رئيس وزراء الأردن د. الخصاونة: القادم مفتوح على عدة احتمالات
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

لم يكن رئيس وزراء الأردن الدكتور بشر الخصاونة متشائمًا، بقدر ما هو، يقدم رؤية سياسية، يقف من خلالها كصانع قرار في المملكة الأردنية الهاشمية، إلى جانب قوة الجهود والتوجيهات الملكية الهاشمية للملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى:” القادم مفتوح على عدة احتمالات”، منها  أن الملك، “يعمل- ليل نهار-في خضم جهد دولي لتنسيق جهود منظمات الإغاثة لضمان ديمومة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة”، فيما قال الرئيس الخصاونة: “ننظر للتهجير إخلالًا جوهريًا بمعاهدة السلام وهو ما يشكل تصفية للقضية الفلسطينية وتهديدًا للأمن القومي الأردني”.

 

الأردنيون مع 7 أكتوبر والمقاطعة وفشل التهجير.

 

تزامنت تصريحات رئيس الوزراء الأردني د. الخصاونة مع صدور نتائج استطلاع الرأي العام  بعنوان:“حرب إسرائيل المستعرة وعدوانها على غزة”.  الذي يجري مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية،.. وهى النتائج، التي تعد أول قراءة للمزاج الأردني، فكان استطلاع الرأي العام، محددات تحت عنوان، طرح لعينة وطنية وعينة الخبراء، بحسب ما أفصح المركز.

 

واستكشف الاستطلاع توجهات المواطنين الأردنيين ونظرتهم إلى العدوان الإسرائيلي على غزة، وموقف الدول العربية والغربية من هذا العدوان من حيث: متابعة الأخبار المتعلقة بالعدوان، كمقاطعة المنتجات الأمريكية والغربية، وصف ما يحدث في غزة، النتائج المتوقعة من هذه الحرب، مخرجات القمة العربية الإسلامية التي تم عقدها في الرياض من أجل غزة.

في الواقع العملى:

 

غالبية الأردنيين (العينة الوطنية 66% وعينة الخبراء 66%) يؤيدون بشكل كبير ما قامت به حركة المقاومة الإسلامية في هجومها المفاجئ على إسرائيل في 7/10/2023، و8% من العينة الوطنية و3% من عينة الخبراء لا يؤيدون على الإطلاق ما قامت به المقاومة.

 

(37%) من الأردنيين-العينة الوطنية يعتقدون أن المواجهات الحالية في غزة بين إسرائيل والفلسطينيين ستفضي في النهاية إلى انتهاء المواجهة بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، فيما يعتقد (18%) أن تكرار الحرب والهدنة بين المقاومة وإسرائيل دون تغيير على الوضع الراهن هو نتيجة المواجهات الحالية. ويعتقد (16%) أنها سوف تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة واحتمال توسع نطاق الحرب. في المقابل يعتقد (28%) من عينة الخبراء أن المواجهات الحالية في غزة بين إسرائيل والفلسطينيين سوف تؤدي إلى تكرار الحرب والهدنة بين المقاومة وإسرائيل دون تغيير على الوضع الراهن، فيما يعتقد (25%) أنها ستؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة واحتمال توسع نطاق الحرب.

 

.. وهى عموما نتائج وتوقعات متذبذبة، كون الأحداث ما زالت في واقعها المعاش.

 

*الخصاونة يراهن على وعي الشعب الأردني، وجدية الحراك الوطني، فقال الرئيس:

“الحراك السياسي لجلالة الملك أنتج حراكًا أدى إلى تغيير في البوصلة والمزاج الشعبي بالدول الغربية تجاه ما يحدث بغزة، وأضاف الدكتور الخصاونة:

“الدم الأردني امتزج على الدوام بالدم الفلسطيني وإصابة 7 من مرتبات المستشفى الميداني الأردني في غزة تذكير بذلك”، وأكد الرئيس:”لم يتم اعتقال أو توقيف أي شخص مارس حق التظاهر السلمي”.

 

 

*نتائج متباينة

يقول مركز الدراسات إن هناك من يعتقد:(35%) فقط من أفراد العينة الوطنية أن تهجير الفلسطينيين من غزة هي أولويات إسرائيل من الحرب على غزة، فيما يعتقد (44%) من عينة الخبراء أن إضعاف حركة المقاومة الإسلامية، بحيث لا تشكل تهديدًا مستقبليًا على إسرائيل هي أولويات إسرائيل من الحرب على غزة، ويعتقد (22%) من العينة الوطنية و(9%) من عينة الخبراء أن أولوية إسرائيل هي إنهاء حكم حركة المقاومة الإسلامية في غزة.

