قمة ثنائية فى القاهرة: ملك الأردن والرئيس المصرى ضد تصفية القضية الفلسطينية.. وأشكال التهجير
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
الدستورالمصرية –
تتشابك الظروف السياسية والأمنية والعسكرية والإنسانية، فى ذات الوقت الذى تزداد الحرب على غزة وكل فلسطين المحتلة، الضفة الغربية والقدس، نتيجة التطرف والحرب الهمجية المتوحشة، الإبادة الجماعية وقتل المدنيين فى كل أرض قطاع غزة، مع غياب واضح وصمت خطير من القوى الدولية التى تجاهر باستمرارها دعم وتسليحها جيش الحرب الصهيونى الإسرائيلى المتطرف، وهى الحرب التى تدخل شهرها الثالث دون نجاح أى قرار من مجلس الأمن لإيقاف العدوان وأشكال الحرب على غزة.
* لقاء مهم من حيث التوقيت والمواقف.
فى القاهرة، شكل اللقاء الثنائى، قمة أردنية مصرية، قال بيان صادر عن الديوان الملكى الهاشمى الأردنى:
«أكد الملك عبدالله الثانى والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى لدى لقائهما فى القاهرة رفضهما التام لجميع محاولات تصفية القضية الفلسطينية – ولكل أشكال- التهجير القسرى للأشقاء الفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة».
.. وأشار بيان الديوان الملكى إلى أن قمة الملك عبدالله الثانى والرئيس السيسى أكدت فى بيان مشترك رفضهما أى محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم أو نزوحهم داخليًا.
.. وعزز الملك عبدالله الثانى فى اللقاء، الذى جرى فى قصر الاتحادية، اليوم الأربعاء، مشددا على: «دعم الأردن الثابت لموقف الشقيقة مصر ضد أية محاولات لتهجير أهالى غزة».
القمة/ اللقاء الثنائى الأردنى المصرى، يستكمل الجهود السياسية والأمنية والإنسانية، مع الدعوة إلى «إدامة التنسيق الوثيق بين الأردن ومصر إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، ويخدم القضايا العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية».
* دعوة الملك عبدالله الثانى والرئيس السيسى وتحذيراته إلى المجتمع الدولى.
أتاحت القمة الأردنية المصرية، فى هذا التوقيت العصيب، دعوة وتحذيراته ثنائية تلفت إلى: «ضرورة تحرك العالم أجمع للضغط لوقف فورى لإطلاق النار فى غزة وإدخال المساعدات الإنسانية»؛ ذلك أن الوضع الذى وصلت إليه الحرب على غزة والشعب الفلسطينى، تلزم المجتمع الحراك الدولى والأممى لإيقاف الحرب، وقال البيان المشترك إن هناك مسئولية سياسية وأخلاقية كبيرة تقع على عاتق المجتمع الدولى نحو تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، على النحو الذى يحفظ مصداقية المنظومة الدولية.
وشدد البيان، على أن: »«حذر الزعيمان من تداعيات استمرار الحرب على غزة، والتى ستجر المنطقة إلى كارثة سيدفع الجميع ثمنها»، مشددين على أهمية عدم توسع دائرة الصراع بما يتسبب فى زعزعة الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمى والدولى.
* كما أكد الزعيمان أهمية التصدى لأى محاولات لإعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق عازلة فيها أو فصلها عن الضفة الغربية.
* الأردن ضد توسع العمليات الإسرائيلية فى جنوب غزة.
فى القمة الثانية المشتركة، قال الملك عبدالله الثانى، إن الأردن ضد استمرار توسع العمليات الإسرائيلية فى جنوب غزة مما سيكون له تداعيات إنسانية وأمنية كارثية، خصوصا فى ظل الوضع الإنسانى الخطير.
ونبه ملك الأردن فى تحذيراته من: «استمرار الإجراءات الإسرائيلية التصعيدية فى الضفة الغربية والقدس، خصوصا العنف الذى يمارسه المستوطنون المتطرفون ضد الفلسطينيين، والذى قد يؤدى لانفجار الوضع فى الضفة».
