صنع في الصين
أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

قبل أعوام، عندما نريد أن نقلل من جودة منتج ما، كنا ننعته بـ«الصيني»، لكن اسمحوا لي الآن، بعد قضائي 4 أشهر في الصين، ان أقر وأعترف اننا كنا مخطئين للغاية، فالمنتج الصيني، ليس رديئاً، بل بعض التجار كانوا يسترخصون فيحضرون منتجات رديئة!

اتممنا مؤخراً برنامج مركز التعاون الاعلامي الصيني الدولي تحت اشراف وزارة الخارجية الصينية، وحان موعد مغادرة الصين، بعد رحلة تثقيفية، تعليمية، عملية وسياحية، ويجب أن اؤكد أن البرنامج غيّر فيني الكثير، صقل شخصيتي، علمني.

فأولاً، تعرفت على الصين، عن قرب، رأيت كيف أن هذا الشعب استطاع أن يبني امبراطورية، اقتصادية، إن صح التعبير، من العدم، وبمجرد الاعتماد على الكوادر البشرية الصينية، والتي يجب أن اسجل اعجابي بها، وبمثابرتها، وكدّها في العمل المتواصل.

وكيف ان هذا الشعب، ورغم عدم وجود لغة للتواصل له مع العالم، استطاع أن يحجز له مقعداً اقتصادياً فاخراً، بين دول كبرى وعظمى، بل حتى سياسياً، اصبح لاعباً رئيسا في العديد من القضايا والملفات.

ولا استطيع أن أنكر أن الشعب الصيني أبهرني، يريد ان ينجز ويمضي قدماً، مسرعاً نحو المستقبل، رغم أن هناك شعوبا أخرى لا زالت تحاول ترتيب حاضرها، وأخرى لا زالت تعيش ماضيها.

4 أشهر قضيتها في الصين، كانت كفيلة أن تعطيني درساً، مهماً، ورئيسياً وهو أن ارادة الشعب تصنع معجزات اقتصادية وعمرانية وتنموية، فالصين اليوم متقدمة بمراحل وبسرعة، بعد ان كانت قبل عقود زمنية بسيطة، دولة بسيطة، وذلك بفضل مثابرة ابنائها.

الى جانب ذلك، فإن البرنامج، عمل على صقل شخصيتي كثيراً، حيث علمنا كيفية التواصل، حتى مع عدم وجود لغة، وكيفية العمل الجاد من خلال الفرص التي قدمها لنا، وعلمنا كيف يسعى الصينيون لتسويق انجازاتهم المستحقة لمواطني دول أخرى ويساهمون في التنمية.

الى جانب ذلك فإن البرنامج الذي ضم مشاركين من 96 دولة مختلفة بعضهم من دول قد نسمع عنها لأول مرة، كان فرصة للتعرف على ثقافات وشعوب جديدة، بل وحتى التدرب على لغات جديدة، خاصة ان اجادة الانكليزية لم تكن ابداً شرطاً للالتحاق بالبرنامج، بالتالي ان كنت تريد التواصل فعليك ايجاد طريقة مثلى لذلك.

أعود بعد أربعة أشهر في الصين، بعد رحلة ثرية، فنحن، الخليجيون عموماً، المعتادين على السفر غرباً، لم نكن نعلم أن في الشرق، صيناً مبهرة، وصانعة لمعجزة اقتصادية.

أعود خلال أيام للكويت، كلي حنين لبلدي الجميل، محملا بالعديد من المعلومات، والاضاءات على ثقافات مختلفة، واؤكد ان ما صنع في الصين.. صنع بجودة ومثابرة، وعزيمة.

ملاحظة:

أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لكل أسرة السفارة الكويتية في الصين، وأخص بالذكر كلا من سعادة الوزير المفوض مساعد الشريدة بسفارة الكويت في بكين سابقاً، والقنصل الكويتي في شنغهاي مشعل الشمالي الذي كان لي نعم الأخ بغربتي وفيصل فليطح سكرتير أول في السفارة الكويتية.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى