غوتيريش يفعل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة.. ويدعو مجلس الأمن لتجنب وقوع كارثة في غزة

الأمم المتحدة/ نيويورك – من عائشة دسوقي، مراسلة النشرة الدولية

حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مجلس الأمن الدولي على المساعدة في تجنب وقوع كارثة إنسانية في غزة، وناشد المجلس على العمل لحمل الأطراف عن الإلتزام بإعلان لوقف إنساني لإطلاق النار.

جاء ذلك خلال رسالة رسمية وجها الأمين العام إلى رئيس مجلس الأمن الدولي مساء الأربعاء، وذلك في سابقة أولى، تفعيلا للمادة التاسعة والتسعين من ميثاق الأمم المتحد، والتي تنص على أن “للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين”.

في خطابه قال الأمين العام إن أكثر من 8 أسابيع من الأعمال العدائية في غزة وإسرائيل، أدت إلى معاناة إنسانية مروعة.

وتطرق الأمين العام خلال رسالته إلى إختطاف نحو 250 شخصا امن الجانب الإسرائيلي، منهم 34 طفلا، ما زال 130 منهم محتجزين. وشدد على ضرورة الإفراج عنهم فورا وبدون شروط.

ولفت أيضا في خطابه لرئيس مجلس الأمن الدولي، إلى الأوضاع الصعبة التي يمر بها المدنيين ألأبرياء في أنحاء غزة، مشيرا إلى أنهم يواجهون خطرا جسيما. وأشار إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص، وفق التقارير، منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، يمثل الأطفال أكثر من 40% منهم بالإضافة إلى إصابة الآلاف بجراح.

وأشار الأمين العام إلى تدمير أكثر من نصف جميع المنازل في غزة، والتهجير القسري لنحو 80% من السكان البالغ عددهم 2.2 مليون شخص، إلى مناطق متقلصة في المساحة.

وأكد غوتيريش “عدم وجود مكان آمن في غزة”، وعدم وجود حماية فعالة للمدنيين. وتحدث عن انهيار نظام الرعاية الصحية، وتحول المستشفيات إلى ساحات للمعارك.

وأشار غوتيريش إلى قرار مجلس الأمن رقم 2712 الذي يدعو إلى توسيع نطاق توصيل الإمدادات لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسكان المدنيين وخاصة الأطفال. وقال إن الظروف الراهنة تجعل القيام بالعمليات الإنسانية ذات المغزى، أمرا مستحيلا.

وحذر الأمين العام في خطابه من الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني، وقال إن الوضع يتدهور بسرعة نحو كارثة بعواقب قد لا يمكن عكسها على جميع الفلسطينيين وعلى السلم والأمن في المنطقة.

وشدد على ضرورة تجنب مثل هذه النتيجة بكل السبل الممكنة. وقال إن على المجتمع الدولي مسؤولية استخدام نفوذه لمنع حدوث مزيد من التصعيد ولإنهاء الأزمة. وحث أعضاء مجلس الأمن الدولي على الضغط لتجنب وقوع كارثة إنسانية. وجدد مناشدته لإعلان الوقف الإنساني لإطلاق النار، مشددا على إلحاح ذلك الأمر.

وتأتي رسالة الأمين العام إلى مجلس الأمن الدولي، نظرا لفداحة الخسائر في الأرواح البشرية التي وقعت في غزة في غضون فترة وجيزة،

وفي تصريحات لأدلى بها المتحدث الرسمي بإسمه ستيفان دوجاريك، أكد فيها على أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها أنطونيو غوتيريش بتفعيل المادة التاسعة والتسعين من الميثاق، منذ أن أصبح أمينا عاما للأمم المتحدة عام 2017.

وردا على أسئلة الصحفيين حول معنى ومغزى الخطاب، قال دوجاريك إن الأمين العام يُفعّل بذلك السلطة التي يمنحها له الميثاق فيما يمكن أن يُوصف بالخطوة الدستورية الكبرى. وقال إن تلك المادة تعد أقوى أداة يمتلكها الأمين العام في إطار مـيثاق الأمم المتحدة.

وذكر المتحدث أن تفعيل المادة لم يحدث منذ عقود، وقال إن عددا من الخطابات السابقة أشارت إلى التهديدات الماثلة أمام السلم والأمن الدوليين ولكن دون الاستناد إلى هذه المادة.

وقال ستيفان دوجاريك إن الأمم المتحدة تقترب من نقطة الشلل التام لعملياتها الإنسانية في غزة في مكان قُتل فيه حوالي 15 ألف شخص، و130 من العاملين بالأمم المتحدة.

وأضاف أن الأمين العام لا يستخدم كلمة “كارثة” باستخفاف، وأعرب عن الأمل في أن يستمع مجلس الأمن لدعوة الأمين العام.

 

زر الذهاب إلى الأعلى