قفزة مجهول تخطف أبصار العالم.. والمهمة أُنجِزت
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يختلف الفرح بين الشعوب والأفراد، فهذا فرحٌ كونه حقق الطموح ونال شهادة جامعية عُليا، وآخر فرِحٌ بثروة نالها دون الاهتمام بمصدرها أو هبطت عليها من السماء، واللاعبون يعتزون ويفرحون وترتج المدرجات لهدف أحرزه في لعبة تطرب مشجعيه الذين يفوقون من سبقوهم في الفرح، ويهلل الإعلام للاعبين على أنه النجم الخارق والصاروخ الإعجازي، ويتم الحديث لساعات طوال عن قفزته في السماء وكيف أنه حقق المستحيل، فيتغنى الإعلام بارتقاء البرتغالي رونالدو بكرة القدم وبقفزة لاعبي الوثب العالي، ليتحولوا إلى أساطير.
وفي العدوان الصهيوني على غزة ظهر من هو أبرع منهم في القفز والأكثر فرحاً بانجازه، لكنه مجهول الهوية للجميع كشهداء فلسطين عند الغرب المتصهين والولايات الأمريكية ذراع الشر في العالم، فالمجهول حقيقي وليس كالمقنع زورو البطل الغامض او سبايدر مان أسطورة الخيال، فهو حقيقي له دم ولحم وقلب فلسطيني يبحث عن حرية وطن ومستقبل شعب، ولا يهمه إن عرفته البشرية ومخرجي الأفلام السينمائية أم لا، فهو ظل وطن وفرد من كتائب المقاومة الذي يقدمون أرواحهم على مذبح استقلال وحرية الوطن.
فهذا المجهول إسماً المعروف وطنياً حمل صاروخه وصوب بدقة وأطلق رصاصة النصر على دبابة صهيونية تريد البطش به وبأبناء شعبه، كان الصاروخ صائباً بمنتهى الدقة ففجر الدبابة الصهيونية قاتلاً كل من فيها، ليشعر المقاتل الفذ الذي لا يرتدي الملابس العسكرية بأنه نال الميدالية الذهبية في الرماية ليقفز أعلى من الجميع بانجازه وأقوى بعزيمته وأسرع من الصهاينة، لينال الحياة ويمنحها غيره من أبناء غزة باصطياده لمجرمين قادمين لممارسة لعبة القتل والإبادة، ليعلنها المجهول بكل فخر بأنه تم تصفية الهدف.
وندرك ان العدوان الصهيوني لم ينتهي وأن إجرامه سيتواصل وسترتفع أعداد الشهداء، وسيستمر العدوان وسيرتفع عدد قتلى العدو وسيقفز الكثير من أبطال المقاومة مع قتل كل صهيوني، لنشعر أن غزة أصبحت أرض للقفز في ظل ارتفاع عدد القتلى الصهاينة لأرقام فلكية غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، وليسقط المجهولون نظرية الجيش الذي لا يقهر بعد أن حولوا جنوده لطرائد يتم اصطيادهم ليلاً نهارا.
آخر الكلام:
يدرك أبطال فلسطين أن حربهم ليست سهله ويرفعون شعار “نصر أو استشهاد”، كونهم يدركون أنهم عظماء العالم وبعد شهادتهم سيتحولون لما هو أعظم.