ويعتقد (16%) فقط من أفراد العينة الوطنية و(15%) فقط من عينة الخبراء أن أولوية إسرائيل هى تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية.

.. وهنا كانت تصريحات رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة تركز على ما أكده:” ننظر للتهجير كإخلال جوهري بمعاهدة السلام وهو ما يشكل تصفية للقضية الفلسطينية وتهديدًا للأمن القومي الأردني”،  وعزز ذلك بالإشارة إلى أن الأردن، والدبلوماسية المتواصلة حول العالم، والمجتمع الدولي،:”نعمل الى إنهاء التحصين الذي يقدم لإسرائيل من قبل بعض الدول الموازنة”.

*الإبادة الجماعية

 

الإبادة الجماعية هى الوصف الأقرب للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكشف الاستطلاع، ما  أفاد بذلك، الرأي العام الأردني:

(72%) من أفراد العينة الوطنية و(75%) من عينة الخبراء.

 

.. وأن الغالبية العظمى من الأردنيين (العينة الوطنية وعينة الخبراء91%) لا يعتقدون أن إسرائيل سوف تنجح في تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر”.فيما شكك كبار السياسيين ونواب في الأردن من هكذا نتيجة، تشير إلى أن كل هذا الصراع سيؤدي إلى ما يقف الموقف السياسي القيادي لجلالة الملك والدولة الأردنية، بالتوازي، الوقوف ضد أي عملية تهجير خارج قطاع غزة، وهى استراتيجية مصرية أردنية مشتركة.

 

.. وفي ذات الوقت، يعتقد الأردنيون-كما في مؤشرات الاستطلاع- أن الأردن، ومصر، وقطر، والسعودية، والإمارات العربية المتحدة هي الدول الأكثر التزامًا بالدفاع عن القضية والحقوق الفلسطينية.

*المقاومة الفلسطينية.. ومستقبل حكم قطاع غزة.

 

.. ما أبداه الاستطلاع،  قراءة في فهم العينة، الآليات الأجنة السياسية التي ستقود واقع القطاع بعد الحرب، وكما أفصح الاستطلاع:استمرار المقاومة الفلسطينية في حكم قطاع غزة هو الأكثر ترجيحًا لحكم القطاع ما بعد الحرب (55% العينة الوطنية) ومن ثم أبناء غزة من العائلات الفلسطينية في غزة (21%). أما عينة الخبراء، فيعتقد 36% أن السلطة الفلسطينية هى الأكثر ترجيحًا لحكم القطاع ما بعد الحرب، و(20%) يعتقدون أن أبناء غزة من العائلات الفلسطينية في غزة هم من سيحكم القطاع بعد الحرب، و(19%) يعتقدون أن قوى عربية مشتركة هى من ستحكم القطاع.

 

إلى ذلك قال الرئيس الخصاونة، إن الحراك السياسي لجلالة الملك عبدالله الثاني، أنتج حراكًا أدى إلى تغيير في البوصلة والمزاج الشعبي بالدول الغربية تجاه ما يحدث بغزة “فيما أبدى

الغالبية العظمى من الأردنيين (86%) غير راضين عن موقف الدول الغربية من حرب إسرائيل على غزة، ووصفها (79%) بأنها غير داعمة للفلسطينيين وضعيفة وغير كافية.

 

.. وإن (1%) فقط من الأردنيين راضون عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من حرب إسرائيل على غزة و(99%) غير راضين، و(7%) من الأردنيين راضون عن موقف الدول الأوروبية و(11%) من الأردنيين راضون عن موقف الصين وروسيا تجاه الحرب، و(25%) من الأردنيين راضون عن موقف تركيا.

*الموقف الأمريكي

 

.. في نتائج الاستطلاع، نتيجة مهمة تكشف تراجع احترام المواقف الأمريكية، فكانت النتيجة:(94%) من الأردنيين وصفوا موقف الولايات المتحدة الأمريكية من حرب إسرائيل على غزة بأنه غير داعم للفلسطينيين وضعيف وغير كاف، و74% وصفوه كذلك بالنسبة للدول الأوروبية.

*قراءات  في الوقت الحرج.. ولكن؟!

رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، يؤكد:”الموقف الأردني رفيع فيما يتعلق ومرتكزاته القانونية والأخلاقية”، وهنا لفت الرئيس الخصاونة:”من جرى توقيفهم لا يتجاوز عددهم 24 ممن قاموا بالاعتداء على رجال الأمن أو تخريب الممتلكات”،  وعمليًا كل ذلك لا يعني أن هناك أي تخوف أو نماذج سلبية أمنية على مستقبل الأردن، الشعب الأردني، يمارس حرية الرأي في موضوع غزة دون أي قيود أمنية، وضمن المدن والمساحات المتاحة، بعيدًا عن النجمة أو التواجد في نقاط الحدود  مع دول الجوار، وهذا أمر متوافق عليه مع فئات الشعب والحراك الشعبي.

 

.. ومع ذلك، فإن أرقام عينة الاستطلاع، لا تقدم أي مؤشرات خطيرة:(32%) من أفراد العينة الوطنية و(52%) من عينة الخبراء يعتقدون أن الأوضاع في غزة والحرب القائمة ستؤثر على الأوضاع الأمنية في الأردن.

 

.. أو أن:(40%) من أفراد العينة الوطنية و(54%) من عينة الخبراء يعتقدون أن الأوضاع في غزة والحرب القائمة ستؤثر على الأوضاع السياسية في الأردن.

 

(57%) من الأردنيين و(91%) من عينة الخبراء يعتقدون أن الأوضاع في غزة والحرب القائمة ستؤثر على الأوضاع الاقتصادية في الأردن.

 

 

 

.. وإن: الغالبية العظمى من الأردنيين (95%) سمعوا عن حملة مقاطعة المنتجات الأمريكية /الأجنبية في الأردن والعالم، و(93%) يقاطعون منتجات في الوقت الحالي. (60%) من المنتجات التي يتم مقاطعتها هى أمريكية، و26% منتجات إسرائيلية.

 

.. وإن الغالبية العظمى من الأردنيين (95%) توجهوا إلى المنتج المحلي الصنع كبديل للمنتجات التي تما مقاطعتها.

 

فيما تتجه الغالبية العظمى من الأردنيين (93%) يؤيدون مقاطعة المنتجات التي يتم إنتاجها في دول داعمة لإسرائيل. و(72%) لا يعتقدون أن هذه المقاطعة سوف تضر بالاقتصاد الأردني.

 

لا يعتقد (60%) من الأردنيين و(70%) من عينة الخبراء أن حرب إسرائيل على غزة تقود إلى تحقيق حل الدولتين، فيما يعتقد بذلك 27% من العينة الوطنية و29% من عينة الخبراء.

 

 

*الاعتقادات الإحصائية.. وموقف  الأردن في/أو- مع المجتمع الدولي.

قال الرئيس الخصاونة، مجموعة من الحقائق التي تدعمها وتقويها الأردن، بتوجيهات ملكية سامية:.

*الأردن ساند الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

*نستطلع مجموعة من البدائل في حال توقف تدفق الغاز إلى الأردن.

*نعمل على إنهاء التحصين الذي يقدم لإسرائيل من قبل بعض الدول الموازنة.

*ننظر للتهجير إخلالًا جوهريًا بمعاهدة السلام، وهو ما يشكل تصفية للقضية الفلسطينية وتهديدًا للأمن القومي الأردني.

*هناك خطوط حمراء في الضفة الغربية ومن ضمنها عنف المستوطنين وأي محاولات لتغيير الواقع القائم في مقدسات القدس.

… وواقعيا “غزة” مرت بتجربة الحرب العدوانية الهمجية التي قامت بها حكومة الحرب اليهودية الصهيونية، حرب ومجازر وإبادة، وهى، تلك الحرب التي ما زالت تلقى بظلالها العميقة في المنطقة والإقليم، وهذا ما أشار اليه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، رئيس وزراء الأردن، عندما حذر المجتمع الدولي من:

“القادم مفتوح على عدة احتمالات”

.. وهى هنا أردنيًا وعربيًا وقوميًا وإسلاميًا، احتمالات غير منظورة، إذا ما استطاعت الدول الكبرى فرض أجندتها السياسية والأمنية والعسكرية.

.. الاحتمالات التي يتوقعها رئيس وزراء الأردن، هى حقيقة المخفي بين ثنايا أي استطلاع للرأي العام، يحتاج إلى تنظيم أوراق الاستطلاع مع مسارات 50يومًا من الحرب العدوانية على غزة، وليس غزة وحدها في المرحلة المقبلة.

Back to top button