الناطقون الرسميون
بقلم: أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
لطالما كان انتشار الاشاعات، بوابة لخلق حالات ذعر وهلع، أو عدم استقرار، أو للتأثير على الرأي العام، وأحياناً لايقاف قرار ما أو الضغط باتجاه معين.
في الكويت، قبل سنوات، كانت مصادر أخبارنا، هي الصحف الورقية، وكنا نثق، وبفطنة القراء، نعرف ان قرأنا خبراً ما في الصحيفة الفلانية، حتى وإن كان على لسان مصادر، فإنه موثوق وصحيح وقريباً سيعلن عنه رسمياً.
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، توسعت دائرة الوسائل الاعلامية، وانتقلنا الى اعلام المواطن، وهنا يجب أن نعترف أولا ان هذا التطور كان ايجابياً ومفيداً وهناك بالفعل خدمات اخبارية وحسابات مهنية وهادفة، لكن بالمقابل أيضاً هناك استخدام للتطور انحرف عن المسار، بل اصبح لدينا ناقلو أخبار، يسمون أنفسهم صحافيين، تجاوزاً، فقد لكونهم يملكون هاتفاً ذكياً واشتراكاً على شبكة الانترنت وحسابا على شبكات التواصل.
مؤخراً، كثرت الاشاعات، في الكويت، وتنوعت، سواء بفحوى الاشاعة أو مدى حساسيتها، والأمثلة عديدة على ذلك، مثلاً، مرسوم تعيين فلان الفلاني صدر، استقالة المسؤول الفلاني على طاولة الوزير، الزيادات قادمة… الخ.. دون مراعاة لما يمكن أن تخلفه هذه الاشاعة، وحسابات مختلفة تدعي انها تبث الحقيقة، وكأن أصحابها ناطقون رسميون عن الحكومة!.
والغريب فيها انها تنتشر سريعاً، من منصة اكس، الى انستغرام الى الواتس آب وما هي الا نصف ساعة أو أقل الا واصبحت حديث الشارع الكويتي.
ورغم انني كتبت سابقاً بموضوع الاشاعات ومدى تأثيرها السلبي، لكن أهمية هذا الأمر واجتثاثه من «عرجه» يستوجب اعادة الكتابة عنه.
سابقاً كنت أظن ان العلة في شغور منصب الناطق الرسمي لمدة من الزمن، بينما بعد تعيين ناطق رسمي للحكومة، فإن العلة تبدو أكبر.
فمن أبرز مهام الناطق الرسمي، حفظ مسار الأخبار المنتشرة بين العامة، وضرورة عدم انحرافها نحو الاشاعات التي لا صحة لها، وهذا لا يتحقق الا بسرعة وأد الاشاعة عبر قنوات رسمية، بالنفي، أو التأكيد.
الا ان هذا الأمر لم نلمسه بعد تعيين أحد الكفاءات الاعلامية ناطقاً رسمياً للحكومة وهو الأستاذ عامر العجمي، فأين الخلل؟!
وللأسف الشديد فإن مركز التواصل الحكومي، اصبح مجرد ناقل لبيان مجلس الوزراء، الذي تبثه بالأصل الأمانة العامة لمجلس الوزراء على حسابها في تويتر، وكذلك وكالة الأنباء كونا، فلماذا المركز؟ أم هي مجرد زحمة حسابات على تويتر والسلام؟ اعذروني اقصد منصة اكس فلازلت لم اعتد المسمى الجديد!.
وهنا يجب أن يعي كل مسؤول عن الاعلام في الكويت، ونقل المعلومة، ان بعض الاشاعات حساسة لدرجة انها تؤثر ليس على صعيد الدولة فحسب بل على صعد أخرى سياسية واقتصادية، محلياً واقليمياً وعالمياً، بالتالي سرعة الرد عليها ضرورة وحاجة وليست ترفاً.
ويجب أن يفعل دور مركز التواصل، ليتواصل مع الناس، ومع الجهات الأخرى، فما الضرر مثلاً ان يجيب المركز عبر منصة اكس على اسئلة الجمهور، اليس مركزاً للتواصل؟!
المضحك في الأمر ان الجهات الرسمية تدعوا المواطنين ان يستقوا المعلومات من مصادرها الرسمية، ومصادرها الرسمية قد لا تبث المعلومة الا بعد أن تشبع الاشاعة انتشاراً!