قمة الدوحة اليوم.. موقف موحَّد من العدوان الإسرائيلي

النشرة الدولية –

النهار الكويتية – سميرة فريمش –

تنطلق اليوم أعمال القمة الـ44 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في العاصمة القطرية الدوحة وسط عودة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عقب انتهاء هدنة إنسانية استمرت 7 أيام، تزامنا مع موقف خليجي وعربي متصاعد يطالب بوقف الحرب على القطاع.

وسبق انعقاد القمة عقد اجتماع المجلس الوزاري لمجلس التعاون برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في الدوحة الأحد حيث بحث المجلس الملفات المطروحة على قمة القادة ولاسيما الوضع في الأراضي الفلسطينية والموقف الخليجي الموحد تجاه وقف الحرب فورا، فضلا عن ملفات التعاون الخليجي المشتركة.

وأكد وزير الخارجية القطري أن الدورة الوزارية التحضيرية حفلت بالعديد من ملفات التعاون المشترك «التي نسعى إلى إنجازها ورفعها إلى المجلس الأعلى، وذلك تعزيزا لمسيرة مجلس التعاون وتحقيقا لمصالح وآمال شعوبنا ودولنا وتعزيز سبل الأمن والاستقرار لمنطقتنا والعالم».

وأضاف الوزير القطري أن المجلس الوزاري يعقد في ظل العدوان الهمجي والجرائم البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة عبر استهدافها المدنيين والبنية التحتية وقطع الخدمات الأساسية، إضافة إلى محاولة وضع الشعب الفلسطيني المحاصر بين مطرقة الإبادة الجماعية وسندان التطهير العرقي أو التهجير القسري، وجميعها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأوضح أن قطر بذلت جهودا كبيرة في الوساطة لوقف هذه الحرب الانتقامية، ونجحت هذه الجهود في التوصل لاتفاق هدنة إنسانية في القطاع وتبادل الأسرى بين الجانبين، وقد سمحت الهدنة بدخول عدد أكبر من قوافل المساعدات الإغاثية، مشيرا إلى أن قطر ستواصل جهودها مع الدول الفاعلة كافةً لاستئناف الهدنة وصولا إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وثمّن وزير الخارجية القطري جولات وزراء خارجية عدد من الدول العربية والإسلامية في عدد من دول العالم، والتوجه إلى مجلس الأمن للمطالبة بتحمل مسؤولياته نحو وقف الحرب على غزة، وإجبار إسرائيل على العودة إلى مفاوضات ذات مصداقية لتحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية ومبادرة السلام العربية عبر حل الدولتين.

وقال إن دول الخليج لا تألو جهدا في المشاركة الفعالة للتصدي للتحديات العالمية والإقليمية كاستضافة قطر حاليا معرض «إكسبو 2023» للبستنة من أجل البحث عن عالم بيئي متوازن، فضلا عن استضافة الإمارات مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «كوب 28» الذي يعد مساهمة مهمة في التصدي لهذا التحدي العالمي الخطير، وغيرها من الفعاليات التي استضافتها دول الخليج أخيراً.

ومن جانبه، أكد الأمين العام لمجلس التعاون جاسم محمد البديوي أن المواقف السياسية التي ستصدر في بيان الدوحة واضحة ومتوافق عليها من قبل جميع الأعضاء، وستكون هناك العديد من الإنجازات في البيان الختامي للقمة. وأضاف في تصريحات لصحيفة «الشرق» القطرية أن منظومة مجلس التعاون الخليجي واحدة من أنجح المؤسسات الإقليمية على مستوى العالم بلا منازع، مشددا على أن دول مجلس التعاون يربطها مصير مشترك ورؤية ومستقبل واحد، وأن الدول الخليجية تسعى لتفعيل المؤسسات والمشاريع الموحدة حتى يشعر المواطن الخليجي بالنتائج والتطورات الإيجابية للم الشمل وتحقيق المصالح المشتركة. وأشار إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي قامت بجهود كبيرة لخفض التصعيد في قطاع غزة، مشيدا بالدور الكبير لدولة قطر بشأن التوصل إلى الهدنة الإنسانية وإدخال المساعدات للفلسطينيين.

كما شدد على أن مجلس التعاون يحرص على الحفاظ على سياسة خارجية متزنة وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، مؤكدا أيضا سعي المجلس لمساعدة الدول الأخرى من خلال أذرعها التنموية، ويعمل على ربط علاقات سواء بشكل ثنائي أو من خلال منظومة المجلس عبر تعاون وشراكات إستراتيجية مع البلدان ومع المؤسسات والمنظمات الإقليمية.

ومن أهم الملفات التي سيتخذ قادة مجلس التعاون قرارات بشأنها وتهم الشارع الخليجي، مشروع التأشيرة الموحدة التي تسمح للحاصلين على التأشيرة في بلد في مجلس التعاون أو المقيمين في إحدى الدول الست بحرية التنقل بين بلدانه، فضلا عن الربط السككي بين أعضاء المجلس الذي اتخذ خطوات تنفيذية له خلال العام الحالي.

زر الذهاب إلى الأعلى