باربرا ليف تزور الكويت وقطر تفاوض على إطلاق 50 محتجزاً مدنياً في القطاع مقابل وقف النار 3 أيام

النشرة الدولية –

تزور وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، الكويت في إطار جولة لها للشرق الأوسط بدأت أمس.

وقالت الخارجية الأميركية، في بيان، إن ليف ستزور مع وفد أميركي رفيع المستوى إسرائيل ودول الخليج، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وعمان، والبحرين، حيث ستحضر حوار المنامة لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي، وتبادل الاستجابات السياسية.

وأشار البيان أنه خلال هذه الرحلة، ستجتمع ليف مع الشركاء الإقليميين لمناقشة الصراع بين إسرائيل وحماس، بما في ذلك الجهود المبذولة لضمان عدم تكرار هذه الأزمة مرة أخرى، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإجلاء الرعايا الأجانب، وضمان العودة الفورية والآمنة لجميع الرهائن.

ويبدو أن الولايات المتحدة تكثف جهودها الدبلوماسية في المنطقة لتخفيف حدة الأزمة، فقد أعلن البيت الأبيض في بيان، أمس الأول، أن كبير مستشاري بايدن ومنسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بريت ماكغورك، غادر الولايات المتحدة لزيارة كل من بلجيكا، وإسرائيل، والضفة الغربية، والإمارات، والسعودية، والبحرين، وقطر، والأردن؛ حيث سيبحث مع مسؤولين بالمنطقة تطورات الصراع وجهود التوصل إلى حل.

والتقى ماكغورك أمس في إسرائيل مع ليف، حيث جالا على المسؤولين الإسرائيليين.

وصرحت وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن الوزير يوآف غالانت، أبلغ ماكغورك، أن الدولة العبرية لن توقف حملتها العسكرية في غزة، حتى القضاء على «حماس» وعودة الرهائن المحتجزين في القطاع إلى بلادهم.

وأشارت إلى أن «غالانت ناقش موقف الرهائن بعمق، وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتفاصيل حول وضع هؤلاء المحتجزين من قبل حماس، بالإضافة إلى جهود عودتهم إلى بلادهم».

وسيتوجه ماكغورك بعد ذلك إلى الضفة الغربية، للحديث عن الدعم الأميركي للسلطة الفلسطينية، و»دورها الأساسي» كممثل للشعب الفلسطيني. وسيتم طرح المساعدة الأمنية الأميركية لشركائها الخليجيين خلال اجتماعاته مع المسؤولين الخليجيين إلى جانب الجهود المبذولة لاحتواء الصراع ضد «حماس».

وقال البيت الأبيض «أخيرا، في الأردن، سيتشاور ماكغورك مع كبار القادة بشأن الدعم التاريخي الذي تقدمه إدارة بايدن للأردن والمسار العملي لإقامة دولة فلسطينية».

55 هجوماً

جاء ذلك، فيما قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن قواعدها العسكرية في سورية والعراق تعرضت لـ55 هجوما منذ 17 أكتوبرالماضي، وإن العشرات من جنودها أصيبوا جراء تلك الهجمات.

وأفادت نائبة المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، في مؤتمر صحفي، أمس الأول الثلاثاء بأن 27 من تلك الهجمات استهدفت القواعد العسكرية الأميركية في العراق، فيما تعرضت القواعد العسكرية الأميركية في سورية لـ28 هجوما منذ 17 أكتوبر الماضي حتى وقت حديثها.

وقالت سينغ إن الهجمات أدت إلى إصابة 59 من عناصر قوات الأميركية في البلدين، جراح معظمهم طفيفة، موضحة أنهم جميعا تماثلوا للشفاء وعادوا إلى عملهم. وحمّلت سينغ جماعات موالية لإيران المسؤولية عن تلك الهجمات، وأكدت أن واشنطن تحتفظ بحق الرد على استهداف قواعدها في البلدين.

وتتعرض القوات الأميركية في العراق وسورية لهجمات متصاعدة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقد أعلنت فصائل مسلحة في العراق مسؤوليتها عن العديد من تلك الهجمات.

صفقة التبادل

إلى ذلك، قال مسؤول تم إطلاعه على سير مفاوضات لـ «رويترز» إن وسطاء قطريين حاولوا، أمس، التفاوض على اتفاق بين «حماس» وإسرائيل يشمل إطلاق سراح نحو 50 من المحتجزين المدنيين من قطاع غزة مقابل إعلان وقف لإطلاق النار مدة ثلاثة أيام.

وأضاف المسؤول أن الاتفاق الذي تجري مناقشته والذي جاء بالتنسيق مع الولايات المتحدة سيشهد أيضا إفراج إسرائيل عن بعض النساء والأطفال من سجونها، وزيادة كميات المساعدات الإنسانية التي تسمح بدخولها لقطاع غزة.

وإذا تم الاتفاق فسيشكل أكبر عملية إفراج عن محتجزين لدى «حماس» منذ أن نفذت هجومها على أجزاء من إسرائيل.

وقال المسؤول إن «حماس» وافقت على المبادئ العامة للاتفاق، لكن إسرائيل لم توافق بعد ومازالت تتفاوض على التفاصيل.

ولم يعرف بعد عدد النساء والأطفال الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم من سجونها في إطار الاتفاق الذي تتم مناقشته.

وتغير بشكل كبير نطاق المفاوضات التي تقودها قطر في الأسابيع القليلة الماضية، لكن حقيقة أن المحادثات تتركز حاليا على الإفراج عن 50 محتجزا مدنيا مقابل وقف لإطلاق النار لثلاثة أيام، وأن «حماس» وافقت على الخطوط العريضة للاتفاق، تدل على أمر لم يحدث من قبل.

ولدى قطر خط اتصال مباشر مع كل من «حماس» وإسرائيل، وساعدت من قبل في التوصل لفترات هدنة في مرات سابقة من تصعيد القتال بين الجانبين.

وسيتطلب تنفيذ مثل هذا الاتفاق من «حماس» تسليم قائمة كاملة بباقي المحتجزين الأحياء لديها في قطاع غزة.

وقال المسؤول إن مسألة إطلاق سراح جميع المحتجزين ليست موضع نقاش حاليا.

وقال دبلوماسي غربي في المنطقة إن من غير الواضح إن كانت «حماس» قادرة في الوقت الحالي على الخروج بقائمة دقيقة للمحتجزين لديها، بعدما تسببت الحرب في مشكلات تواصل ومشكلات تنظيمية في القطاع.

وقال مصدر آخر في المنطقة على دراية بالمفاوضات إن جمع محتجزين لأي عملية إفراج متزامنة، وهو ما تريده إسرائيل، سيكون صعبا من الناحية اللوجيستية دون وقف لإطلاق النار.

وأضاف المصدر أن هناك غموضا يكتنف مسألة وجود اتفاق من الأصل على هذا الأمر بين القيادة العسكرية والسياسية لـ»حماس»، لكن ذلك تم حله لاحقا، كما أن هناك مخاوف أيضاً من أن الضغوط العسكرية الإسرائيلية تجعل مسألة التوصل لاتفاق وتنفيذه أصعب.

زر الذهاب إلى الأعلى