طمام المرحوم.. وأكثر!
أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

الخميس الماضي، وأنا عائدة إلى المنزل، تعرّضت لحادث، لا أرغب بتسميته حادثاً مرورياً، فهو حادث فساد أولاً، كون إحدى عجلات سيارتي وقعت في حفرة على خط سريع، مما عرضني لخطر انقلاب السيارة، وانتهى الأمر بـ«بنشر» وتبديل تاير!

الوقت الذي استغرقته شركة تبديل الإطارات المتنقلة حتى وصلت لموقع الحادث، كان كافياً لأقيّم الكويت، قبل رحلتي للصين، وبعدها، فغبت عن الكويت أربعة أشهر، وعدت، إلا أن كل شيء مازال على طمام المرحوم، كما نقول بالعامية، بل بعض الأمور تراجعت، فحتى طمام المرحوم لم يبقَ منها.

وبدا لي أن حفرة الفساد في الشارع لم تصب إطار سيارتي وحده، بل حتى عجلة التنمية «مبنشرة»، وكأن أحداً ما ضغط على زر Pause ونسيه هكذا، وبقينا من دون أن نتحرك خطوة.

أربعة أشهر غبتها عن الكويت، لأعود وأرى الشوارع ما زالت مكسرة، رغم كل وعود المسؤولين والوزراء بإصلاحها، وتصريحات توقيع العقود والمناقصات وغيرها.

عدت لأرى أن المشاريع مازالت متأخرة عن جداولها الزمنية، والتنمية متخلفة.

عدت لأرى أن التعليم مازال متدهوراً، فلم نتقدم خطوة في مؤشرات قياسه، ومازالت مناهجنا من دون تعديل، ومازالت الدروس الخصوصية ترهق جيب المواطن، بسبب سوء بعض المعلمين، مما يضطر أولياء الأمور للاستعانة بمدرسين خصوصيين لأبنائهم.

عدت لأرى ان مخرجات التعليم العالي مازالت لا تواكب متطلبات سوق العمل، ولا تلبي تطوراته، بل إن العديد من التخصصات مازالت مكدسة بعدد العمالة الوطنية، حتى أصبح المهندس الصناعي يرشح لوظيفة منسق إداري، وبعض التخصصات الهندسية ترشح للتدريس!

عدت لأرى المشهد النيابي الهزلي مازال قائماً، وتهديدات باستجوابات، ونواب «التلعلع» بتويتر أو منصة اكس مازالوا ظاهرة تغريدية فقط من دون نتيجة ملموسة تذكر للمواطن، ومازالوا على النهج ذاته.

ولم تكن الحكومة في أحسن حال منهم، فمازالت عرجاء، لم تحقق إنجازاً كبيراً، واكتفت بتسيير القرارات الآنية، بل حتى إنها تكاسلت عن إكمال فريقها، باختيار وزير للأشغال بالأصالة بعد استقالة أماني بوقماز!

ولا أنكر، أنه آلمني ما رأيت، ولكنه كان متوقعاً، الا ان أحلامي كانت أن أعود بعد أربعة أشهر لأُلاحظ تطوراً يذكر، ففي بلدان أخرى، نحن نقرضها، تُبنى جسور، ومدارس، ومستشفيات، وجامعات، خلال أربعة أشهر.

ورغم هذا الألم سأبقى مدافعة شرسة عن صورة وطني في المحافل الدولية، فإرثنا وتاريخنا مشرّفان، لكن كمواطنين نأمل أن يكون حاضرنا ومستقبلنا بالازدهار ذاته الذي كان يتميز به ماضينا.

زر الذهاب إلى الأعلى