه المأساة الإنسانية المؤلمة والدمار الرهيب حتى يدرك أن السلام العادل الذي يمنح الأشقاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد للاستقرار والخروج من مشاهد القتل والعنف المستمرة منذ عقود؟”.

جلالة الملك عبدالله الثاني، القمة العربية الإسلامية. الرياض، السعودية.

 

حمل الملك الوصي الهاشمي، صوت المملكة الأردنية الهاشمية، صوت الشعب الأردني المنافح بقوة عن معاناة الشعب الفلسطيني، الرافض للحرب البشعة التي تقودها حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة.

لم يكن خطاب الملك الوصي الهاشمي، مجرد كشف عن واقع أو إدانة لحدث، بل كان صوتا أردنيا وعربيا وإسلاميا يحذر المنطقة والعالم والمجتمع الدولي من ويلات الحرب التي تخوضها دولة الاحتلال الصهيوني، على أهل وشعب غزة وكل الناس في الضفة الغربية والقدس وبئر السبع، فالدم الأردني، شقيق الدم الفلسطيني، وهي سردية الأردن التي يقود جهودها حول العالم الملك الوصي الهاشمي، عترة الحمى النبوي الشريف، رسول الأمة ونبي الإنسانية.

.. والملك، يقف وسط القمة، يتحدث بغضب وقوة محددات، تحرك وعى المجتمع الدولي، كاشفا ما وصلت إليه الحرب على غزة من نقطة اللاعودة التي طالما نبه جلالته العالم من هذا العنف والدمار المجازر الصهيونية، ما ادخل  المنطقة، والإقليم، ومنظومة الأمن والسلم والعلاقات الدولية وجيوسياسية المنطقة، إلى ما قد تصل إلى من:” صدام كبير يدفع ثمنه الأبرياء من الجانبين وتطال نتائجه العالم كله إن لم تتوقف الحرب البشعة على غزة”.

 

.. وفي التحليل، تأتي القمة العربية – الإسلامية المشتركة، بالتأكيد،  مهمة بوصلة حراك، كما هي جولة من الجهود المشتركة، وهي جهد سياسي وامني”غير عادي ” حول  ما وصلت إليه الحرب على غزة، لتضع الدول المشاركة كافة، رؤيتها قراراتها، في ذات الوقت، عزز الملك مصداقية المملكة، وأنه على  الأردن، مواصلة القيام بواجبه في إرسال المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة، وهو الأمر الأساس، محليا، ويشرف عليه الملك ورئاسة الحكومة والجيش العربي، ومنظمات ومؤسسات الإغاثة الأردنية..

 

.. خطاب الملك، وضع المجتمع الدولي أمام “الحقيقة ما قبل النهاية”، هذا العنف العشوائية في الحرب الإسرائيلية التي حولت غزة إلى حرب بشعة ومجازر ودمار وأهوال الحرب، لهذا:إن العالم سيدفع ثمن الفشل في حل القضية الفلسطينية، ومعالجة المشكلة من جذورها.. وفي ذات الوقت منهجية حماية المدنيين، ضحايا الحرب، بل وقف الأعمال العسكرية والتهجير تماما، دون أي شروط مسبقة، منعا لتطور الأزمة حقنا لدماء الشعب الفلسطيني، في مواجهة تمارس فيها دولة الاحتلال البطش المجازر دون رادع من المجتمع الدولي أو مجلس الأمن أو أي احترام للقانون الدولي.

.. ويأتي خطاب الملك الوصي، نقطة حراك عربي إسلامي، لمتابعة الجهود الدبلوماسية والسياسية والأمنية، في استدامة لتعريف العالم وأوروبا والولايات المتحدة، والأمم المتحدة، وفق إضاءات ملكية، رهانها ان الحق ابلج وان على المنطقة توحيد جهودها للضغط ومنع الحرب، وفق رؤى، حدد إطارها الملك الوصي الهاشمي، استنادا إلى رؤية ملكية هاشمية سامية،  لها تاريخها ودورها وثقافتها الوطنية التي تلتحم مع فلسطين المحتلة، وتجاهد لوقف الحرب، مجريات الثقافة السلام والتسامح والعودة إلى الحوار، والملك يناقش، مع المجتمع الدولي:

 

*أولا:من أجل غزة وأهلها.