*نح و أفق سياسى لتحقيق السلام العادل والشامل.
دعا اللقاء، إلى تشديد مصر والأردن على قضية أساسية تدفع نحو تحريك واستمرار الجهود الدبلوماسية والسياسية بضرورة الدفع الجاد نحو أفق سياسى لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة». وفى هذا السياق، نادى الملك عبدالله الثانى، وفق بيان الديوان الملكى إلى أن حل الدولتين هو جزء من منظومة الأمن الإقليمى، والسبيل الوحيد لتحقيق السلام.
*ضرورة القمة والوقوف ضد سياسة السفاح المتطرف نتنياهو.
تتحرك قيادات الأردن ومصر، لتقف كاشفة أمام المجتمع الدولى، والدول الداعمة لاستمرار الحرب، من وقائع تزامنت مع الحرب على غزة بكل ما شكلته من مجازر وإهدار لحقوق الإنسان ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية، وحدث فى الآونة الأخيرة، تزايد رغبات وسياسة دولة الاحتلال الإسرائيلى، عن ترحيل الفلسطينيين منذ بداية الحرب على غزة، منها مشاريع مشبوهة لترحيل جميع أهالى قطاع غزة إلى مصر، والأردن، منها المشروع الذى أعدته وزارة الاستخبارات الصهيونية الإسرائيلية، الذى جرى توافق العمل عليه فى معهد أبحاث «بساجوت»، الذى يديره مئير بن شبات، أحد المقربين من نتنياهو وشغل منصب مستشار الأمن القومى فى ديوانه.
.. وفى هذا الشأن الخطير جيوسياسيا وأمنيا نشرت وزيرة الاستخبارات المتطرفة غيلا جمليئيل، «حزب الليكود»، مقالًا، نشر أوائل تشكل حكومة الحرب الإسرائيلية، فى صحيفة «جيروزاليم بوست»، ما كشف عن نوايا الحكومة الإسرائيلية التوراتية، وحرك المشروع العدوانى، غضبًا مشتركا فى مصر والأردن، واتخذت الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة موقفًا موحدًا لرفضه، فيما استجابت الإدارة الأمريكية، دون تشدد للمطالب العربية والإسلامية وبعض قوى المجتمع الدولى، وأعلنتالولايات المتحدة الأمريكية رفضها الفكرة، ودعوتها لاستمرار الحرب على غزة!.
*.. وأيضا:
أهمية قمة الملك عبدالله الثانى والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، فى القاهرة، أنها تنبه المجتمع الدولى ومنظمات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إلى استمرار السفاح نتنياهو، بالدعوة إلى تشكيل طاقم يدرس «الترحيل بالتراضى» للفلسطينيين، بالذات سكان قطاع غزة؛ ذلك ما كشف عنه أحد نواب «حزب الليكود» فى الكنيست (البرلمان)، أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أعلن أنه ينوى تشكيل فريق عمل خاص فى مكتبه يدرس إمكانية ترحيل عشرات ألوف الفلسطينيين من قطاع غزة، «بشكل منظَّم، وبالترتيب مع دول غربية تبدى الاستعداد لاستقبالهم فيها».
.. اللقاء /القمة تحذر العمل الأردنى المصرى، لتعزيز قوى الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولى، للخطر القادم على المنطقة والإقليم، ويحث الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، لفهم ما تشكله العقلية الإسرائيلية الصهيونية وصراع دولة الاحتلال الداخلى، الذى انعكس على محاولات خطيرة تدعو إلى تهجير سكان غزة وتصفية القضية الفلسطينية، برغم أن إسرائيل ما هى إلا دولة احتلال وأن على الشرعية الدولية الوقوف أمام استحقاقاتها ودورها فى هذه المرحلة من الحرب العدوانية على قطاع غزة.