.. يقف الملك، يؤشر اننا نجتمع من أجل غزة وأهلها، وهم يتعرضون للقتل والتدمير في حرب بشعة يجب أن تتوقف فورا، وإلا فإن منطقتنا قد تصل إلى صدام كبير يدفع ثمنه الأبرياء من الجانبين وتطال نتائجه العالم كله.

 

*ثانيا:سبعة عقود سادت فيها عقلية القلعة وجدران العزل والاعتداء على المقدسات.

.. هنا حقيقة ملكية إنسانية طالما نقلها الملك لكل العالم منذ ايام الأزمة والحرب الأولى:هذا الظلم لم يبدأ قبل شهر، بل هو امتداد لأكثر من سبعة عقود سادت فيها عقلية القلعة وجدران العزل والاعتداء على المقدسات والحقوق، وغالبية ضحاياها المدنيين الأبرياء.

 

*ثالثا:استهدف المساجد والكنائس والمستشفيات.

.. القمة العربية الإسلامية، تدين، قادة وشعوبا:إنها العقلية ذاتها التي تريد تحويل غزة إلى مكان غير قابل للحياة، تستهدف المساجد والكنائس والمستشفيات، تقتل الأطباء وفرق الإنقاذ والإغاثة، وحتى الأطفال والشيوخ والنساء.

 

*رابعا: تقرير المصير وقيام دولتهم المستقلة

،.. ونجد الملك يصر، ويضع قادة الأمة  نحو:إن الظلم الواقع على الأشقاء الفلسطينيين لهو دليل على فشل المجتمع الدولي في إنصافهم وضمان حقوقهم في الكرامة وتقرير المصير وقيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وتقرير المصير وقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

*خامسا:.. ولا يمكن السكوت.

.. وهنا الموقف الأردني-العربي، فولا يمكن السكوت على ما يواجهه قطاع غزة من أوضاع كارثية تخنق الحياة وتمنع وصول العلاج. بل يجب أن تبقى الممرات الإنسانية مستدامة وآمنة، ولا يمكن القبول بمنع الغذاء والدواء والمياه والكهرباء عن أهل غزة، فهذا السلوك هو جريمة حرب يجب أن يدينها العالم.

 

*سادسا:قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة

.. والى ما حققته الدبلوماسية العربية والمجتمع الدولي، فالملك يعيد التذكير:لقد كان قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن غزة انتصارا للقيم الإنسانية، وانحيازه للحق في الحياة والسلام، وإجماع عالميا برفض الحرب، وهو قرار جاء بجهد عربي مشترك.

 

وهذا القرار يجب أن يكون خطوة أولى لنعمل معا لبناء تحالف سياسي لوقف الحرب والتهجير أولا وفورا، والبدء بعملية جادة للسلام في الشرق الأوسط وعدم السماح بإعاقتها تحت أي ظرف، وإلا فإن البديل هو التطرف والكراهية والمزيد من المآسي.

 

*سابعا:قضيتنا الشرعية العادلة

.. ومن وعى وثقافة وقوة تنوير أردنية هاشمية المنبت، قال الوصي الهاشمي، الملك الذي يخاطب المجتمع الدولي بحقيقة ثابتة:

إن قيم الإسلام والمسيحية واليهودية وقيمنا الإنسانية المشتركة، لا تقبل قتل المدنيين أو الوحشية التي تمثلت أمام العالم خلال الأسابيع الماضية من قتل ودمار. ولا يمكن أن نقبل أن تتحول قضيتنا الشرعية العادلة إلى بؤرة تشعل الصراع بين الأديان.

.. عمليا:

الأردن، والشعب الأردني، والسلطات الدستورية والمؤسسات السياسية والوطنية والثقافية والشعبية، مع إرادة الملك الوصي الهاشمي وسمو ولي العهد، سعيا إلى استمرار قدرتنا قوتنا ثقافتنا الأردنية، في الحوار والإغاثية واننا شعب، مع الملك  الهاشمى؛ سيواصل الأردن القيام بواجبه في إرسال المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين بكل الوسائل التي تتاح لنا،.. نؤمن التعزيز الملكي لقوة وثقافة السلام والحوار و.. ان على المجتمع الدولي، أن يعود العقلية حماية الإنسانية ومنع استمرار الحرب والظلم.. كلنا مع إرادة القائد الأعلى، ومع قدرتنا على إغاثة غزة وكل فلسطين.

Back to top button